إسرائيل في حالة حرب - اليوم 533

بحث

بالبالونات البرتقالية وصيحات “آسف”، الجماهير تصطف في مسار موكب جنازة عائلة بيباس

في حالة من الحزن، الجمهور يقف على طول الطريق الذي يبلغ طوله 60 كيلومترا؛ عائلة بيباس تقول إن ياردن "يعتذر عن عدم قدرته على النزول ومعانقة كل واحد منكم شخصيا"

اصطف الآلاف من الناس في شوارع وسط وجنوب إسرائيل يوم الأربعاء، حاملين بالونات برتقالية وأعلاما إسرائيلية، لتكريم موكب جنازة شيري بيباس وطفليها أريئل وكفير، الذين تم احتجازهم جميعا كرهائن وقتلوا في قطاع غزة.

وقفت حشود المشيعين على طول الطريق الذي امتد لأكثر من 60 كيلومترا من مدينة ريشون لتسيون، مرورا بيافنيه وأشدود وأشكلون، وصولا في النهاية إلى بلدة زوهر في الجنوب، حيث من المقرر دفنهم.

وقالت عائلة بيباس في بيان: “لقد بدأنا موكب الجنازة برفقة حشود من الإسرائيليين. نراكم ونسمعكم، ونتأثر بكم ونقوى بكم”.

وجاء في البيان أن “ياردن بيباس، زوج شيري وأب الصبيين، يعتذر عن عدم تمكنه من النزول ومعانقة كل واحد منكم شخصيا”. وكان ياردن، الذي تم احتجازه كرهينة هو أيضا، قد أُطلق سراحه في وقت سابق من هذا الشهر كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس.

وقال البيان “نتطلع إلى اليوم الذي يمكننا فيه أن نتحد مرة أخرى في لحظات الفرح بدلا من الحزن”.

كان أريئل يبلغ من العمر أربع سنوات وكفير يبلغ من العمر تسعة أشهر فقط عندما اختُطفت العائلة من منزلها في كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر 2023. وكان الكيبوتس من أكثر المناطق تضررا في ذلك اليوم – حيث اقتحم المسلحون جميع المنازل في الكيبوتس باستثناء ستة منازل.

شيري وكفير وأريئيل بيباس(Courtesy)

وأنشد العديد من الأشخاص الذين وقفوا على جانبي الطرق وعلى الجسور النشيد الوطني بهدوء أثناء مرور الموكب.

وأضاء العشرات من الأشخاص الشموع على جانب الطريق.

ورفع العديد منهم لافتات كُتب عليها “عذرا” أو رددوا هتافات الاعتذار عند مرور الموكب، طالبين المغفرة لعدم إعادة العائلة إلى إسرائيل على قيد الحياة.

أشخاص يقدمون احترامهم خلال جنازة الرهائن المقتولين شيري بيباس وطفليها، أريئل وكفير، في ريشون لتسيون، 26 فبراير، 2025. (Dor Pazuelo/ Flash90)

وكان من المقرر أن تقتصر الجنازة على مراسم عائلية، مع بث كلمات التأبين على الهواء مباشرة.

واحتشد الآلاف في “ساحة المختطفين” في تل أبيب لمشاهدة الجنازة معا على شاشات كبيرة.

وجلست شقيقة شيري، دانا سيلبرمان، والتي شهدت مقتل ثلاثة أجيال من عائلتها على يد المسلحين والخاطفين، في المركبة التي أقلت جثمان شيري. قُتل والداها يوسي ومارغيت سيلبرمان في كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر 2023، خلال الهجوم الذي قادته حماس. وسيتم دفن شيري والطفلين في المقبرة حيث دُفن يوسي ومارغيت.

امرأة تحمل لافتة مكتوب عليها “عذراط بينما يشارك الناس في وداع الرهائن القتلى شيري بيباس وطفليها أريئل وكفير خلال مرور موكب الجنازة في ريشون لتسيون، 26 فبراير، 2025. (Avshalom Sassoni/Flash90)

وبينما سارت في موكب جنازة زوجة شقيقها وطفليه، نشرت عوفري بيباس، شقيقة ياردن، على “فيسبوك”: “عبر النافذة، أرى اليوم أمة مسكورة”.

وأضافت “لن ننهض أو نتعافى حتى يعود آخر المختطفين إلى الوطن”.

وكتبت “شكرا لكم جميعا”.

ارتدى العديد من المارة الذي اصطفوا على طول الطريق اللون البرتقالي، والذي أصبح رمزا لمحنة عائلة بيباس بسبب لون شعر الصبيين الأحمر.

وبكى المشيعون أثناء مرور الموكب، الذي تبعته مجموعة من حوالي 100 راكب دراجات نارية حملوا الأعلام في مرافقة مرتجلة للموكب.

ورفع البعض ملصقات أو لافتات تحمل صورة باتمان، تذكيرا بصور سابقة لعائلة بيباس حيث كانوا يرتدون زي البطل الخارق المفضل لدى أريئل.

أريئل وكفير (Courtesy)

وتوقف السائقون على طول الطريق للسماح للموكب بالمرور، وخرج العديد منهم ووقفوا حانيين رؤوسهم.

وأدى عناصر القوات والشرطة المتمركزون على طول الطريق التحية العسكرية أثناء مرور المركبات.

جنود يؤدون التحية العسكرية للموكب الذي ينقل جثامين شيري وأريئل وكفير بيباس، على الطريق رقم 232 في جنوب إسرائيل، 26 فبراير، 2025. ((Chaim Goldberg/Flash90)

كما أقيمت مسيرات صغيرة في العديد من المدن والمواقع التي لا يمر فيها موكب الجنازة.

بحسب حصيلة لوكالة “فرانس برس” فإن 37 طفلا وقاصرا قُتلوا خلال الهجوم الصادم في السابع من أكتوبر.

ومع ذلك، كان الصبيان بيباس أصغر من تم اختطافهم كرهائن، وقد جعل مقطع فيديو مؤثر لشيري المذهولة وهي تضم ابنيها إلى صدرها خلال لحظات اختطافهم، مصير العائلة رمزا للرعب الناجم عن الهجوم ومحنة جميع الرهائن.

يري بيباس وابنيها أريئل (4 سنوات) وطفلها كفير، أثناء اختطافهم من كيبوتس نير عوز على يد مسلحي حماس في 7 أكتوبر، 2023.

تم اختطاف أفراد عائلة بيباس الثلاثة من كيبوتس نير عوز في 7 أكتوبر 2023، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص واختطفوا 251 آخرين، مما أدى إلى اندلاع الحرب في غزة. وتم اختطاف ياردن بشكل منفصل عن زوجته وأطفاله.

وأعيدت جثامين شيري وأريئل وكفير بيباس في إطار اتفاق صفقة رهائن ووقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس. أعيد ياردن بيباس حيا في الأول من فبراير.

ولقد أعيدت جثامين أريئل وكفير يوم الخميس، مع جثماني عوديد ليفشيتس وامراة مجهولة الهوية قالت الحركة إنها شيري بيباس. بعد احتجاج إسرائيلي، أعادت حماس فجر الجمعة جثمان شيري بيباس.

مدخل منزل عائلة بيباس في كيبوتس نير عوز، 21 نوفمبر، 2023. (Chaim Goldberg/Flash90)

وصل داني إلغارات، شقيق الرهينة إيتسيك إلغارات، إلى مفترق “ريشونيم” لتقديم واجب العزاء أثناء مرور الموكب، حسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية “كان”.

ووصف إلغارات “شعور بالخسارة عندما رأينا النعوش تمر من هنا”.

وقال “قلبي حزين”. ومن المتوقع أن يعود جثمان إيتسيك إلغارات إلى إسرائيل غدا، إلى جانب جثامين ثلاثة رجال إسرائيليين آخرين.

وقال زوهر فريدمان لموقع “واللا” الإخباري إنه تغيب عن العمل من أجل تكريم العائلة.

وقال “شعرت بالانتماء إلى شيء أكبر، لهذه العائلة التي وحدتنا جميعا بالفعل”. وأضاف: “أعتقد أن كل فرد في الشعب اليهودي، بغض النظر عن القطاع الذي ينتمي إليه، فقد لمست هذه العائلة قلوبنا جميعا”.

أشخاص يحملون الأعلام الإسرائيلية يصطفون على جانب الطريق في انتظار موكب جنازة عائلة بيباس في كيبوتس نير عوز في جنوب إسرائيل، 26 فبراير، 2025. (Jack Guez / AFP)

وقالت سيمي بولوناسكي (38 عاما) التي سافرت من ميامي لدعم أسر الرهائن “أعتقد أنه إذا توقفت عن التفكير في الأمر لأكثر من ثانية واحدة، أشعر بالغثيان الشديد”.

وقالت لوكالة فرانس برس باكية أثناء حديثها “هذا ليس بوضع عادي: إذا لم تكن تشعر بالخدر، فإنك تشعر بالانهيار والانكسار لدرجة أنه يكاد يكون من الصعب الاستمرار”.

وقال موتيل غستتنر (41 عاما) الذي سافر من أستراليا “نحن هنا لنحتضن ونحظى بعناق، لنتقوى ولنعطي أكبر قدر ممكن من القوة”.

المشيعون يحتشدون حول السيارة التي تحمل نعوش الرهائن القتلى شيري بيباس وطفليها، أريئل وكفير، خلال موكب جنازتهم في ريشون لتسيون، إسرائيل، 26 فبراير، 2025. (Ariel Schalit/AP)

بحسب تقييمات المسؤولين الإسرائيليين التي صدرت بعد التعرف على الجثث، قُتلت شيري بيباس “بوحشية” على يد خاطفيها في نوفمبر 2023، إلى جانب طفليها، اللذين قُتلا “بأيد عارية”. وتتناقض التقييمات التي تم التوصل إليها بعد تحقيق الطب الشرعي مع مزاعم حماس بأن الثلاثة قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية.

واختٌُطف والد العائلة، ياردن، بشكل منفصل على يد مسلحي حماس بعد مغادرته الغرفة الآمنة في منزلهم في نير عوز في محاولة لتشتيت انتباه المسلحين وإنقاذ عائلته في 7 أكتوبر الأول 2023. وأُطلق سراحه من غزة في الأول من فبراير.

اقرأ المزيد عن