إسرائيل في حالة حرب - اليوم 349

بحث

بايدن وهاريس يلتقيان مع المفاوضين الأميركيين لدفع اتفاق غزة بعد مقتل ست رهائن

البيت الأبيض يعمل على اقتراح نهائي قد يعني نهاية جهود الوساطة الأمريكية، بحسب صحيفة واشنطن بوست؛ مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة يطالب بانعقاد مجلس الأمن

مظاهرة في سنترال بارك في مدينة نيويورك تطالب بالإفراج عن الإسرائيليين المختطفين لدى حماس في غزة، 1 سبتمبر 2024. (Arie Leib Abrams/Flash90)
مظاهرة في سنترال بارك في مدينة نيويورك تطالب بالإفراج عن الإسرائيليين المختطفين لدى حماس في غزة، 1 سبتمبر 2024. (Arie Leib Abrams/Flash90)

من المقرر أن يعقد الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس اجتماعا يوم الاثنين مع مفاوضي محادثات الرهائن، فيما أعرب كبار المسؤولين في واشنطن عن غضبهم من حماس وضاعفوا جهودهم من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة بعد مقتل ست رهائن.

ومن بين الذين تم العثور على جثثهم بعد يوم أو يومين من إطلاق النار عليهم في نفق لحماس تحت مدينة رفح بغزة الرهينة الإسرائيلي الأمريكي هيرش غولدبرغ بولين (23 عاما). وأعرب بايدن وآخرون عن الغضب إزاء عمليات القتل.

وقال البيت الأبيض إن المشاركين في اجتماع غرفة العمليات، الذي سيعيد بايدن إلى البيت الأبيض من إجازته في عيد العمال في ديلاوير، سيناقشون كيفية التقدم نحو التوصل إلى اتفاق لتحرير الرهائن المتبقين.

وقال إن الاجتماع سيعقد مع “فريق التفاوض الأميركي على صفقة الرهائن”، رغم أنه لم يتضح ما إذا كان هذا يشير إلى فريق الوساطة بقيادة مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز الذي يسعى إلى دفع إسرائيل وحماس نحو التوصل إلى اتفاق، أو مكتب المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن، الذي شارك في إعادة رهائن أميركيين إلى ديارهم من روسيا وأفغانستان وأماكن أخرى.

وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” يوم الأحد أن البيت الأبيض يعمل مع مصر وقطر لوضع الخطوط العريضة النهائية لاتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس.

وفي إسرائيل، تزايدت الضغوط في الأسابيع الأخيرة على الحكومة للتخلي عن مطالبها الأخيرة التي تعوق التوصل إلى اتفاق وإعادة الرهائن، مع ورود أنباء عن أنه كان يمكن إطلاق سراح ثلاثة أو ربما أربعة من الرهائن الستة الذين قتلوا في المرحلة الأولى من الاتفاق المحتمل، مما أدى إلى تأجيج الاحتجاجات الغاضبة والإضراب على مستوى البلاد يوم الاثنين.

ولا يزال هناك 101 رهينة في غزة، جميعهم، باستثناء أربعة، اختطفوا خلال الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل، بما في ذلك سبعة رهائن يحملون الجنسية الأميركية.

الرئيس الأمريكي جو بايدن يستمع بينما تتحدث نائبة الرئيس كامالا هاريس في حديقة الورود بالبيت الأبيض في واشنطن، 13 مايو 2024. (Susan Walsh/AP)

وعقدت عائلات السبعة اجتماعا افتراضيا مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ومبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكجورك يوم الأحد لمناقشة استعادة الجثث الست في نهاية الأسبوع ومفاوضات وقف إطلاق النار.

وقالت عائلات الرهائن الأميركيين في بيان مشترك “أبلغ سوليفان العائلات أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في الجهود الرامية إلى تحرير الرهائن الـ 101 المتبقين”.

وقال البيت الأبيض إن سوليفان “ناقش الجهود الدبلوماسية الجارية على أعلى المستويات في الحكومة الأميركية للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين”.

ريتشل غولدبيرغ (على اليسار)، وجون بولين (في الوسط)، والدا الرهينة الإسرائيلي الأمريكي هيرش غولدبيرغ بولين، إلى جانب أقارب آخرين للرهائن المحتجزين في قطاع غزة لدى حماس يشاركون في احتجاج يطالب بالإفراج عنهم في كيبوتس نيريم، 29 أغسطس، 2024. (AP Photo/Tsafrir Abayov, File)

وقالت العائلات لمساعدي بايدن إن “جميع الأطراف يجب أن تتحد بشأن مطالبة رئيس الوزراء [بنيامين] نتنياهو بإبرام الصفقة مع حماس وإعادة الرهائن إلى الوطن”.

ووافق سوليفان على عقد اجتماع متابعة مع العائلات الأمريكية في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

وفي بيان منفصل، طالبت العائلات السبع نتنياهو بإتمام اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، وهو ما يتوافق مع دعوات المجموعات الرئيسية التي تمثل عائلات الرهائن في إسرائيل.

“القتل المأساوي لهيرش، بعد أشهر قليلة من ظهور وجهه في مقطع فيديو نشرته حماس لرهائن، لا تقل عن كونها جريمة وحشية لا معنى لها”، قالت أسر الرهائن الأميركيين. “إنها دليل آخر على أن حماس تقتل الرهائن في الأسر”.

من أعلى اليسار: هيرش غولدبرغ بولين، أوري دانينو، عيدن يروشالمي؛ ألموغ ساروسي، ألكسندر لوبانوف، كارمل جات (The Hostages Families Forum via AP)

وأضافت العائلات “هذا بمثابة تذكير قاسٍ بأن كل يوم يمر يخفض إحتمال إعادة أي شخص إلى دياره على قيد الحياة”.

وفي يوم الأحد أيضاً، تحدث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن هاتفياً مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بشأن استعادة الجيش الإسرائيلي لرفات الرهائن الستة القتلى. ودعا غالانت الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد إلى التراجع عن قرارها بالضغط من أجل إستمرار سيطرة إسرائيل على مندقة حدودية بين غزة ومصر لمنع حماس من تهريب الأسلحة، وهي نقطة خلاف رئيسية في المحادثات.

وجاء في بيان أمريكي أن أوستن “قدم أعمق تعازيه لأسر جميع الرهائن القتلى وأعرب عن غضبه إزاء إعدامهم الوحشي وغير القانوني وغير الأخلاقي على أيدي حماس”.

نشطاء يحملون رسالة للرئيس الأمريكي جو بايدن بينما يدعو أقارب الرهائن الذين تحتجزهم حماس في قطاع غزة وأنصارهم إلى إطلاق سراح أحبائهم فورا ويحتجون ضد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في تل أبيب، 24 أغسطس، 2024. (AP Photo/Maya Alleruzzo)

وقال البنتاغون إن أوستن “أكد أن قادة حماس يجب أن يتحملوا المسؤولية عن جرائمهم، وأكد الاثنان التزامهما المتبادل بالتوصل بسرعة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن”.

خطة نهائية

أصر المسؤولون الأميركيون على أن المحادثات بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف القتال في غزة وإطلاق سراح الرهائن باتت قريبة من انفراجة ، لكن فجوات كبيرة لا تزال قائمة بين الجانبين، بما في ذلك ما إذا كان وقف القتال سيكون دائما وإصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على سبطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا، الذي تقول إسرائيل إنه طريق تهريب رئيسي على الحدود بين مصر وغزة.

وقالت صحيفة “واشنطن بوست”، إن الولايات المتحدة ومصر وقطر تعمل على صياغة خطة نهائية منذ ما قبل اكتشاف إسرائيل لجثث ستة رهائن خلال عطلة نهاية الأسبوع. وإذا تم رفضها، فقد يعني ذلك نهاية جهود الوساطة الأميركية، بحسب التقرير.

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدلي ببيان مصور بعد انتشال جثامين ستة رهائن من غزة، 1 سبتمبر، 2024. (screenshot: used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير لم تكشف هويته في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قوله “لا يمكن الاستمرار في التفاوض بشأن هذا الأمر. يجب اعلان نهاية هذه العملية في مرحلة ما”.

وأضاف المسؤول أن اكتشاف جثث الرهائن لا ينبغي أن يدفع الاتفاق إلى الخروج عن مساره، وقال “هذا من شأنه أن يضيف المزيد من الإلحاح إلى هذه المرحلة الختامية، التي نمر بها بالفعل”.

ومع ذلك، أقر المسؤول بأنه لا تزال هناك حاجة إلى إعادة التفاوض على قائمة الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم والأسرى الأمنيين الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم في صفقة التبادل.

ونقلت الوكالة عن مسؤول أميركي كبير ثان لم تكشف عن هويته قوله “المسؤولين الأميركيين سوف يواصلون إجراء مكالمات هاتفية على مدى الـ48 ساعة المقبلة لمعرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق”.

توضيحية: حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز خلال مؤتمر صحفي في قاعة مدينة بلومنجتون، 1 أغسطس 2024، في بلومنجتون بولاية مينيسوتا. (Stephen Maturen / GETTY IMAGES NORTH AMERICA / Getty Images via AFP)

وتحدث تيم والز، المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس الأميركي، عن استعادة الرهائن الستة، منتقداً “فظائع” حماس.

“الألم الناجم عن فقدان طفل هو أمر لا ينبغي لأي أسرة أن تتحمله. أنا وجوين نرسل خالص تعازينا لعائلة غولدبرغ بولين، بعد مقتل ابنهم هيرش على يد حماس”، كتب والز على موقع إكس.

وأضاف أن “حماس منظمة إرهابية وحشية، ونحن ندين فظائعها المستمرة ضد الأميركيين والإسرائيليين بأشد العبارات الممكنة”.

ونشر المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب على صفحته على موقع “تروث سوشيال” أن مقتل الرهائن الإسرائيليين “حدث لأن الرفيقة كامالا هاريس والمحتال جو بايدن زعيمان سيئان. يتعرض الأميركيون للذبح في الخارج… أيديهم ملطخة بالدماء! للأسف، هذا هو الافتقار التام إلى +القيادة+ الذي تمثله كامالا وبايدن”.

المرشح الجمهوري والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في حدث انتخابي في سييرا فيستا بولاية أريزونا بالقرب من الحدود مع المكسيك، 22 أغسطس 2024. (AP Photo/Rick Scuteri)

وأضاف: “بلادنا وشعبنا الرائع ليسا آمنين تحت حكم جو بايدن، وسيكونان أقل أمانًا تحت حكم كامالا هاريس. لم يكن هذا الإرهاب ليحدث أبدًا لو كنت رئيسًا، وسيتوقف في اليوم الذي أعود فيه إلى المكتب البيضاوي”.

وطالب السفير داني دانون الأحد مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع عاجل لإدانة حماس و”معالجة الوضع المروع الذي يعيش فيه 101 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة”.

وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس مجلس الأمن صمويل زغوبار من سلوفينيا، أعرب دانون عن أسفه لحقيقة أن “المجلس لم يدين حماس حتى الآن ولم يتحرك بشكل حاسم بشأن الرهائن”.

وأشار دانون إلى أن إسرائيل قبلت مقترحات بشأن صفقة لإطلاق سراح الرهائن، في حين تواصل حماس رفض الصيغ المدعومة من الولايات المتحدة.

وتجمع ألفي شخص في ساحة كولومبوس في مدينة نيويورك مساء الأحد لحضور وقفة احتجاجية حداداً على أرواح الرهائن الستة، في تجمع مرتجل من الأغاني والصلاة والدموع.

أنصار عائلات الرهائن يتجمعون في وقفة احتجاجية بعد عثور الجيش الإسرائيلي على جثث ستة رهائن مقتولين في غزة، في كولومبوس سيركل، نيويورك، 1 سبتمبر 2024. (Jackie Hajdenberg via JTA)

وقالت وزارة الصحة الأحد إن الرهائن الستة قتلوا 48 إلى 72 ساعة قبل تشريح جثثهم، أي بين الخميس وصباح الجمعة.

وأضافت الوزارة أن الفحص الذي أجراه معهد أبو كبير للطب الشرعي أظهر أن جميع الرهائن الستة تعرضوا لإطلاق نار متعدد من مسافة قريبة، ما يشير إلى أنه تم إعدامهم.

وقال الجيش الإسرائيلي إن مسلحي حماس قتلوا الرهائن قبل وقت قصير من عثور القوات على جثثهم بعد ظهر السبت في نفق في رفح.

اقرأ المزيد عن