بالرغم من التهديد، ميزانية ترامب لا زالت تمول دول تعارض الإعتراف بالقدس
تخلى الرئيس عن التحذير بأنه سوف يتوقف عن مساعدة من صوت لصالح ادانة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؛ الميزانية تصف نقل السفارة بأولوية عالية

بعد تهديده بوقف تمويل الدول التي صوتت ضد الولايات المتحدة بسبب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، لم يغير الرئيس الامريكي دونالد ترامب المساعدات الاجنبية لها في اقتراحه لميزانية عام 2019 التي صدرت يوم الإثنين.
بالرغم من التهديدات، صوتت 128 دولة للقرار الذي صدر في شهر ديسمبر، ولم تتأثر المساعدات لجميع هذه الدول في خطة الميزانية التي تصل قيمتها 4.4 ترليون دولار، والتي تقلص بشكل كبير الضمانات الإجتماعية الأمريكية، ولكن ترفع ميزانية الجيش.
“إن تنظروا الى ميزانيتنا، فإنها تركز على اكثر مستوى مساعدة ملائم بناء على حاجاتنا الامنية”، قال هاري ساستري، مدير مكتب موارد المساعدات الأمريكية الأجنبية.
وردا على سؤال حول تقليص مساعدات محددة بناء على تصويت الأمم المتحدة في شهر ديسمبر، قال ساستري: “لا يوجد اأر محدد مرتبط بذلك لأن ذلك عاملا واحدا”.
وتشير الميزانية أيضا الى حاجة تخصيص اموال الى نقل السفارة الى القدس، وتصف ذلك بأولوية عالية.
“بناء منشأة السفارة الامريكية في القدس ستكون من أعلى اولويات الوزارة للاستثمارات الرأسمالية في العام المالي 2018 والعام المالي 2019″، ورد في النص.
وفي الشهر الماضي، اعلنت ادارة ترامب انها سوف تسرع نقل السفارة الأمريكية في اسرائيل، وتخطط تجهيز المنشأة في القدس حتى نهاية عام 2019 عبر استخدام مبنى قائم.

وأثار ترامب غضب المجتمع الدولي في 6 ديسمبر، عند اعترافه رسميا بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، وخطة نقل السفارة الامريكية الى هناك من تل ابيب.
وردت الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار قبر المصادقة على مشروع قرار يدين خطوة ترامب الجدلية. وصادقت الجمعية العامة على القرار بتصويت 128-9، بالرغم من التهديدات المتكررة من قبل ترامب ومسؤولين اخرين في الادارة بأن الولايات المتحدة سوف توقف المساعدات للدول التي تصوت لصالح القرار.

“دعوهم يصوتوا ضدنا”، قال ترامب. “سوف نوفر الكثير. لا يهمنا. ولكن الأمور ليست كما كانت حيث يمكنهم التصويت ضدك وبعدها تدفع لهم مئات ملايين الدولارات. لن يتم استغلالنا بعد”.
وقالت السفيرة الامريكية للأمم المتحدة نيكي هايلي ايضا ان الولايات المتحدة سوف “تسجل اسماء”، ملمحة الى اجراءات عقابية.
ولكن منذ حينها، يصدر المسؤولون في الادارة رسائل مختلطة بخصوص مخططات تنفيذ التهديد.
“سوف نستخدم التصويت في الامم المتحدة كأحد العوامل في علاقاتنا الدولية”، قال مكتب هايلي، المعروف بإسم البعثة الامريكية الى الامم المتحدة، في بيان وقتا قصيرا بعد التصويت. “لن يكون العامل الوحيد، او حتى العامل الاول بالضرورة، ولكن لن يتم تجاهله بعد”.
ولكن في خطابه امام الكونغرس بمجلسيه في الشهر الماضي، قال ترامب انه سوف يطلب من الكونغرس تقليص التمويل للدول التي صوتت لصالح قرار الامم المتحدة.
“انا اطلب من الكونغرس تمرير تشريع لضمان خدمة اموال المساعدات الاجنبة الامريكية دائما المصالح الامريكية، وان تذهب فقط لأصدقاء امريكا، وليس اعداء امريكا”، قال.
وتركز الميزانية التي تم كشفها يوم الاثنين على الاموال من اجل الجيش، ويحول اموال الى مشروع الجدار الحدودي المكسيكي، بينما يقلص التمويل لمشروع الرعاية الصحية ومشاريع داخلية اخرى تفيد الطبقات والفقيرة والمتوسطة، مثل طوابع لطعام، اعانات الاسكان وقروض الطلاب.
“سيكون لدينا اقوى جيش في تاريخنا”، قال ترامب من المكتب البيضاوي يوم الاثنين. “في هذه الميزانية نعتني بالجيش بصورة غير مسبوقة”.
وبينما ميزانيات جميع الرؤساء تموت بلحظة وصولها – الكونغرس يؤلف ويطبق تشريعات ميزانية خاصة به – خطة ترامب كانت ميتة قبل وصولها. انها تأتي ثلاثة ايام فقط بعد توقيع الرئيس على اتفاق ثنائي الحزب يحدد جوانب التمويل للعامين القادمين. وهذا الاتفاق، الذي يشمل زيادة كبيرة للبرامج الداخلية، يجعل خطة ترامب لتقليص 1.7 ترليون دولار لمدة عشر سنوات لتمويل الوكالات الداخلية مثل وزارة الصحة والخدمات الانسانية، الزراعة والإسكان والتطوير المدني، اقل واقعية.