بايدن يدعو لتهدئة الأوضاع ويقول إن مقتل اسماعيل هنية “لم يساعد” المفاوضات
الرئيس الأمريكي يقول إنه أجرى محادثة "مباشرة للغاية" مع نتنياهو، ويضيف أنه ينبغي على رئيس الوزراء أن "يتحرك" بشأن الخطوط العريضة لوقف إطلاق النار، بينما تتوعد إيران بالانتقام

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الخميس إنه “قلق للغاية” من تصاعد العنف في الشرق الأوسط، مضيفا أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران هذا الأسبوع “لم يساعد” الجهود المبذولة للتفاوض على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث تخوض إسرائيل حربا مع الحركة.
ولم تعلق إسرائيل على مقتل هنية، لكن إيران وحماس ألقتا باللائمة عليها، وتوعدتا بالانتقام.
وقال بايدن إنه أجرى محادثة “مباشرة للغاية” مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت سابق من اليوم، مكررا عبارة “مباشرة للغاية”.
وفي تلك المكالمة، تعهد الرئيس بدعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حالة وقوع هجوم إيراني، بعد أن توعدت الجمهورية الإسلامية بالانتقام لمقتل هنية واغتيال إسرائيل للقيادي في حزب الله فؤاد شكر في بيروت يوم الثلاثاء.
وتأتي عمليتا الاغتيال بعد أيام من مقتل 12 طفلا من قرية مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان في هجوم صاروخي لحزب الله.
وحث بايدن على خفض التصعيد مساء الخميس وكرر دعوته إلى التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال في غزة وإعادة الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.
وقال بايدن، متحدثا على مدرج قاعدة جوية خارج واشنطن بعد الترحيب بثلاثة أمريكيين تم إطلاق سراحهم في صفقة تبادل أسرى مع روسيا: “لدينا الأساس لوقف إطلاق النار. يجب على إسرائيل أن تتحرك الآن”.

وافقت إسرائيل وحماس على الإطار الذي قدمه بايدن في شهر مايو، والذي من شأنه أن يشهد إطلاق سراح الرهائن في غزة على مراحل مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الأمنيين الفلسطينيين ووقف إطلاق نار مؤقت يمكن من خلال المفاوضات أن يصبح دائما في المرحلة الثانية من المراحل الثلاث التي تستغرق ستة أسابيع.
في يوليو، وفي خضم التقدم العسكري الإسرائيلي في غزة، أصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أربعة مطالب “غير قابلة للتفاوض” لم يتم تحديدها في الاقتراح السابق، بما في ذلك آلية لمنع المسلحين من العودة إلى شمال غزة واستمرار السيطرة الإسرائيلية على ممر الحدود بين غزة ومصر.
وقد عكست تعليقات بايدن يوم الخميس تصريحات أدلى بها في وقت سابق من اليوم وزير خارجيته أنتوني بلينكن، الذي حث “جميع الأطراف” في الشرق الأوسط على وقف “الأعمال التصعيدية”، محذرا من أن الشرق الأوسط يسير على مسار “نحو المزيد من الصراع، والمزيد من العنف، والمزيد من المعاناة، والمزيد من انعدام الأمن”، مصرحا “من الأهمية بمكان أن نكسر هذه الحلقة”.
وقال بلينكن للصحفيين في منغوليا، إلى جانب نظيره المحلي “يبدأ ذلك بوقف إطلاق النار الذي نعمل عليه. ولكي نصل إلى هناك، يتطلب الأمر أيضا من جميع الأطراف التحدث أولا، والتوقف عن اتخاذ أي إجراءات تصعيدية، ويتطلب منهم إيجاد أسباب للتوصل إلى اتفاق”.
ولم يعلق بلينكن بشكل مباشر على مقتل هنية، باستثناء التأكيد على أن الولايات المتحدة لم تكن على علم بالتخطيط لاغتيال وأنها لم تكن متورطة في العملية.

وأفاد تقرير نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز” يوم الخميس أن دبلوماسيين غربيين عقدوا مناقشات عاجلة بعد مقتل هنية لمنع اندلاع حرب شاملة، ومارسوا ضغوطا على إيران لعدم تصعيد الموقف.
وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الخميس أن مسؤولين أمريكيين يعتقدون أن مقتل هنية سيجعل التوصل إلى اتفاق بشأن غزة أكثر صعوبة، “لكنهم يصرون على أن المحادثات لم تمت”.
وندد رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني باغتيال هنية على منصة “إكس” وكتب: “كيف يمكن للوساطة أن تنجح عندما يغتال أحد الطرفين المفاوض من الجانب الآخر؟”
ومع ذلك، أبلغ الزعيم القطري بلينكن أنه لا يزال ملتزما بالمفاوضات، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال، وفي ليلة الخميس، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أيضا أن قطر تنوي الاستمرار في المشاركة في الجهود.
وفي إسرائيل، تظاهر آلاف المحتجين، بمن فيهم أقارب الرهائن، في مختلف أنحاء البلاد مساء الخميس لإحياء ذكرى مرور 300 يوم على اختطاف الرهائن، مطالبين الحكومة بالتوصل إلى اتفاق لإعادتهم إلى ديارهم.
وسار المئات في شوارع تل أبيب، حاملين شرائط صفراء وصور الرهائن، ثم أغلقوا تقاطع “بيغن” بالقرب من مقر وزارة الدفاع (الكيرياه) قبل أن تقام المظاهرة الرئيسية في “ساحة المختطفين” في تل أبيب. كما أقيمت احتجاجات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك القدس وبئر السبع وهرتسليا.

واتهم نيسان كالديرون، الذي نجا من هجوم حماس ولا يزال شقيقه عوفر كالديرون محتجزا في غزة، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمماطلة في التوقيع على الصفقة.
وقال: “أبرم الصفقة. مرة تلو الأخرى، أنت لا تفعل ما كان ينبغي لك أن تفعله قبل 300 يوم، وهو أن توقف كل شيء وأن تفعل شيئا واحدا فقط، وهو إعادة 115 مواطنا من دولة إسرائيل على الفور”.
ويُعتقد أن 111 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر لا يزالون في غزة، بما في ذلك جثث 39 قتيلا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم. وهناك شخص آخر في عداد المفقودين منذ السابع من أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا. كما تحتجز حماس مواطنييّن إسرائيلييّن دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، فضلا عن رفات جندييّن إسرائيلييّن قُتلا في عام 2014.
ساهم تشارلي سمرز وجيسيكا ستاينبرغ في هذا التقرير