بايدن يحض الكونغرس على تعزيز الدعم العسكري لإسرائيل وأوكرانيا
الرئيس الأمريكي يربط الاعتداء الدامي الذي نفذته حركة حماس بغزو بوتين لأوكرانيا، ويشير إلى أن كلاهما يتلقى دعما إيرانيا و"يريدان إبادة دولة ديمقراطية مجاورة بالكامل"
بعد يوم من زيارته لإسرائيل وسط الحرب المستمرة ضد حماس، ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس خطابا نادرا للأمة من المكتب البيضاوي، دعا فيه الكونغرس إلى تعزيز المساعدات العسكرية لإسرائيل وأوكرانيا مع ربط الهجوم الذي نفذته الحركة الحاكمة لغزة في 7 أكتوبر بالغزو الروسي المستمر لأوكرانيا.
وقال بايدن في بداية خطابه: “إننا نواجه منعطفا تاريخيا، وهو إحدى تلك اللحظات التي ستحدد فيها القرارات التي نتخذها اليوم المستقبل لعقود قادمة”، متعهدا بتقديم الدعم الثابت لأمن إسرائيل “اليوم ودائما”.
وفي تلخيص رحلته إلى إسرائيل، سلط بايدن الضوء على اجتماعاته مع القادة الإسرائيليين ومع عائلات الرهائن المحتجزين في غزة، قائلا: “ليس هناك أولوية أعلى بالنسبة لي من سلامة الأمريكيين المحتجزين كرهائن” في قطاع غزة.
وقال بايدن: “ربما يعرف الشعب اليهودي أفضل من أي أحد آخر، أنه لا يوجد حد لفساد الأشخاص الذين يريدون إلحاق الألم بالآخرين في إسرائيل”.
كما أضاف أنه تحدث أيضا مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأكد مجددا أن “الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بحق الشعب الفلسطيني في الكرامة وتقرير المصير”.
وأكد أن “أفعال حماس لا تسلب هذا الحق”.
“أنا أشعر بحزن شديد بسبب الخسائر المأساوية في أرواح الفلسطينيين، بما في ذلك الانفجار في المستشفى بغزة، الذي لم يتسبب به الإسرائيليون”، معيدا التأكيد على أن الجيش الإسرائيلي لم يكن مسؤولا عن الانفجار على الرغم من ادعاءات حماس بعكس ذلك.
اندلعت الحرب في أعقاب هجمات حماس في 7 أكتوبر، التي اقتحم فيها 1500 مسلح على الأقل الحدود ودخلوا الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1400 شخص واحتجاز 200-250 رهينة تحت غطاء سيل من الصواريخ التي تم إطلاقها على البلدات والمدن الإسرائيلية. الغالبية العظمى من القتلى الذين سقطوا جراء استيلاء المسلحين على البلدات الحدودية كانوا من المدنيين. تم قتل أكثر من 260 شخصا في حفل موسيقي في هجوم وصفه بايدن في وقت سابق بأنه “أسوأ مذبحة ضد الشعب اليهودي منذ المحرقة النازية”.
وتقول إسرائيل إن هجومها يهدف إلى تدمير البنية التحتية لحماس، وتعهدت بالقضاء على الحركة الحاكمة للقطاع بالكامل، كما قالت إنها تستهدف جميع المناطق التي تعمل فيها حماس بينما تسعى إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
في خطابه يوم الخميس، شبه بايدن الصراع في غزة بالحرب في أوكرانيا، وقال إن “حماس وبوتين يمثلون خيوطا مختلفا، لكن يجمعهم شيء مشترك: كلاهما يريدان إبادة دولة ديمقراطية مجاورة بالكامل”.
كما أشار في خطابه إلى أن “إيران تدعم روسيا في أوكرانيا وتدعم حماس وجماعات إرهابية أخرى في المنطقة”.
وأضاف “سنواصل محاسبتهم”.
وأردف قائلا إن “الولايات المتحدة وشركائها عبر المنطقة يعملون على بناء مستقبل أفضل للشرق الأوسط – شرق أوسط يكون أكثر استقرار وأفضل ارتباطا بجيرانه عبر مشاريع مبتكرة مثل الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا”.
وقال بايدن إنه سيقدم يوم الجمعة طلبا عاجلا إلى الكونغرس “لتمويل احتياجات الأمن القومي الأمريكي لدعم شركائنا المهمين، بما في ذلك إسرائيل وأوكرانيا”.
وأكد قائلا: “هذا استثمار ذكي سيعود بفوائد على الأمن الأمريكي لأجيال… سيساعدنا ذلك على إبقاء القوات الأمريكية بعيدا عن الأذى”.
وأضاف بشكل منفصل: “نحن لا نسعى إلى أن تقاتل قوات أمريكية في روسيا أو تقاتل ضد روسيا”، ولم يستبعد بشكل ملحوظ إمكانية انخراط القوات الأمريكية في حرب إسرائيل ضد حماس.
يوم الأربعاء، قال مسؤولان مطلعان على الأمر لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن مسؤولين في إدارة بايدن أشاروا لإسرائيل في الأيام الأخيرة إلى أنه إذا بدأ حزب الله حربا ضد إسرائيل، فإن الجيش الأمريكي سينضم إلى الجيش الإسرائيلي في قتال المنظمة اللبنانية المدعومة من إيران. ولقد شن حزب الله والفصائل الفلسطينية المتحالفة معه عددا من الهجمات على طول الحدود في الأيام الأخيرة، مما دفع إسرائيل إلى الرد وأثار مخاوف من جبهة ثانية محتملة في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لغزو بري محتمل في غزة.
وفي معرض حديثه عن حزمة المساعدات المقترحة، قال بايدن إن المساعدة العسكرية لإسرائيل وأوكرانيا “ستساعدنا على بناء عالم أكثر أمانا وسلاما وازدهارا لأولادنا وأحفادنا”.
وقال بايدن إن “التحالفات الأمريكية هي التي تحافظ على أمننا نحن الأمريكيين. القيم الأمريكية هي التي تصنع لنا دولا شريكة ترغب في العمل معنا. سنعرّض كل ذلك للخطر إذا ابتعدنا عن أوكرانيا أو إذا أدرنا ظهورنا لإسرائيل – والأمر لا يستحق كل ذلك”.
وتابع: “في إسرائيل، سوف نتأكد من أن لديهم ما يحتاجون إليه لحماية شعبهم اليوم ودائما. الحزمة الأمنية التي سأرسلها إلى الكونغرس … هي التزام غير مسبوق بأمن إسرائيل من شأنه أن يشحذ التفوق العسكري النوعي الذي تتمتع به إسرائيل، والذي التزمنا بـ [الحفاظ عليه]”.
“سوف نتأكد من استمرار القبة الحديدية في حراسة السماء فوق إسرائيل، وسنتأكد من أن الجهات المعادية الأخرى في المنطقة تعلم أن إسرائيل أقوى من أي وقت مضى ونمنع هذا الصراع من الانتشار”.
وقال بايدن إنه خلال محادثاته يوم الأربعاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ناقشا “الحاجة الماسة لأن تعمل إسرائيل وفقا لقوانين الحرب. وهذا يعني حماية المدنيين في القتال قدر المستطاع”.
كما أكد مجددا دعمه لإقامة دولة فلسطينية كجزء من اتفاق السلام مع إسرائيل.
وقال في نهاية خطابه: “لا يمكننا أن نتخلى عن السلام، ولا يمكننا التخلي عن حول الدولتين”، مضيفا أن “إسرائيل والفلسطينيين يستحقون على حد سواء العيش في أمان وكرامة وسلام”.
ثم تحول بعد ذلك إلى الحديث عن المخاوف بشأن التعصب والعنف في أمريكا المتأثرين من القتال في غزة.
وقال: “هنا في وطننا، علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا. في السنوات الأخيرة، أعطي الكثير من الأوكسجين لكثير من الكراهية، مما أدى إلى تأجيج العنصرية، وصعود معاداة السامية، والإسلاموفوبيا هنا في أمريكا”.
“اليوم، تشعر العائلات اليهودية بالقلق من أن يتم استهدافها في المدارس أو من ارتداء رموز دينية أثناء السير في الشارع أو من الخروج لممارسة حياتهم اليومية”.
كما أشار إلى مقتل طفل فلسطيني-أمريكي في ما يُشتبه بأنها جريمة كراهية استهدفته ووالدته بسبب عقيدتهما.
ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل