بايدن يأمل في وقف إطلاق النار في غزة بحلول الأسبوع المقبل: “نحن قريبون، الأمر لم ينته بعد”
مسؤول أمريكي يقول إن الإدارة تعمل جاهدة لتأمين اتفاق لهدنة وإطلاق سراح الرهائن قبل بداية شهر رمضان في 10 مارس، ووزارة الخارجية الأمريكية تؤكد أن ذلك "يعتمد على حماس"
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الاثنين إنه يأمل في التوصل إلى “وقف لإطلاق النار” في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس بحلول الأسبوع المقبل، في إشارة على ما يبدو إلى اتفاق هدنة محتمل سيتم بموجبه إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم الحركة الحاكمة لغزة منذ 7 أكتوبر.
وقال بايدن في برنامج الكوميدي سيث مايرز في نيويورك إن إسرائيل وافقت على وقف العمليات العسكرية خلال شهر رمضان الذي يبدأ في 10 مارس تقريبًا، إذا تم التوصل إلى اتفاق.
وقال بايدن للصحفيين عندما سئل متى يعتقد أنه يمكن أن يبدأ وقف إطلاق النار “آمل أن يتم ذلك بحلول بداية عطلة نهاية الأسبوع. نهاية عطلة نهاية الأسبوع. أخبرني مستشاري للأمن القومي أننا قريبون. نحن قريبون، الأمر لم ينته بعد”.
وأضاف: “آمل أنه بحلول يوم الاثنين المقبل [4 مارس] سنتوصل إلى وقف لإطلاق النار”.
وأدلى بايدن بهذه التعليقات في متجر للآيس كريم في نيويورك بعد تسجيل ظهوره في برنامج “Late Night With Seth Meyers” على قناة NBC. وجاءت هذه التصريحات قبل يوم واحد من الانتخابات التمهيدية الرئاسية في ميشيغان، والتي ستشكل اختبارًا جديًا لقدرة بايدن على التغلب على المعارضة داخل الحزب الديمقراطي بشأن رد فعله على الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقال بايدن في البرنامج الذي تم بثه مساء الاثنين: “رمضان على الأبواب، وهناك موافقة من الإسرائيليين على أنهم لن يقوموا بأي أنشطة خلال شهر رمضان أيضا، من أجل منحنا الوقت لإخراج جميع الرهائن”.
وأضاف أن إسرائيل أبطأت قصفها لرفح.
وقال: “عليهم أن يفعلوا ذلك، وقد تعهدوا لي بأنهم سيضمنون القدرة على إخلاء أجزاء كبيرة من رفح قبل أن يدخلوا للقضاء على ما تبقى من حماس. لكنها عملية”.
وقال مسؤول أميركي يوم الاثنين إن المفاوضين الأميركيين بذلوا جهوداً حثيثة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل سراح الرهائن بحلول بداية شهر رمضان في 10 مارس، وأن كبار المسؤولين الأميركيين كانوا يعملون على هذه القضية الأسبوع الماضي. وقال المسؤول إن التفاؤل يأتي على ما يبدو في أعقاب الاجتماعات بين الإسرائيليين والقطريين.
لكن وزارة الخارجية الامريكية كانت أكثر حذرا في تقييمها بشأن إحتمال التوصل إلى اتفاق رهائن ووقف القتال قبل شهر رمضان، وقالت في وقت سابق من يوم الاثنين أن “الأمر يعتمد على حماس”.
وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر للصحافيين “نعتقد أن التوصل إلى اتفاق ممكن ونأمل أن توافق عليه حماس”، مضيفا “نحتاج إلى أن تقول حماس نعم”.
Biden gets ice cream with Seth Meyers .
Ceasefire: “My national security adviser tells me that we’re close, we’re close, it’s not done yet. And my hope is that by next Monday."
Border: "I've been planning to go Thursday. What I didn't know is my good friend apparently is going" pic.twitter.com/Lwde3FB6yk— Howard Mortman (@HowardMortman) February 26, 2024
وفي العلن، تستمر إسرائيل وحماس في اتخاذ مواقف متباعدة بشأن الهدنة المحتملة، في حين يتبادل كل منهما اللوم في التأخير.
وأشارت عدة تقارير إعلامية عبرية يوم الإثنين إلى تزايد التشاؤم بين كبار المسؤولين الإسرائيليين بشأن احتمال تحقيق صفقة الرهائن، حيث بدا أن حماس تشير إلى رفضها الاقتراح الأخير.
ونقلت القنوات 12 و13 و”كان” الإخبارية عن مسؤولين كبار قولهم أنه تم إبلاغ إسرائيل بأن الإطار الذي تم التوصل إليه في باريس من قبل وسطاء إسرائيليين وأمريكيين ومصريين وقطريين يوم الجمعة “لا يتوافق مع مطالب حماس”. وقالت القناة 12 إن قادة حماس في الخارج أشاروا إلى أن الاقتراح تجاوز “خطوطا حمراء” ولن يقبلوه.
ولم تقدم حماس بعد ردا رسميا على اقتراح باريس.
وبحسب ما ورد يتضمن إطار باريس إطلاق حماس سراح 40 رهينة، بما في ذلك المختطفين من النساء والأطفال والمجندات والمسنين والمرضى مقابل توقف في القتال لمدة ستة أسابيع وقيام إسرائيل بإطلاق سراح مئات الأسرى الأمنيين الفلسطينيين.
ويبدو أن إحدى النقاط الشائكة الرئيسية هي إصرار إسرائيل على أللا يضمن أي اتفاق هدنة مؤقتة إنهاء الحرب، وهو ما تطالب به حماس على وجه التحديد. وتعهدت القدس بعدم وقف هجومها حتى بتفكيك الحركة في غزة. وتعهدت بتدمير حماس بعد هجمات 7 أكتوبر التي أشعلت الحرب.
بحسب تقرير لقناة الجزيرة يوم الإثنين، وافقت إسرائيل كجزء من إطار عمل باريس على إطلاق سراح حوالي 400 أسير فلسطيني – من بينهم مدانون بجرائم “خطيرة”.
وقالت القناة القطرية نقلاً عن مصادر لم تحددها إن إسرائيل وافقت أيضا على العودة التدريجية للفلسطينيين النازحين إلى شمال غزة، باستثناء من هم في “سن الخدمة العسكرية”، ودخول المزيد من المساعدات والملاجئ المؤقتة إلى غزة، بما في ذلك الآلات والمعدات الثقيلة.
بالإضافة إلى ذلك، ذكر التقرير أن إسرائيل اقترحت إخراج قواتها من المناطق المزدحمة في غزة ووقف طلعات الاستطلاع لمدة 8 ساعات يوميا كجزء من هدنة مدتها ستة أسابيع تصاحب إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وجاء التقرير بعد أن توجه وفد إسرائيلي في وقت سابق من اليوم إلى الدوحة، حيث التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بشكل منفصل مع زعيم حماس إسماعيل هنية.
وتشير مشاركة الجانبين في المحادثات غير المباشرة – حيث يجتمع الجانبان مع الوسطاء بشكل منفصل أثناء تواجدهما في نفس المدينة – إلى أن المفاوضات في مرحلة متقدمة أكثر من أي وقت مضى منذ الدفعة الكبيرة في بداية فبراير، عندما رفضت إسرائيل عرضا من حماس لهدنة مدتها أربعة أشهر ونصف والتي دعت أيضًا إلى خطوات نحو وقف دائم لإطلاق النار.
وتعتبر قطر إحدى الدول الرئيسية الراعية لحركة حماس، وتستضيف بعض كبار قادتها، بما في ذلك هنية نفسه، وقد تبرعت بمليارات الدولارات على مر السنين للحركة في غزة.
كما لعبت دورا بارزا في المفاوضات بين الحركة وإسرائيل لإطلاق سراح الرهائن المختطفين منذ 7 أكتوبر.
وفي وقت سابق، قال مصدر لرويترز إن وفد عمل إسرائيلي مكون من مسؤولين في الجيش وجهاز المخابرات (الموساد) توجه جوا إلى قطر، حيث كان مكلفا بإنشاء مركز عمليات لدعم المفاوضات. وستشمل مهمته إجراء التدقيق المتعلق بالفلسطينيين الذين ترغب حماس في الإفراج عنهم في إطار اتفاق إطلاق سراح الرهائن.
وأكد سامي أبو زهري القيادي الكبير في حركة حماس مجددا في حديث مع رويترز اليوم الاثنين أن إطلاق سراح الرهائن سيتطلب “ضمان وقف العدوان وانسحاب الاحتلال وعوده النازحين ودخول المساعدات وأغراض الإيواء والإعمار”.
واندلعت الحرب عندما اجتاح الآلاف من مسلحي حماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، واختطاف 253 آخرين.
ويعتقد أن 130 رهينة اختطفتهم حماس في 7 أكتوبر ما زالوا في غزة – وليسوا جميعا على قيد الحياة – بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من الأسر خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، وتم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك. وأعادت القوات ثلاثة رهائن على قيد الحياة، وتم استعادة جثث 11 رهينة، من بينهم ثلاثة قُتلوا على يد الجيش عن طريق الخطأ. كما تم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولا.