بايدن في خطاب بمناسبة يوم ذكرى المحرقة: نسي الناس بالفعل 7 أكتوبر لكن “أنا لم أنس”
الرئيس الأمريكي في أقوى إدانة للاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريكية حتى الآن ينتقد "الآفة الشرسة" لمعاداة السامية وإنكار فظائع حماس التي تحفز النشطاء
وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الثلاثاء أقوى إدانة له حتى الآن للاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريكية، منتقدا “التصاعد الشرس” لمعاداة السامية وإنكار هجمات حماس في 7 أكتوبر، وهو ما شهدته الكثير من المظاهرات التي هزت الجامعات في البلاد.
وقال بايدن خلال خطاب ألقاه بمناسبة إحياء حدث سنوي ينظمه متحف الهولوكوست التذكاري الأمريكي لإحياء الذكرى السنوي للمحرقة النازية “ليس بعد 75 عاما، بل بعد سبعة أشهر ونصف فقط، وقد نسي الناس بالفعل، لقد نسوا بالفعل أن حماس أطلقت العنان لهذا الإرهاب، وأن حماس هي التي مارست الوحشية على الإسرائيليين، وأن حماس هي التي احتجزت ولا تزال تحتجز إسرائيليين كرهائن”.
وأضاف: “أنا لم أنس، ولا أنتم، ولن ننس”.
وجاء الخطاب بعد أقل من أسبوع من تقديم بايدن أول تعليقاته العلنية على الاحتجاجات، والتي دافع فيها عن حق المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في التجمع لكنه انتقد النشطاء لتجاوزهم الحدود وخلق “الفوضى”.
أدى دعم بايدن لإسرائيل إلى نفور العديد من المتظاهرين في الجامعات الأمريكية الذين يرددون بانتظام هتافات تتهمه بالتواطؤ مع “الإبادة الجماعية” ضد الفلسطينيين في غزة. كان الناخبون الشباب أساسيين في فوزه على دونالد ترامب في عام 2020، ومن المرجح أن يكون لهم نفس القدر من الأهمية في ما يُعتقد أنها ستكون جولة شرسة اخرى بين الرجلين في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
لقد حظيت الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريكية بقدر هائل من الاهتمام الإعلامي، مما دفع الكثيرين إلى الافتراض بأنها تمثل موقف غالبية طلاب الجامعات فيما يتعلق بالحرب في غزة.
لكن الأغلبية من بين أكثر من 2000 شخص تم اعتقالهم في الأسابيع الأخيرة لم يكونوا في الواقع طلابا جامعيين، وكشف استطلاع للرأي نُشر يوم الثلاثاء في موقع “أكسيوس” الإخباري أن 8% فقط من الطلاب شاركوا في الاحتجاجات. وقد صنف المشاركون البالغ عددهم 1250 شخصا منطقة الشرق الأوسط على أنها الأقل أهمية من بين تسع قضايا أخرى يأخذونها في الاعتبار أثناء التصويت.
ربما يكون الفهم الأكثر دقة للاحتجاجات في الجامعات قد أعطى بايدن مساحة سياسية للتحدث بقوة ضدها.
وقال بايدن: “نحن نعلم أن إلقاء اللوم وشيطنة أي أقلية يشكل تهديدا لكل أقلية. لا مكان في أي حرم جامعي في أمريكا لمعاداة السامية أو لخطاب الكراهية أو للتهديد بالعنف من أي نوع”.
وأضاف: “نحن لسنا دولة خارجة عن القانون – نحن مجتمع مدني”.
وبالتزامن مع خطاب بايدن، أعلنت إدارة البيت الأبيض عن خطوات جديدة لمكافحة معاداة السامية في الجامعات وخارجها. يرسل مكتب الحقوق المدنية التابع لوزارة التربية التعليم الأمريكية إلى كل منطقة وجامعة في البلاد خطابا يوضح أمثلة معاداة السامية وغيرها من أشكال الكراهية التي يمكن أن تؤدي إلى فتح تحقيقات فيدرالية في مجال الحقوق المدنية.
تحركت وزارة الأمن الداخلي لتوعية المدارس والمجموعات المجتمعية حول الموارد والتمويل المتاح لتعزيز السلامة في الجامعات ومعالجة التهديدات. كما التقى المبعوث الخاص لوزارة الخارجية لمراقبة ومكافحة معاداة السامية أيضا مع شركات التكنولوجيا لمناقشة مكافحة ارتفاع محتوى الكراهية على الإنترنت.
يوم الاثنين، التقى السيد دوغ إيمهوف مع طلاب جامعات يهود في البيت الأبيض لمناقشة جهود الإدارة لمكافحة معاداة السامية. وقال مكتبه إنه سمع من الطلاب عن تجاربهم مع الكراهية، بما في ذلك التهديد بالعنف وخطاب الكراهية.
وتحدث بايدن أيضا بشكل أوسع ضد معاداة السامية في خطابه يوم الثلاثاء، والذي أجرى فيه مقارنات بين المحرقة النازية وهجوم 7 أكتوبر، عندما اقتحم مسلحون بقيادة حماس إسرائيل، وقتلوا حوالي 1200 شخص واحتجزوا 252 آخرين كرهائن.
ردا على ذلك، بدأت إسرائيل حملة عسكرية للإطاحة بحماس من السلطة في غزة، والتي اسفرت عن مقتل أكثر من 34,700 فلسطيني في القطاع، وفقا لأرقام غير مؤكدة من مسؤولي الصحة في حماس والتي لا تميز بين المسلحين والمدنيين. وتقول إسرائيل إنها قتلت 13 ألفا من مسلحي حماس في غزة بالإضافة إلى 1000 مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر. وقد قُتل 267 جنديا إسرائيليا في القتال في غزة ووسط العمليات على الحدود.
وقال بايدن: “بينما لا يزال اليهود في جميع أنحاء العالم يتعاملون مع الفظائع والصدمة التي حدثت في ذلك اليوم وتداعياته، فقد شهدنا موجة شرسة من معاداة السامية في أمريكا وفي جميع أنحاء العالم”.
وتابع بايدن خلال خطابه الذي ألقاه في قاعة التحرير في مبنى الكابيتول: “’أبدا مرة أخرى’ تعني بالنسبة لي: لا تنسى أبدا. إن عدم النسيان أبدا يعني أن علينا الاستمرار في رواية القصة، وعلينا الاستمرار في تعليم الحقيقة”.
وقال فيما يتعلق بإنكار 7 أكتوبر: “إنه أمر بغيض للغاية ويجب أن يتوقف. إن الصمت والإنكار يمكن أن يخفيا الكثير، لكنهما لا يمكن أن يمحوا شيئا.. لا يمكن دفن [ما حدث] مهما حاول الناس”.
وقال بايدن عن أهوال المحرقة، عندما قُتل ستة ملايين يهودي بشكل منهجي على يد ألمانيا النازية والمتعاونين معها: “نحن معرضون لخطر عدم معرفة الحقيقة. لا تزال هذه الكراهية كامنة في قلوب الكثير من الناس في العالم”.
وتابع مخاطبا اليهود الأمريكيين مباشرة: “أرى خوفكم وجرحكم وألمكم. اسمحوا لي أن أطمئنكم بصفتي رئيس أنكم لست لوحدكم. أنتم تنتمون – لطالما كنتم كذلك وستظلون كذلك دائما”.
وأكد الرئيس الأمريكي أن “التزامي بسلامة الشعب اليهودي وأمن إسرائيل وحقها في الوجود كشعب ودولة يهودية مستقلة صارم، حتى عندما نختلف”، مضيفا أنه يعمل “على مدار الساعة” لتأمين صفقة رهائن من شأنها أن تؤدي إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في غزة.
ساهمت في هذا التقرير وكالات