إسرائيل في حالة حرب - اليوم 431

بحث

بايدن يريد نظاما أمنيا عالميا في غزة ومن ثم تسليم الحكم للسلطة الفلسطينية؛ ويطرح فكرة حظر منح تأشيرات دخول للمستوطنين العنيفين

في مقال رأي، دعا الرئيس الأمريكي إلى بذل جهد دولي لإعادة بناء قطاع ما بعد الحرب، وقال إنه يجب إيقاف المتطرفين في الضفة الغربية ومحاسبتهم؛ نتنياهو: السلطة الفلسطينية "غير مؤهلة" لإدارة غزة

الرئيس جو بايدن يصل إلى قاعدة الحرس الوطني الجوية في في نيو كاسل، ديلاوير، الجمعة، 17 نوفمبر، 2023. (AP/Manuel Balce Ceneta)
الرئيس جو بايدن يصل إلى قاعدة الحرس الوطني الجوية في في نيو كاسل، ديلاوير، الجمعة، 17 نوفمبر، 2023. (AP/Manuel Balce Ceneta)

حث الرئيس الأمريكي جو بايدن، للمرة الأولى، المجتمع الدولي يوم السبت على المساعدة في إدارة الأمن في قطاع غزة لفترة مؤقتة بعد الحرب، يعقبها في نهاية المطاف حكم للسلطة الفلسطينية.

في مقال رأي نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، هدد بايدن أيضا بفرض حظر دخول إلى الولايات المتحدة على المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين الذين يهاجمون الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي حول دعوة بايدن للسلطة الفلسطينية لحكم غزة في نهاية المطاف، إن السلطة الفلسطينية في شكلها الحالي “غير مؤهلة” للقيام بذلك.

من جانبه، اتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة.

وكتب بايدن في المقال الذي سعى إلى حشد الدعم لسياسة إدارته بشأن الحربين في غزة وأوكرانيا: “يجب على المجتمع الدولي تخصيص الموارد لدعم شعب غزة في أعقاب هذه الأزمة مباشرة، بما في ذلك التدابير الأمنية المؤقتة”.

وقال بايدن إنه يتعين على المجتمع الدولي “إنشاء آلية لإعادة الإعمار لتلبية احتياجات غزة على المدى الطويل بشكل مستدام”، وقال إنه “من الضروري ألا تنطلق أي تهديدات إرهابية مرة أخرى من غزة أو الضفة الغربية”.

كما أكد الرئيس الأمريكي مجددا التزامه بحل الدولتين باعتباره “السبيل الوحيد لضمان الأمن طويل الأمد لكل من الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني”، وقال إنه “على الرغم من أنه قد يبدو الآن أن هذا المستقبل أبعد من أي وقت مضى، فإن هذه الأزمة جعلت ذلك أكثر إلحاحا من أي وقت مضى”.

وكتب: “بينما نسعى جاهدين من أجل السلام، يجب إعادة توحيد غزة والضفة الغربية في ظل هيكل حكم واحد، وفي نهاية المطاف في ظل سلطة فلسطينية متجددة، بينما نعمل جميعا نحو حل الدولتين”.

في المقال الذي كتبه، أشار بايدن إلى الولايات المتحدة باعتبارها “الأمة الأساسية” في حشد الدول ضد حماس وروسيا، اللتين اعتبرهما تهديدا للديمقراطية والأمن العالمي.

وكتب “يقاتل كل من بوتين وحماس من أجل محو ديمقراطية مجاورة من على الخريطة. ويأمل كل من بوتين وحماس في انهيار الاستقرار والتكامل الإقليميين على نطاق أوسع والاستفادة من الفوضى التي قد تترتب على ذلك. ولا يمكن لأمريكا أن تسمح بحدوث ذلك، ولن تسمح بذلك. من أجل مصالح أمننا القومي – ومن أجل صالح العالم أجمع”.

ولقد قاوم نتنياهو رؤية إدارة بايدن لحكم السلطة الفلسطينية في نهاية المطاف في غزة، وجهودها لحشد الحلفاء العرب للمساعدة في إدارة أمن القطاع في هذه الأثناء، وقال إن إسرائيل ستحتفظ بالمسؤولية الأمنية الشاملة عن غزة ولن تسلمها إلى “قوات دولية”.

ليلة السبت، قال نتنياهو إن السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي “غير مؤهلة” لإدارة القطاع، مشيرا إلى أن عباس لم يدين بعد مجازر 7 أكتوبر، في حين أن بعض وزرائه “يحتفلون بما حدث”.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتحدث في مؤتمر صحفي متلفز، 18 نوفمبر، 2023. (GPO Screenshot)

وقال نتنياهو إن إسرائيل والولايات المتحدة متفقتان على تدمير حماس وإعادة الرهائن. “وأعتقد أننا سنتوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق بشأن هذا أيضا: من المستحيل أن نضع في غزة حكومة مدنية تدعم الإرهاب، وتشجع الإرهاب، وتمول الإرهاب وتعلم الإرهاب”.

كما رفض وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اقتراح بايدن يوم السبت، وقال لمنتدى المنامة الأمني إنه لن يتم نشر “أي قوات عربية” في غزة بعد الحرب، مع تدهور علاقات عمّان مع القدس بشكل أكبر.

وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في مقر الأمم المتحدة في 26 أكتوبر، 2023، في مدينة نيويورك .(Eduardo Munoz Alvarez/Getty Images/AFP)

عنف المستوطنين المتطرفين “يجب أن يتوقف”

في مقال الرأي، هدد بايدن أيضا بإصدار حظر على منح تأشيرات دخول لمرتكبي أعمال عنف من المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، والتي ازدادت منذ بداية الحرب.

قُتل ما يصل عددهم إلى سبعة فلسطينيين على يد مستوطنين متطرفين، رغم أن ملابسات بعض هذه الحوادث غير واضحة ولم يكن من الممكن تحديد ما إذا كان هؤلاء الأفراد قد قُتلوا بنيران المستوطنين أو بنيران قوات الأمن الإسرائيلية.

وفقا لمنظمة “يش دين” الحقوقية اليسارية، وقع أكثر من 185 هجوما للمستوطنين ضد الفلسطينيين في أكثر من 84 بلدة وقرية في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر.

في حين أعاد الكثير من مقال بايدن صياغة المواقف التي تعبّر الولايات المتحدة عنها منذ أسابيع، إلا أنه يبدو أن التهديد المتعلق بحظر التأشيرات جديد.

وكتب بايدن “لقد أكدت لقادة إسرائيل أن عنف المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية يجب أن يتوقف وأن أولئك الذين يرتكبون أعمال العنف يجب أن يحاسبوا”.

وأضاف أن “الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ خطواتنا الخاصة بنا، بما في ذلك إصدار حظر على منح تأشيرات دخول ضد المتطرفين الذين يهاجمون المدنيين في الضفة الغربية”.

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس الأمريكي جو بايدن يتصافحان في بلدة بيت لحم بالضفة الغربية، 15 يوليو 2022 (AP Photo / Evan Vucci)إدارة

في وقت لاحق الأحد، دعا عباس بايدن إلى استخدام نفوذه الدولي لوقف الهجوم الإسرائيلي في غزة، الذي وصفه بأنه “إبادة جماعية”.

وقال عباس “التاريخ لن يعفي أحدا من هذه الجرائم. أدعوكم إلى تقديم الإغاثة لأهلنا المحاصرين في غزة. ويجب أن تتوقف هذه الحرب فورا. كيف يمكن أن تكون هذه الإبادة الجماعية دفاعا عن النفس؟ في الواقع، هذه الإبادة الجماعية هي جريمة حرب تستحق العقاب”.

وأضاف “كما أدعوكم إلى التدخل العاجل لوقف اعتداءات القوات الإسرائيلية وإرهاب المستوطنين المستمر ضد شعبنا في الضفة الغربية والقدس، والذي ينذر بانفجار وشيك”.

اندلعت الحرب في الشهر الماضي في أعقاب الهجوم الصادم الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر على البلدات الإسرائيلية في جنوب البلاد تحت غطاء آلاف الصواريخ، عندما قتل آلاف المسلحين نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين من كافة الأعمار في منازلهم وفي حفل طبيعة راقص بالقرب من كيبوتس رعيم. كما اختطف المسلحون حوالي 240 شخص واقتادوهم إلى غزة.

وشنت إسرائيل هجوما جويا وبريا بهدف القضاء على الحركة الحاكمة للقطاع.

بحسب سلطات الصحة التابعة لحماس في غزة، قُتل 12 ألف فلسطيني منذ بداية الحرب، ثلثاهم من النساء والأطفال. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل، وقد اتُهمت حماس بتضخيمها وبتصنيف المسلحين في أواخر سن المراهقة على أنهم أطفال. ومن غير المعروف كم عدد المقاتلين من بين هذه الحصيلة، وكم من القتلى كانوا ضحايا أخطاء في إطلاق صواريخ كانت موجهة نحو إسرائيل.

اقرأ المزيد عن