بايدن يرحب بعودة المجموعة الأولى من الرهائن الإسرائيليين ويقول إن حماس لا تستجيب إلا للضغوط
قال الرئيس الأمريكي إنه طلب من نتنياهو "التركيز على محاولة تقليل" عدد الضحايا المدنيين في غزة أثناء العمل على "القضاء على حماس، وهو الهدف المشروع"
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الجمعة إن الأمريكيين لديهم سبب آخر للامتنان في عيد الشكر بعد إطلاق سراح 24 رهينة كانت حماس تحتجزهم في غزة، ولكنه أضاف، مكررا على ما يبدو موقف إسرائيل، أن الاتفاق أظهر أن الحركة “تستجيب فقط للضغط”.
“أنا لا أثق في قدرة حماس على القيام بأي شيء صحيح. أنا أثق فقط في أن حماس ستستجيب للضغوط”، قال في تصريحات تتفق مع الموقف الإسرائيلي بأن صفقة الرهائن لم تكن ممكنة لولا العملية العسكرية المكثفة في غزة.
وردا على سؤال عما إذا كان قد ضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتحديد جدول زمني لإنهاء الحرب، قال بايدن إنه شجع رئيس الوزراء الإسرائيلي “على التركيز على محاولة تقليل عدد الضحايا بينما يحاول القضاء على حماس، وهو الهدف المشروع”.
وأضاف بايدن إنها “مهمة صعبة، ولا أعرف كم من الوقت ستستغرق. أتوقع وآمل أنه بينما نمضي قدما، سيضغط بقية العالم العربي في المنطقة أيضًا على جميع الأطراف لإبطاء هذا الأمر ووضع حد له في أسرع وقت ممكن”.
تم إطلاق سراح 13 إسرائيليا و11 أجنبيا من تايلاند والفلبين يوم الجمعة في إطار هدنة تستمر عدة أيام توصلت إليها إسرائيل وحماس، وهي الأولى منذ اندلاع الحرب الشهر الماضي.
الإسرائيليون الـ 13 – بما في ذلك ثلاث أمهات وأطفالهم الصغار – هم جزء من 50 امرأة وطفل إسرائيلي على الأقل من المقرر إطلاق سراحهم خلال الأيام الأربعة الأولى من التهدئة، مع إطلاق سراح ثلاثة أسرى أمنيين فلسطينيين مقابل كل رهينة.
ويمكن تمديد الهدنة بيوم إضافي مقابل كل عشرة رهائن إسرائيليين إضافيين تطلق سراحهم حماس.
الرهائن المفرج عنهم ليسوا سوى مجموعة صغيرة من حوالي 240 رهينة تحتجزهم الفصائل المسلحة في غزة منذ 7 أكتوبر، عندما قتل 3000 مسلح بقيادة حماس 1200 شخص في جنوب إسرائيل.
وقال بايدن في تصريحات للصحافة في نانتوكيت بولاية ماساتشوستس حيث يحتفل بعيد الشكر: “اليوم يمكننا أيضا أن نكون شاكرين للم شمل العائلات مع أحبائهم الذين كانوا محتجزين كرهائن منذ ما يقارب من 50 يوما”.
وقال بايدن إن “الدببة التي تنتظر لتحية هؤلاء الأطفال [المفرج عنهم] في المستشفى هي تذكير صارخ بالصدمة التي تعرض لها هؤلاء الأطفال في هذه السن المبكرة للغاية”، مضيفا أنه وزوجته جيل “يصلون لأجلهم اليوم”.
وسلط الرئيس الأمريكي الضوء على المواطنين الأمريكيين الثلاثة الذين تنطبق عليهم معايير الإفراج في الاتفاقية، بما في ذلك أفيغيل إيدان، الذي بلغ الرابعة من عمره يوم الجمعة والذي قُتل والديه في 7 أكتوبر على يد مسلحي حماس.
وقال بايدن: “لن نتوقف حتى نعيد هؤلاء الرهائن إلى وطنهم ونكشف عن مكان وجودهم”، مضيفا أن إطلاق سراحهم يوم الجمعة كان “مجرد بداية”.
وقال بايدن إن صفقة الرهائن كانت نتيجة “للدبلوماسية الأمريكية المكثفة، بما في ذلك العديد من المكالمات التي أجريتها من المكتب البيضاوي للقادة في جميع أنحاء المنطقة”، بينما شكر نتنياهو والوسطاء أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتعاونهما في إتمام الاتفاق.
وأشار بايدن إلى أن الهدنة الإنسانية من شأنها تسريع وصول المساعدات إلى غزة مع تسهيل إطلاق سراح الرهائن.
وقال: “[إنها] توفر فرصة ضرورية لتوصيل الغذاء والدواء والمياه والوقود للمدنيين في غزة الذين هم في أمس الحاجة إليها، ونحن لا نضيع دقيقة واحدة”، مضيفًا أن الآليات موجودة لضمان وصول المساعدات إلى من يحتاجون إليها، بدلاً من تحويلها إلى حماس.
ووصلت أكثر من 200 شاحنة إلى معبر رفح يوم الجمعة، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وقال بايدن إن بعض هذه الشاحنات كانت تحمل الوقود “ليس فقط لتشغيل الشاحنات التي تنقل هذه الإمدادات المنقذة للحياة ولكن أيضًا لتحلية المياه وآبار المياه والمستشفيات والمخابز”.
وأن “مئات الشاحنات الإضافية تستعد أيضاً لدخول غزة خلال الأيام المقبلة لدعم الفلسطينيين الأبرياء الذين يعانون بشدة بسبب هذه الحرب التي شنتها حماس. حماس لا تهتم بهم أبدا”.
وتقول وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 14 ألف من سكان غزة قتلوا منذ بداية الحرب، وهي أرقام لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل ولا تميز بين المدنيين ونشطاء حماس، أو بين ضحايا الغارات الجوية الإسرائيلية وضحايا الصواريخ الفلسطينية الطائشة التي تسقط في القطاع.
ودعا بايدن في خطابه أيضا إلى إحياء الجهود لتحقيق حل الدولتين في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر.
وقال بايدن: “نحن بحاجة إلى تجديد تصميمنا على متابعة حل الدولتين حيث يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين في يوم من الأيام أن يعيشوا جنبا إلى جنب… مع قدر متساو من الحرية والكرامة”.
وقال: “لقد أطلقت حماس هذا الهجوم الإرهابي لأنها لا تخشى شيئا أكثر من عيش الإسرائيليون والفلسطينيون جنبا إلى جنب في سلام. الاستمرار في طريق الإرهاب والعنف والقتل والحرب هو بمثابة إعطاء حماس ما تسعى إليه. لا يمكننا أن نفعل ذلك”.
وأثار بايدن مرة أخرى ادعاءه بأن أحد أسباب قيام حماس بتنفيذ الهجوم هو أن إدارته “تعمل بشكل وثيق للغاية مع السعوديين وغيرهم في المنطقة لإحلال السلام في المنطقة من خلال الاعتراف بإسرائيل وحق إسرائيل في الوجود”.
وفي حين أقر بأنه “لا يستطيع إثبات” هذا التأكيد، إلا أنه قال إن هذا هو ما يعتقده.
وأشار بايدن إلى إعلان شهر سبتمبر عن ممر جديد للسكك الحديدية والشحن يربط أوروبا بالشرق الأوسط، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وإسرائيل.
وقال: “الفكرة برمتها تحظى باهتمام كبير”، مضيفاً أنه سيواصل دفع مثل هذه المبادرات “لتغيير الديناميكية في [الشرق الأوسط] من أجل سلام طويل الأمد”.
وسئل بايدن أيضا عن أعضاء الحزب الديمقراطي الذين دعوا إلى جعل المساعدات لإسرائيل مشروطة بسجلها في مجال حقوق الإنسان.
“إنها فكرة جديرة بالاهتمام، لكنني لا أعتقد أنه لو بدأت بهذه الفكرة لكنا قد وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. علينا أن نتعامل مع ذلك خطوة تلو الأخرى”، أجاب بايدن.
وأثار الرد الدهشة لأن إدارة بايدن عارضت حتى الآن الجهود الرامية إلى جعل المساعدات لإسرائيل مشروطة بما يتجاوز الشروط المفروضة بالفعل على جميع حزم المساعدة الأمنية، والتي يدعي المنتقدون أنها لا تنطبق على الدولة اليهودية.
لكن لم يكن من الواضح تماما ما إذا كان بايدن يرد على السؤال المتعلق باشتراط المساعدة، حيث تم أيضا طرح سؤال آخر في نفس الوقت.
ولم يرد البيت الأبيض على الفور على استفسار حول هذا الموضوع.