بايدن يشيد بالدفاع الإسرائيلي “الرائع” ضد إيران، ويعارض بحسب تقرير الرد العسكري
الرئيس الأمريكي سيعقد اجتماعا لقادة مجموعة السبع في الوقت الذي من المقرر أن يجتمع فيه مجلس الأمن الدولي، ويشعر بالقلق من محاولة نتنياهو جر واشنطن إلى صراع أوسع؛ زعماء العالم يدينون هجوم إيران "المتهور"
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت مبكر الأحد، إن الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل في تدمير ما يقارب من 300 طائرة مسيّرة وصواريخ أُطلقت عليها في “هجوم غير مسبوق” من إيران، وسط مخاوف في واشنطن من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيحاول جر الأمريكيين إلى صراع إقليمي أوسع.
وساعدت الطائرات العسكرية الأمريكية ومدمرات الدفاع الصاروخي البالستية، التي تم نقلها إلى المنطقة خلال الأسبوع الماضي، أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض موجة كبيرة من الطائرات المسيّرة والصواريخ التي تم إطلاقها باتجاه البلاد من إيران في وقت متأخر من ليلة السبت.
وقال بايدن: “بفضل عمليات النشر هذه والمهارة الاستثنائية لجنودنا، ساعدنا إسرائيل في إسقاط جميع الطائرات المسيرة والصواريخ القادمة تقريبا”.
وفي أول تعليق علني لنتنياهو في أعقاب الهجوم، نشر رئيس الوزراء رسالة قصيرة على منصة X قال فيها: “لقد اعترضنا. لقد تصدينا. معا سننتصر”.
في وقت مبكر من صباح الأحد قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري أنه في المجمل تم إطلاق أكثر من 300 قذيفة على إسرائيل – 170 طائرة مسيرة، و30 صاروخ كروز، و120 صاروخا بالستيا – وأن الدفاعات الجوية أعترضت 99٪ منها.
في حين تم إسقاط جميع الطائرات المسيرة وصواريخ كروز ومعظم الصواريخ البالستية خارج المجال الجوي الإسرائيلي، وفقا للجيش، أصيبت طفلة في جنوب البلاد بجروح خطيرة بشظايا بعد اعتراض فوق المنطقة.
وقال هغاري إن هناك أيضا “أضرارا طفيفة للبنية التحتية” في قاعدة نيفاتيم الجوية بجنوب إسرائيل.
وقال الرئيس الأمريكي أنه اتصل بنتنياهو في أعقاب الهجوم الإيراني ليؤكد مجددا دعم واشنطن “الصارم” لإسرائيل بعد توتر العلاقات في الآونة الأخيرة بين البلدين بشأن الحرب في غزة.
وقال مكتب بايدن في بيان يصف مكالمته مع نتنياهو بعد وقت قصير من الهجوم: “لقد أظهرت إسرائيل قدرة رائعة على الدفاع ضد الهجمات غير المسبوقة وهزيمتها – مما أرسل رسالة واضحة إلى أعدائها بأنهم لا يستطيعون تهديد أمن إسرائيل بشكل فعال”.
وأدانت بلدان من حول العالم الهجمات الإيرانية على إسرائيل، حيث حذر العديد منها من أن الهجوم يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأدان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في بيان بالهجوم الإيراني “المتهور” على إسرائيل، والذي قال إنه “يهدد بتأجيج التوترات وزعزعة استقرار المنطقة. لقد أظهرت إيران مرة أخرى أنها عازمة على زرع الفوضى في فنائها الخلفي”.
وأدان منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الضربات ووصفها بأنها “تصعيد غير مسبوق وتهديد خطير للأمن الإقليمي” في رسالة نشرها على منصة X.
مع انعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأحد بشأن الهجوم الإيراني غير المسبوق بطائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “التصعيد الخطير الذي يمثله الهجوم واسع النطاق الذي شنته الجمهورية الإسلامية الإيرانية على إسرائيل”.
وأضاف غوتيريش: “إنني أشعر بقلق بالغ إزاء الخطر الحقيقي للغاية المتمثل في تصعيد مدمر على مستوى المنطقة”، داعيا الأطراف إلى “تجنب أي عمل قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية كبيرة على جبهات متعددة في الشرق الأوسط”.
وقال بايدن إنه يعمل على إقناع زعماء مجموعة السبع يوم الأحد لـ”تنسيق رد دبلوماسي موحد” على هجوم إيران “الوقح”، في إشارة كما يبدو إلى أن الرد العسكري ليس مطروح حاليا على الطاولة، ، في حين أشار أيضا إلى أن الهجوم على إسرائيل كان فقط على المنشآت العسكرية.
ونقل تقرير لشبكة NBC News في الساعات التي تلت الهجوم تعبير مسؤولين أمريكيين كبار عن مخاوفهم من أن إسرائيل قد تتصرف بشكل متهور في أعقاب الهجوم الإيراني دون النظر إلى التداعيات. وقال التقرير نقلا عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية ومسؤول دفاعي كبير، إن مخاوف البيت الأبيض تنبع من الطريقة التي أدارت بها إسرائيل حربها المستمرة في غزة والهجوم الذي وقع في الأول من أبريل على الجنرال الإيراني الرفيع المستوى محمد رضا زاهدي في دمشق.
الهجوم الإيراني على إسرائيل جاء ردا على تلك الضربة.
ونُقل عن المسؤول الأمريكي قوله “لا أعتقد أن لديهم إستراتيجية”، مضيفا أن “الإسرائيليين لا يتخذون دائما أفضل القرارات الاستراتيجية”.
في الوقت نفسه، نقل التقرير عن المسؤولين قولهم إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن إسرائيل تسعى إلى حرب شاملة مع إيران، لكن ذلك ليس مؤكدا.
وأفاد موقع “أكسيوس” الإخباري أن بايدن أبلغ نتنياهو بأنه سيعارض أي هجوم إسرائيلي مضاد ضد إيران وأنه ينبغي عليه “تقبل النصر”.
بعد إطلاق هجمات الطائرات المسيرة، حذرت طهران الولايات المتحدة ووجهت لها رسالة بأن “تبقى بعيدا” عن الصراع مع إسرائيل.
وفي وقت سابق من يوم السبت، قطع بايدن رحلة نهاية الأسبوع إلى ساحل ديلاوير وعاد إلى واشنطن لعقد اجتماع طارئ في البيت الأبيض مع كبار مسؤولي الأمن القومي.
ونشر الرئيس الأمريكي صورة لاجتماعه في غرفة العمليات بالبيت الأبيض مع مسؤولين من ضمنهم وزير الدفاع لويد أوستن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز.
وأعرب مشرعون بارزون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري عن دعمهم لإسرائيل في مواجهة أي هجوم إيراني.
وقال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب ستيف سكاليز في بيان إن مجلس النواب الأمريكي سيجري تغييرا في جدول أعماله للنظر في تشريع يدعم إسرائيل ويحمل إيران المسؤولية.