إسرائيل في حالة حرب - اليوم 338

بحث

بايدن: صفقة الرهائن في أيدي حماس؛ سنعرف في غضون يومين ما إذا كانت ستتحقق

الولايات المتحدة تقول إن إسرائيل ستوافق على وقف لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع إذا أطلقت حماس سراح المرضى والجرحى والمسنين والنساء من الرهائن، مضيفة أن الهدنة ستُستخدم "لتأمين ترتيبات أكثر ديمومة"

الرئيس الأمريكي جو بايدن يصل  لصعود الطائرة الرئاسية في 5 مارس 2024 في هاغرستاون بولاية ماريلاند.(AP Photo/Alex Brandon)
الرئيس الأمريكي جو بايدن يصل لصعود الطائرة الرئاسية في 5 مارس 2024 في هاغرستاون بولاية ماريلاند.(AP Photo/Alex Brandon)

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الثلاثاء “سنعرف في غضون يومين” ما إذا كانت حماس ستوافق على صفقة الرهائن المقترحة المطروحة حاليا على الطاولة، في الوقت الذي يعمل فيه الوسطاء في سباق مع الزمن للتوصل إلى اتفاق قبل شهر رمضان، الذي يبدأ مطلع الأسبوع المقبل.

وكانت هذه هي المرة الثانية خلال ما يزيد قليلا عن أسبوع التي يحاول فيها بايدن وضع جدول زمني لموعد للتوصل إلى اتفاق. في 26 فبراير، قال للصحفيين إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق بحلول 4 مارس، قبل أن يحاول البيت الأبيض في وقت لاحق التراجع عن الطبيعة القاطعة لتصريحه.

في الأيام الأخيرة، أكد المسؤولون الأمريكيون مجددا أنه تم صياغة وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع للسماح بالإفراج المرحلي عن الرهائن وتدفق المساعدات إلى غزة، قائلين إن إسرائيل كانت لاعبا بناء في المحادثات بينما قامت حماس بعرقلتها.

وقال بايدن للصحفيين قبل ركوب الطائرة الرئاسية في ماريلاند يوم الثلاثاء إن “صفقة الرهائن بين أيدي حماس في الوقت الحالي… لقد كان هناك عرض معقول. وافق الإسرائيليون عليه… سنعرف في غضون يومين ما إذا كان سيتحقق”.

وأضاف بايدن: “يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار لأنه [إذا] وصلنا إلى ظرف يستمر فيه هذا الأمر خلال شهر رمضان … إسرائيل والقدس … فقد يكون الأمر خطيرا للغاية”.

وأكد بايدن إنه يضغط “بقوة” على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة. “ليس هناك أعذار. بالمرة”.

وعندما سئل عن وضع علاقته مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الآونة الأخيرة، ابتسم بايدن وأجاب “كما كانت دائما”. وجاء هذا السؤال بعد أن أجرى كبار المسؤولين في إدارته محادثات في واشنطن في اليومين الماضيين مع الوزير في كابينت الحرب الزائر بيني غانتس، الأمر الذي أثار غضب رئيس الوزراء بحسب تقارير.

تصريحات بايدن بشأن الاتفاق المؤقت لوقف إطلاق النار كررت أقوالا أدلى بها قبل ساعات من ذلك وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

متحدثا للصحفيين إلى جانب رئيس الوزراء القطري الزائر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قبل اجتماعهما في وزارة الخارجية الأمريكية، قال بلينكن: “لدينا فرصة لوقف فوري لإطلاق النار يمكن أن يعيد الرهائن إلى الوطن، ويمكن أن يزيد بشكل كبير من حجم المساعدات الانسانية للفلسطينيين الذين هم في أمس الحاجة إليها، ومن ثم تهيئة الظروف للتوصل إلى حل دائم”.

وأضاف:”سنواصل الضغط [على إسرائيل بشأن المساعدات الإنسانية] كل يوم لأن الوضع كما هو غير مقبول”.

والتقى آل ثاني بمستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، وشدد الاثنان على أن إطلاق سراح المرضى والجرحى والمسنين والنساء من الرهائن سيؤدي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة على مدى ستة أسابيع على الأقل، بحسب ما جاء في بيان صدر عن البيت الأبيض. ويُعتقد أن هذه الفئات تضم حوالي 40 رهينة.

وأضاف البيان أن “هذه المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستمكن أيضا من زيادة المساعدات الإنسانية لسكان غزة وستوفر الوقت والمكان لتأمين ترتيبات أكثر استدامة وهدوء مستدام”.

علب طعام فارغة تتراكم بينما يقوم الفلسطينيون النازحون بإعداد وجبات جماعية على موقد خشبي مرتجل في الهواء الطلق في رفح بجنوب قطاع غزة، 5 مارس، 2024. (MOHAMMED ABED / AFP)

واستمرت المفاوضات في القاهرة يوم الثلاثاء، على الرغم من عدم حضور أي فريق إسرائيلي بعد أن رفضت حماس طلب إسرائيل تقديم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء.

وقالت حماس إنها لا تعرف مكان جميع الرهائن، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر رفض على ما يبدو هذا الادعاء خلال مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء.

وأضاف: “لقد اختطفوا هؤلاء الرهائن، وما زالوا يحتجزونهم. إذا استمروا في احتجازهم، فيجب أن يعرفوا مكانهم”.

وقال المتحدث: “إذا كنتم مكان إسرائيل، وكنتم تجرون مناقشات بشأن اتفاق ستشهدون من خلاله عودة عدد معين من الرهائن، فمن المنصف أن تظهر حماس لكم أنها قادرة على تنفيذ الاتفاق، وأن تظهر لكن من هم هؤلاء الرهائن وتأكيد ما إذا كانوا على قيد الحياة”، مضيفا “نحن نعتقد أن هذا مطلب مشروع للغاية لدولة إسرائيل”.

يوم الثلاثاء، أفادت القناة 12 أن حماس قامت مؤخرا بـ”تحديد” مكان احتجاز الرهائن. وقال التقرير الذي لم يشر إلى مصدر إن إسرائيل تعطي بالتالي “فرصة أخيرة” لكي تؤتي المفاوضات بثمارها.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني يتحدثان للصحافة في غرفة المعاهدات بوزارة الخارجية في واشنطن العاصمة، في 5 مارس 2024. (Photo by Drew ANGERER / AFP)

وقال مسؤولان مصريان يوم الثلاثاء إن حماس قدمت اقتراحا سيناقشه الوسطاء مع إسرائيل في الأيام المقبلة. وقال أحد المسؤوليّن إن الوسطاء سيجتمعون الأربعاء مع وفد حماس الذي لا يزال في القاهرة.

كما قال أسامة حمدان، المسؤول الكبير في حماس، يوم الثلاثاء إن الحركة تطالب بوقف دائم لإطلاق النار، بدلا من وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، و”الانسحاب الكامل” للقوات الإسرائيلية.

وأضاف للصحفيين في بيروت إن “أمن وسلامة أبناء شعبنا لن يتحقق إلا بوقف دائم لإطلاق النار وإنهاء العدوان والانسحاب من كل شبر من قطاع غزة”. وأن حماس “لن تسمح بأن يكون مسار المفاوضات مفتوحا إلى ما لا نهاية”.

وعندما سُئل عما إذا كان لدى حماس قائمة بأسماء الرهائن الباقين على قيد الحياة، قال حمدان إن الأمر لا علاقة له بالمحادثات واتهم إسرائيل باستخدام المسألة كذريعة لتجنب المشاركة في المفاوضات.

وقال مسؤول كبير آخر في حماس باسم نعيم، إن الحركة قدمت مسودة اتفاق خاصة بها وتنتظر ردا من إسرائيل، مضيفا أن “نتنياهو لا يريد التوصل إلى اتفاق والكرة الآن في ملعب الأمريكيين”.

أشخاص يتجمعون خارج السفارة الأمريكية في تل أبيب دعما لاتفاق إطلاق سراح الرهائن من غزة، 5 مارس، 2024. (Lior Segev/Israeli Pro-Democracy Protest Movement)

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري يوم الإثنين إن “المفاوضات حساسة. لا يمكنني القول إن هناك تفاؤل أو تشاؤم، ولكننا لم نصل بعد إلى النقطة التي يمكننا عندها التوصل إلى وقف لإطلاق النار”.

اندلعت الحرب في غزة بهجوم مباغت نفذته حماس في 7 أكتوبر، عندما اقتحم آلاف المسلحين جنوب إسرائيل وقتلوا حوالي 1200 شخص واختطفوا 253 آخرين كرهائن.

وقالت إسرائيل إنها تعتقد أن 130 رهينة ما زالوا في غزة، لكن 31 منهم ليسوا على قيد الحياة، بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، وتم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك. وأنقذت القوات ثلاث رهائن أحياء، كما تم انتشال جثث 11 رهينة، من بينهم ثلاثة قُتلوا على يد الجيش عن طريق الخطأ.

وتعهدت إسرائيل بتفكيك الحركة الفلسطينية، وأطلقت حملة عسكرية برية وجوية غير مسبوقة على قطاع غزة، والتي شهدت تدمير حوالي نصف المساكن في القطاع، وتشريد أكثر من مليون شخص، يواجه الكثير منهم خطر المجاعة، وفقا لوكالات الأمم المتحدة. .

وأدى الهجوم الإسرائيلي الذي يهدف إلى تدمير حماس إلى مقتل 30,631 فلسطينيا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة. ولا يمكن التحقق من هذا الرقم بشكل مستقل، وهو يشمل حوالي 13 ألفا من مسلحي حماس، الذين تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعركة. وتقول إسرائيل أيضا إنها قتلت حوالي 1000 مسلح داخل أراضيها في 7 أكتوبر.

ساهمت في هذا التقرير وكالات

اقرأ المزيد عن