إسرائيل في حالة حرب - اليوم 499

بحث

بايدن: الولايات المتحدة تعارض ضرب إسرائيل للمواقع النووية الإيرانية، والرد يجب أن يكون “متناسبا”

الرئيس الأمريكي يقول إن إسرائيل لها الحق في الرد وأن زعماء مجموعة السبع اتفقوا على فرض عقوبات على إيران بسبب الهجوم الصاروخي؛ الحكومة تقول إنها ستؤجل الرد في انتظار التنسيق مع واشنطن

الرئيس الأمريكي جو بايدن يتحدث إلى الصحفيين قبل صعوده إلى الطائرة الرئاسية في قاعدة أندروز المشتركة في ماريلاند في 2 أكتوبر، 2024. (Mandel Ngan / AFP)
الرئيس الأمريكي جو بايدن يتحدث إلى الصحفيين قبل صعوده إلى الطائرة الرئاسية في قاعدة أندروز المشتركة في ماريلاند في 2 أكتوبر، 2024. (Mandel Ngan / AFP)

قال الرئيس الأمريكي يوم الأربعاء أنه يعارض قيام إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية ردا على هجوم إيران بالصواريخ البالتسية، وقال للصحافيين إن اسرائيل لديها الحق في الرد ولكن يجب أن تفعل ذلك “بشكل متناسب”.

وقال بايدن أنه سيتم فرض عقوبات على إيران وأنه ناقش الفكرة مع زعماء دول مجموعة السبع في مكالمة مشتركة في وقت سابق من يوم الأربعاء.

وقال بايدن للصحفيين قبل صعوده على متن الطائرة الرئاسية: “سنناقش مع الإسرائيليين ما سيفعلونه، لكننا السبعة جميعا متفقون على أن لديهم الحق في الرد ولكن يجب أن يردوا بشكل متناسب. من الواضح أن إيران خرجت عن المسار الصحيح تماما”.

وأفادت تقارير أن إسرائيل تدرس مهاجمة المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية كجزء من الرد على هجوم يوم الثلاثاء، والذي شهد قيام إيران بإطلاق 181 صاروخا بالستيا على إسرائيل، مما أجبر معظم سكان البلاد على دخول الملاجئ وألحق أضرارا كبيرة ولكن لم يُعرف إلا عن حالة وفاة واحدة لفلسطيني في الضفة الغربية.

أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد الهجوم مباشرة أن إيران ارتكبت “خطأ كبيرا” وستدفع “الثمن”.

متحدثا للصحافيين في واشنطن، حض بايدن إسرائيل على الرد “بشكل متناسب” على الهجوم. ردا على سؤال حول ما إذا كان يدعم هجوما على مواقع نووية إيرانية، رد بايدن: “الإجابة هي لا”.

أفراد من قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية وقوات الشرطة يتفقدون حفرة خلفتها قذيفة منفجرة في مبنى مدرسة متضرر بشدة في مدينة غديرا بجنوب إسرائيل في الأول من أكتوبر، 2024، بعد أن أطلقت إيران وابلا من الصواريخ على إسرائيل. (Menahem KAHANA / AFP)

وفي اجتماع عقد بعد الهجوم مساء الثلاثاء، قررت الحكومة الإسرائيلية الرد بقوة، ولكن بالتنسيق مع واشنطن أولا، بحسب القناة 12.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية “كان” عن مصادر دبلوماسية قولها إن رد إسرائيل لن يؤدي إلى حرب إقليمية وذكرت أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية الشهر المقبل كانت عاملا في المداولات الإسرائيلية.

الصواريخ التي أطلقت من إيران باتجاه إسرائيل تظهر فوق القدس، في الأول من أكتوبر، 2024. (Noam Revkin Fenton/Flash90)

وبعد اجتماع مجموعة السبع، قال البيت الأبيض إن بايدن نسق فرض عقوبات جديدة على إيران، وأنه ومجموعة السبع “أدانوا بشكل لا لبس فيه هجوم إيران على إسرائيل”.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي يوم الأربعاء أن إسرائيل سترد على الهجوم الإيراني، وأشار إلى أن الجيش لديه القدرة على “الوصول إلى أي نقطة في الشرق الأوسط وضربها”.

وقال في بيان مصور خلال زيارة لقاعدة تل نوف الجوية “أولئك من أعدائنا الذين لم يفهموا هذا حتى الآن، سيفهمونه قريبا”.

وأشار هليفي إلى أن “إيران أطلقت نحو 200 صاروخ على دولة إسرائيل أمس. وهاجمت إيران مناطق مدنية وعرضت حياة العديد من المدنيين للخطر. وبفضل السلوك المدني السليم والدفاع عالي الجودة، فإن الضرر ضئيل نسبيا”. لكنه أضاف: “سنرد؛ فنحن نعرف كيف نحدد الأهداف المهمة؛ ونعرف كيف نضرب بدقة وقوة”.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هليفي يتحدث في بيان مصور من قاعدة تل نوف الجوية في وسط إسرائيل، 2 أكتوبر، 2024. (Israel Defense Forces)

قال نائب وزير الخارجية الأمريكي كيرت كامبل إن إدارة بايدن تسعى إلى توحيد موقفها مع إسرائيل بشأن أي رد على هجوم إيران، لكنه أقر أيضا بأن الشرق الأوسط على “حد السكين” وأن تصعيدا أوسع نطاقا قد يعرض المصالح الإسرائيلية والأمريكية للخطر.

وفي حديثه في حدث افتراضي استضافته مؤسسة كارنيغي للأبحاث ومقرها واشنطن، كرر كامبل وجهة النظر الأمريكية بأن ما قامت به طهران كان عملا “غير مسؤول تماما” وأنه يجب أن تكون هناك “رسالة رد”.

وأضاف: “أعتقد أننا حاولنا التأكيد على دعمنا لبعض الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل”.

“نحن قلقون حقا بشأن سلسلة من العمليات البرية الموسعة أو الكبيرة في لبنان”، في إشارة إلى مخاوف البيت الأبيض بشأن الاجتياح الإسرائيلي المحدود للبنان يوم الاثنين.

كورت كامبل، منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي لشؤون منطقة المحيطين الهندي والهادئ آنذاك، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ لتأكيد تعيينه نائبا لوزير الخارجية، على تلة الكابيتول في واشنطن، 7 ديسمبر، 2023. (AP Photo/Mariam Zuhaib)

وتقول إسرائيل إن عمليتها البرية بالقرب من الحدود في جنوب لبنان تهدف إلى إزالة التهديد الذي يشكله حزب الله اللبناني، الذي أجبر إطلاقه المتواصل للصواريخ منذ الثامن من أكتوبر عشرات الآلاف من سكان الشمال على ترك منازلهم.

وقالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد في إفادة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء: “سيتم تحميل النظام الإيراني المسؤولية عن أفعاله”.

وأضافت: “ونحذر بشدة من قيام إيران – أو وكلائها – باتخاذ إجراءات ضد الولايات المتحدة، أو اتخاذ إجراءات أخرى ضد إسرائيل”.

كما حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان يوم الثلاثاء إيران من “عواقب وخيمة” على هجماتها، وقال إن الولايات المتحدة ستعمل مع إسرائيل لضمان ذلك، لكنه لم يخض في التفاصيل.

وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون في اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء “انتهى وقت الدعوات الفارغة لخفض التصعيد”.

وقال: “لم يعد الأمر مجرد كلام. إيران تشكل خطرا حقيقيا وحاضرا على العالم، وإذا لم يتم إيقافها، فلن تستهدف الموجة التالية من الصواريخ إسرائيل فقط”.

قوات الأمن الإسرائيلية في موقع سقوط صاروخ أطلق من إيران على مدرسة في بلدة غديرا، 1 أكتوبر، 2024. (Liron Moldovan/Flash90)

وفي حديثه قبل دانون، زعم السفير الإيراني أن إيران اضطرت إلى إطلاق الصواريخ على إسرائيل “لاستعادة التوازن” بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية الكبيرة التي استهدفت وكلائها الإقليميين مؤخرا.

وقال أمير سعيد إيرفاني: “كل عمل من أعمال ضبط النفس التي اتخذتها إيران لم يؤد إلا إلى تشجيع إسرائيل على ارتكاب جرائم أكبر ومزيد من أعمال العدوان. ونتيجة لذلك، كان رد إيران ضروريا لاستعادة التوازن والردع”.

وأشاد مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بإيران لضبط النفس “الاستثنائي” في الأشهر الأخيرة، وقال إن الهجوم الصاروخي على إسرائيل لا يمكن “تقديمه كما لو أن كل هذا حدث في فراغ”.

ليندا توماس غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، 30 سبتمبر، 2024. (AP Photo/Ted Shaffrey)

وقالت إيران إن هجوم يوم الثلاثاء – وهو ثاني هجوم مباشر على إسرائيل – جاء ردا على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والجنرال في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفوروشان، اللذين قُتلا في غارة جوية إسرائيلية في الأسبوع الماضي في بيروت. كما أشارت إلى اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي اغتيل في طهران في شهر يوليو في هجوم يُشتبه بأن إسرائيل توقف وراءه.

ورفضت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء بشكل قاطع ادعاء إيران بأن هجومها كان ردا على انتهاك سيادتها بمقتل هنية. قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، “إن هذا الحدث لا علاقة له بسيادة إيران. بل يتعلق بحقيقة مفادها أن عددا من المنظمات الإرهابية التي أنشأتها إيران لسنوات كوسيلة لتقويض دولة إسرائيل ومهاجمتها قد ضعفت أولا خلال الأشهر القليلة الماضية ثم مؤخرا خلال الأسابيع القليلة الماضية”، مسلطا الضوء على مقتل الأمين العام لمنظمة حزب الله حسن نصر الله على يد إسرائيل مؤخرا.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الخارجية “إن مقتل أي مسؤول إيراني في الأيام القليلة الماضية في لبنان أو في سوريا يرجع إلى اجتماعه مع زعماء إرهابيين”.

وأسفرت شظايا الصاروخ الذي أطلق يوم الثلاثاء عن مقتل فلسطيني في الضفة الغربية وإصابة إسرائيليين اثنين، في حين تضررت مبان في أجزاء مختلفة من البلاد. واقر الجيش يوم الأربعاء بأن بعض الصواريخ أصابت قواعد جوية، لكنه قال إن التأثير كان “غير فعال”.

وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في مؤتمر صحفي عقده في قطر يوم الأربعاء إن طهران “لا تسعى إلى الحرب”، لكنه تعهد برد أقوى إذا ردت إسرائيل على الهجوم الصاروخي.

شنت إيران أول هجوم مباشر لها على إسرائيل ليلة 13-14 أبريل. وجاء هذا الهجوم ردا على غارة جوية إسرائيلية مزعومة على منشأة دبلوماسية إيرانية في دمشق في الأول من أبريل.

أفراد الطوارئ والأمن يبحثون بين الأنقاض في موقع الغارات على مبنى ملحق بالسفارة الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، 1 أبريل، 2024. (Louai Beshara/AFP)

ويعتقد أن إسرائيل ردت على هجوم الصواريخ والمسيّرات بغارة جوية على المنشأة النووية الإيرانية في نطنز، بالقرب من مدينة أصفهان.

كما تهاجم الميليشيات الشيعية في شبكة “محور المقاومة” الإيرانية إسرائيل من العراق واليمن، بالإضافة إلى حزب الله في لبنان. بدأت الهجمات في خضم الحرب في غزة، والتي اندلعت عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر وقتلوا نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن.

حماس، وهي جماعة مسلحة فلسطينية سنية، هي أيضا جزء من ما يسمى بـ”محور المقاومة”.

اقرأ المزيد عن