إسرائيل في حالة حرب - اليوم 371

بحث

بايدن يعرب عن قلقه إزاء تصاعد التوترات في الشرق الأوسط ويحاول منع الحرب الشاملة

الرئيس الأميركي يقول إن الإدارة "تبذل جهودا حثيثة" لتجنب توسع الصراع بين إسرائيل وحزب الله في المنطقة؛ البيت الأبيض يلقي باللوم على السنوار في تعطيل اتفاق وقف إطلاق النار والرهائن

الرئيس الأمريكي جو بايدن يتحدث إلى الصحفيين في البيت الأبيض في واشنطن العاصمة، في 22 سبتمبر 2024. (Drew Angerer/AFP)
الرئيس الأمريكي جو بايدن يتحدث إلى الصحفيين في البيت الأبيض في واشنطن العاصمة، في 22 سبتمبر 2024. (Drew Angerer/AFP)

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحفيين  يوم الأحد أنه يشعر بالقلق إزاء تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وأن إدارته تعمل على منعها من التفاقم إلى صراع إقليمي.

وسئل بايدن عن موقفه إزاء تفاقم المعارك بين إسرائيل وحزب الله اللبناني بعد 11 شهرا من المناوشات الدامية عبر الحدود، إلى جانب الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.

وقال بايدن للصحفيين في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض: “سنبذل كل ما في وسعنا لمنع اندلاع حرب أوسع نطاقا. وما زلنا نضغط بقوة”.

ويقول حزب الله إنه يشن هجماته دعما لغزة، حيث أشعلت حركة حماس الفلسطينية فتيل الحرب المستمرة عندما قادت هجوما ضخما في السابع من أكتوبر على إسرائيل أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.

وتحاول قطر ومصر والولايات المتحدة منذ أشهر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، رغم الفجوات الوساعة التي تبقى بين الأطراف بشأن قضايا رئيسية.

وأفادت قناة 12 الإخبارية الأحد نقلا عن مصدر إسرائيلي وأميركي أن مسؤولين في إدارة بايدن أرسلوا في الأيام القليلة الماضية اقتراح جديد إلى إسرائيل، وعبر وسطاء قطريين ومصريين، إلى حماس.

وأعربت إسرائيل عن تحفظاتها، بما في ذلك بشأن البنود المتعلقة بمحور فيلادلفيا على طول الحدود بين غزة ومصر ومحور نتساريم الذي يفصل بين شمال غزة وجنوبها، بحسب التقرير.

لكن حماس رفضت بشكل قاطع الاتقارح وقالت إنها لن تقبل أي اتفاق يختلف عن الاقتراح السابق الذي قدمه بايدن في نهاية شهر مايو.

متظاهرون في تل أبيب يطالبون بوقف إطلاق النار مع حركة حماس مقابل إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، 21 سبتمبر 2024. (Paulina Patimer/Pro-Democracy Protest Movement)

وكان عرض بايدن في مايو يستند في الواقع إلى اقتراح إسرائيلي، وقد زعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرارا أن حماس سعت في ردها إلى إدخال 29 تغييرا عليه. ومن جانبه، أعلن نتنياهو في الأشهر الأخيرة عن سلسلة من الشروط غير القابلة للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق، والتي لم يتم تحديدها في اقتراح مايو. وشملت تلك الشروط الاحتفاظ بالسيطرة على محور فيلادلفيا لمنع حماس من تهريب الأسلحة من مصر.

وأشار تقرير القناة 12 إلى أن رفض حماس الحازم للمقترحات الأميركية الأخيرة قد يكون مرتبطا بتعليقات المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي في وقت سابق من الأحد والتي ألقى فيها باللوم على حماس في تعثر المحادثات.

وقال كيربي في برنامج “هذا الأسبوع” على قناة “إيه بي سي”، “لا يبدو أن السيد السنوار مستعد على الإطلاق لمواصلة التفاوض بحسن نية، خاصة بعد أن قتل ستة رهائن في نفق بأسلوب الإعدام”. كما دعا إلى حل دبلوماسي وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.

واستعادت القوات الإسرائيلية جثث ستة رهائن اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر من نفق في رفح جنوب قطاع غزة في بداية الشهر، بعد أيام قليلة من قتلهم على يد خاطفيهم.

وقال كيربي: “لا يبدو أنه راغب في المضي قدما”.

وقال كيربي في المقابلة أيضا إن التصعيد العسكري الإقليمي ليس في “مصلحة إسرائيل”، مضيفًا أن الولايات المتحدة “تقول هذا بشكل مباشر لنظرائنا الإسرائيليين”.

وأضاف إن “التوترات الآن أعلى بكثير مما كانت عليه قبل بضعة أيام فقط”، لكنه أضاف “ما زلنا نعتقد أنه يمكن أن يكون هناك وقت ومساحة لحل دبلوماسي هنا وهذا ما نعمل عليه”.

“إننا نعمل منذ بداية هذا الصراع، منذ الثامن من أكتوبر وما بعده، لمحاولة منع التصعيد، ومنع اتساع نطاق هذا الصراع في إسرائيل وحولها، ولكن أيضا في المنطقة”.

وفي وقت سابق من اليوم، تعهد نتنياهو بإعادة عشرات الآلاف من سكان شمال إسرائيل الذين نزحوا من منازلهم بسبب هجمات حزب الله المستمرة منذ ما يقرب من عام.

وأضاف كيربي أن “التصعيد في الحرب بالتأكيد لن يكون في مصلحة كل هؤلاء الأشخاص الذين يقول رئيس الوزراء نتنياهو إنه يريد أن يتمكن من إعادتهم إلى ديارهم”.

واندلعت الحرب في غزة في أعقاب الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص. وردت إسرائيل بهجوم عسكري لتدمير حماس في غزة وتحرير 251 رهينة اختطفوا من إسرائيل في السابع من أكتوبر وأخذوا أسرى إلى غزة. ولا يزال 97 منهم في الأسر، ويعتقد أن حوالي ثلثهم لم يعودوا على قيد الحياة.

منذ الثامن من اكتوبر، تهاجم قوات بقيادة حزب الله بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث تقول المنظمة إنها تفعل ذلك لدعم غزة وسط الحرب الدائرة هناك.

وقد تصاعدت حدة القتال، الذي أثار بالفعل مخاوف من احتمال تصعيده إلى حرب على جبهة أخرى، الأسبوع الماضي عندما قتلت إسرائيل العديد من كبار قادة حزب الله في غارة جوية على بيروت. وشهد الأسبوع الماضي أيضًا تفجير أجهزة اتصالات وغيرها من الأجهزة التي يستخدمها عناصر حزب الله، في هجوم أسفر عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف. وقد نُسبت العملية، التي لم تعلق عليها إسرائيل، على نطاق واسع إلى الدولة اليهودية.

وأطلق حزب الله خلال عطلة نهاية الأسبوع عدة دفعات من الصواريخ على شمال إسرائيل، في أعمق هجوم صاروخي للحزب على إسرائيل منذ بداية الحرب في أكتوبر. وفي الوقت نفسه، قصفت إسرائيل مئات من منصات إطلاق الصواريخ ومواقع حزب الله.

عناصر الإنقاذ والأمن وسط الحطام والمركبات المتفحمة في كريات بياليك في ضواحي حيفا، في أعقاب هجوم صاروخي شنه حزب الله اللبناني في 22 سبتمبر 2024. (Jack GUEZ / AFP)

ووصلت الصواريخ التي أطلقت من لبنان ليلة الأحد إلى كريات بياليك في ضواحي حيفا، أكبر مدينة في شمال إسرائيل، مما أدى إلى اشتعال النيران في مبنى، وإصابة آخر بشظايا، واحتراق سيارات.

وحتى الآن، أسفرت المناوشات بين إسرائيل وحزب الله منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر عن مقتل 26 شخصا على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى مقتل 22 جنديا إسرائيليا. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات.

وقد أعلن حزب الله أسماء 505 من أعضائه الذين قتلتهم إسرائيل خلال القتال، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. كما قُتل 79 عنصرا آخر من فصائل مسلحة أخرى وجندي لبناني وعشرات المدنيين.

اقرأ المزيد عن