إسرائيل في حالة حرب - اليوم 530

بحث

بايدن: تتوافر “كل الأسباب” للإعتقاد أن نتنياهو يطيل أمد الحرب للبقاء في السلطة

لكن قال الرئيس في وقت لاحق إنه لا يعتقد أن رئيس الوزراء "يستغل الحرب لأغراض سياسية"؛ قال سابقا لتايم أن نتنياهو "مستعد لفعل أي شيء" من أجل التوصل إلى اتفاق، ونقطة الخلاف الرئيسية تدور حول حل الدولتين

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في نصب ياد فاشيم التذكاري للمحرقة في القدس، 6 مايو، 2024. (Amir Cohen / POOL / AFP)
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في نصب ياد فاشيم التذكاري للمحرقة في القدس، 6 مايو، 2024. (Amir Cohen / POOL / AFP)

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن هناك “كل الأسباب” للاعتقاد بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يماطل في الحرب في غزة للبقاء في السلطة، لكنه أكد أيضا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مستعد لفعل أي شيء تقريبًا لتأمين إطلاق سراح الرهائن.

وردا على سؤال في مقابلة مع مجلة تايم نشرت الثلاثاء عما إذا كان يقبل ادعاءات البعض بأن نتنياهو يطيل أمد الحرب من أجل بقائه السياسي، أجاب بايدن “لن أعلق على ذلك”.

لكنه أضاف بعد ذلك “تتوافر كل الأسباب التي تدفع للتوصل إلى ذلك الاستنتاج”.

وتصدرت هذه الملاحظة عناوين الأخبار وأثارت أسئلة خلال الإحاطات الإعلامية للبيت الأبيض ووزارة الخارجية في وقت لاحق اليوم. ورفض المتحدثون باسم الإدارة الإدلاء بمزيد من التفاصيل بشأن ما إذا كان لدى بايدن نفسه آراء منتقدي نتنياهو.

ووجه أحد المراسلين السؤال مرة أخرى إلى بايدن بعد أن أنهى خطابه في البيت الأبيض بعد ظهر الثلاثاء، وسأل مرة أخرى عما إذا كان نتنياهو يستغل الحرب في غزة لتحقيق مكاسب سياسية.

ورد بايدن “لا أعتقد ذلك”، في محاولة على ما يبدو لتهدئة التوترات التي ربما أثارتها تصريحاته لمجلة تايم. إنه “يحاول حل مشكلة خطيرة لديه”.

الوزيران اليمينيان المتطرفان إيتمار بن غفير (يمين) وبتسلئيل سموتريش (يسار) في “مؤتمر النصر” في مركز المؤتمرات الدولي في القدس، 28 يناير، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

ويواجه نتنياهو منذ فترة طويلة هذا الادعاء، لكنه تصاعدت هذه الانتقادات في الأيام الأخيرة بعد أن هدد شركائه من اليمين المتطرف في الائتلاف باسقاط حكومته إذا التزم رئيس الوزراء باقتراح الصفقة الذي وافق عليه الأسبوع الماضي، والذي من المحتمل أن يؤدي إلى نهاية الحرب في غزة.

وقد أحجم نتنياهو لعدة أشهر عن عقد اجتماعات استراتيجية بشأن الحكم في غزة بعد الحرب، وتجنب الاضطرار إلى معارضة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريش، اللذين دعيا إلى احتلال غزة بشكل دائم وإعادة بناء المستوطنات هناك. ولكن قالت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إن الفشل في تقديم بديل عملي لحماس قد سمح للحركة بملء الفراغ الذي خلفه الجيش الإسرائيلي في ساحات القتال بسرعة، مما أدى إلى إطالة أمد الحرب.

وقال نتنياهو إنه لا يمكن الحديث عن التخطيط لليوم التالي قبل أن تهزم إسرائيل حماس، حيث لن يكون هناك من يرغب في استبدال الحركة طالما أنها لا تزال في السلطة.

وقد أثار هذا النهج إحباط واشنطن، التي تضغط على إسرائيل للتخطيط لغزة ما بعد الحرب منذ الأيام الأولى للحرب.

وأشار بايدن أيضًا إلى الإصلاح القضائي “غير المفيد” الذي سعى نتنياهو إلى تحقيقه قبل 7 أكتوبر. وأشار إلى أنه واجه “معارضة” من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي حذرت رئيس الوزراء من أنه يسبب انقسامات في المجتمع سيسعى أعداء إسرائيل إلى استغلالها.

وبينما بدا أن بايدن كان لا يزال يشكك في دوافع نتنياهو في المقابلة التي أجرتها معه مجلة تايم، لكنه أصر أيضًا على أن رئيس الوزراء “مستعد لفعل أي شيء لاستعادة الرهائن”.

ولم يتم نقل هذا التأكيد في المقابلة المنشورة، لكنه ورد في النص الكامل الذي نشرته مجلة تايم بشكل منفصل.

وأظهر النص أن بايدن قال أيضًا إن نتنياهو يتعرض لـ “ضغوط هائلة” لتأمين صفقة، “الإسرائيليين يريدون بشدة وقف إطلاق النار من أجل إعادة الرهائن إلى ديارهم”.

وقال إن الولايات المتحدة تعتقد أن بعض الرهائن الأمريكيين ما زالوا على قيد الحياة، “لكن ليس لدينا دليل نهائي على من هو على قيد الحياة ومن ليس على قيد الحياة”.

عيناف زانجاوكر تحمل لافتة عليها صورة ابنها ماتان (24 عاما)، أحد الرهائن الذين أسرتهم حماس في قطاع غزة خلال مذبحة 7 أكتوبر، خلال مظاهرة في تل أبيب، 3 يونيو، 2024. (Avshalom Sassoni/Flash90)

كما كرر الرئيس اعتقاده بأن حماس هي الطرف المسؤول عن الفشل في التوصل إلى اتفاق حتى الآن، قائلا إن الحركة “يمكن أن تنهي هذا غدا”.

وكشف بايدن أن “العرض الأخير الذي قدمته إسرائيل كان سخيا للغاية فيما يتعلق (بهوية الأسرى الأمنيين الأمنيين الفلسطينيين) الذين هم على إستعداد لإطلاق سراحهم، وما سيقدمونه في المقابل، وما إلى ذلك”.

وأجريت المقابلة في 28 مايو، بعد يوم من تقديم إسرائيل اقتراحها الأخير إلى الوسطاء الأمريكيين والقطريين والمصريين.

وبعد ثلاثة أيام من إجراء المقابلة، ألقى بايدن خطابا كشف فيه تفاصيل هذا الاقتراح ودعا حماس إلى قبوله.

الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، 31 مايو، 2024، في واشنطن. (Chip Somodevilla/Getty Images/AFP)

وأشار الرئيس إلى أن الخطاب كان قيد الإعداد بالفعل عندما كان يتحدث إلى مجلة تايم.

وادعت مجلة تايم أن إسرائيل تجاوزت على ما يبدو الخط الأحمر الذي وضعه بايدن فيما يتعلق بهجوم عسكري كبير في رفح بضربتها في 26 مايو التي أدت إلى مقتل عشرات المدنيين، وسألت الرئيس عن العواقب التي سيفرضها على إسرائيل.

وقال بايدن بشكل غامض “لن أتحدث عن ذلك الآن لأنكم ستبلغون عن هذا قبل أن أقوم… أنا في طور التحدث مع الإسرائيليين الآن”.

وبعد يؤاله مرة أخرى عما إذا كان نتنياهو قد تجاوز خطه الأحمر، أجاب الرئيس “لن أرد على ذلك لأنني على وشك القيام… على أي حال”.

متظاهرون يحملون لافتة كبيرة كتب عليها “شكرا بايدن” خلال مسيرة دعم لصفقة الرهائن في القدس، 1 يونيو، 2024. (Yonatan Sindel/Flash90)

مشكلته الحقيقية مع بيبي

أشارت تايم إلى تأكيد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أنه يجب انتقاد نتنياهو لفشله في إحباط هجوم 7 أكتوبر، وسألت بايدن عما إذا كان رئيس الوزراء يتحمل المسؤولية.

وبدا أن بايدن يدافع عن نتنياهو إلى حد ما “لا أعرف كيف يتحمل أي شخص واحد هذه المسؤولية. كان زعيم البلاد، لذلك حدث ما حدث. لكنه لم يكن الوحيد الذي لم يدرك”.

“خلافي الرئيسي مع نتنياهو هو ماذا سيحدث بعد انتهاء (الحرب في) غزة؟ إلى ماذا يعود (الحال)؟ هل تعود القوات الإسرائيلية؟ لقد تحدثت مع المصريين… والسعوديين… والأردنيين… والإماراتيين. الجواب هو، إذا كان هذا هو الحخال، فلن ينجح”، قال في إشارة إلى أن الدول العربية لن تكون مستعدة للمساعدة في تحقيق الاستقرار في غزة بعد الحرب إذا بقيت إسرائيل في القطاع.

وأضاف “هناك طريق واضح للانتقال حيث توفر الدول العربية الأمن وإعادة الإعمار في غزة مقابل التزام طويل الأمد بالانتقال إلى حل الدولتين”، في إشارة إلى الإطار الذي رفضه نتنياهو.

“يجب أن يكون هناك حل دولتين، والانتقال إلى حل الدولتين. هذا هو أكبر خلاف لي مع بيبي نتنياهو”.

وقال بايدن إن المساعدة العربية لتحقيق الاستقرار في غزة بعد الحرب يمكن أن تمتد إلى المملكة العربية السعودية.

وردا على سؤال عما إذا كان السعوديون يتشاركون نفس القيم مع الولايات المتحدة، قال بايدن إن هناك فرقا بين التحالفات “القائمة على القيم” والتحالفات “القائمة على الاعتبارات العملية”، وأن شراكة واشنطن مع الرياض تقع ضمن الفئة الأخيرة. “إنه في مصلحتنا بشكل كبير”.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء محمد بن سلمان يلتقي بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في جدة، المملكة العربية السعودية، الأربعاء، 20 مارس، 2024. (Evelyn Hockstein/Pool Photo via AP)

سلوك غير لائق، ولكن ليس جرائم حرب

ردا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة، قال بايدن إن الأمر “غير مؤكد”، لكن إسرائيل تحقق في مثل هذه الاتهامات بنفسها، مسلطا الضوء على الادعاء الذي تستخدمه إدارته لمعارضة تدخل المحكمة الجنائية الدولية، التي من المفترض أن تكون محكمة الملاذ الأخير للدول التي لا تحقق في نفسها.

وقال بايدن “المحكمة الجنائية الدولية هي شيء لا نعترف به”.

وردا على مزاعم منتقدي إسرائيل بأنها تقوم بتجويع سكان غزة عمداً، أجاب بايدن “لا، لا أعتقد ذلك”.

وقال الرئيس: “أعتقد أنهم مارسوا سلوك غير لائق. هناك شيء واحد مؤكد، وهو أن الناس في غزة، الفلسطينيون عانوا بشدة، بسبب نقص الغذاء والماء والدواء، وما إلى ذلك. وقد قُتل الكثير من الأبرياء”.

وأوضح “لكن الكثير من ذلك لا يتعلق بالإسرائيليين فحسب، بل بما تفعله حماس في إسرائيل بينما نتحدث”.

كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية (في الوسط)، يعلن عن سعيه لطلب إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، إلى جانب قادة حماس يحيى السنوار ومحمد ضيف وإسماعيل هنية، 20 مايو، 2024. (ICC)

وفي حين يشير مساعدوه عادة إلى استخدام حماس للدروع البشرية في غزة، فقد سلط بايدن بدلا من ذلك الضوء على “ترهيب” الحركة للسكان الإسرائيليين.

وذكر كيف زار إسرائيل بعد هجوم 7 أكتوبر. “ما فعلوه تجاوز أي شيء رأيته في حياتي. ولقد رأيت الكثير. ربط الأمهات والبنات بالحبل وسكب الكيروسين عليهن وحرقهن حتى الموت. هذا النوع من الأشياء – محاولة الترهيب. إنه فعل جبان”.

وأشار إلى أنه حث القادة الإسرائيليين خلال زيارته على تجنب ارتكاب نفس الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق والتي أدت إلى “حروب لا نهاية لها”.

وأعرب بايدن عن أسفه قائلا: “إنهم يرتكبون هذا الخطأ”.

اقرأ المزيد عن