إسرائيل في حالة حرب - اليوم 562

بحث

باحثان فلسطيني ويهودي يعملان على تطوير اختبار جديد لفيروس كورونا

معهد أبحاث في الولايات المتحدة يعمل على تطوير فحص منزلي وبسيط للغاية للكشف عن كورونا، في مشروع يشارك فيه باحث يهودي وآخر فلسطيني، اللذان تربطهما علاقة صداقة خارج نطاق العمل أيضا

McGovern Institute for Brain Research at MIT/ Photo by Caitlin Cunningham Photography
McGovern Institute for Brain Research at MIT/ Photo by Caitlin Cunningham Photography

وجدنا شيئا إيجابيا في جائحة كورونا: باحثون من خلفيات ثقافية متنوعة يتعاونون بهدف مواجهة الوباء – بإمكان جوناثان غوتنبرغ، وهو يهودي أمريكي، وعمر أبو دية، وهو فلسطيني أمريكي، أن يشهدا على ذلك. يعمل كل من غوتنبرغ وأبو دية في معهد “ماكغفرن” لأبحاث الدماغ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهما يتعاونان مع المختبر في معهد “برود”  للبروفسور فنغ تشانغ، الذي أصدر بروتوكولا لأداة فحص منزلي لكورونا في 8 مايو.

وقال غوتنبرغ في محادثة أجريت معه عبر تطبيق “زوم” مع أعضاء مختبر تشانغ و”زمان يسرائيل”: “أعتقد أن هذا مؤشر على الطرق العديدة التي يمكن للعلم من خلالها تجاوز الحدود الثقافية”.

العالمان، اللذان نشأ كلاهما في الولايات المتحدة، يعملان معا في السنوات الخمس الأخيرة. يعطي أبو دية أهمية كبيرة لاختلاف الخلفية الثقافية في أهمية كفاءتهما المشتركة. تشمل الإنجازات تطوير طريقة للكشف الفيروسي، المعروفة بإسم “شيرلوك”، أو “specific high-sensitivity enzymatic reporter unlocking”.

بمساعدة شيرلوك، عمل الاثنان مع فريق الباحثين في المختبر على أداة الفحص، وقارنوه باختبار الحمل. يمكن أن يستخدم الاختبار رقعة أنفية (NP) أو عينة لعاب للتأكد ما إذا كان الشخص مصابا بالكورونا، ويقول أبو دية: “هدفنا الرئيسي هو تبسيط الفحص المنزلي قدر الإمكان”.

بدأ المختبر العمل على الاختبار في أوائل ديسمبر أو يناير، وفقا لجوليا جونغ، أحدى الباحثات، وأصدر بروتوكول النسخة الأولى في 14 فبراير. منذ ذلك الحين، يعمل الباحثون في المختبر على إصدار ثان، كما تقول جونغ، على الرغم من أن الفحص لم يخضع بعد لمراجعة زملاء ولم تتم الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

وتقول جونغ : “أعتقد أن نسختنا الحالية، المسودة في الواقع، ليست سوى بداية الأشياء التي يمكننا تحقيقها”، وتضيف: “إنه أمر رائع، إننا نحظى بالكثير من الاهتمام، ولكن يتعين علينا بذل المزيد من الجهد أكثر من أي وقت مضى للدخول إلى مختبرات طبية غير معقدة، وفي النهاية إلى المنازل. لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به قبل أن نصل إلى هدفنا النهائي، وهو الاختبارات المنزلية”.

يقول أبو دية إن الاختبار، بشكل عام، هو عنصر حاسم في التعامل مع فيروس كورونا، ووصفه بأنه “الأداة الرئيسية التي تسمح بتحديد حالات تفشي جديدة قبل أن تصبح موجة ثانية”. إنه هدف فوري في الطريق إلى الهدف النهائي – اللقاح.

ويشير أبو دية إلى التوصية بإجراء ما بين نصف مليون ومليون فحص يوميا، قبل أن يتم إعادة فتح أماكن العمل والعودة إلى الروتين واللقاءات الاجتماعية. في غضون ستة إلى ثمانية أسابيع فقط، سيتم إجراء 7 ملايين اختبار فقط في الولايات المتحدة “لا يزال أمامنا طريق طويل لنقطعه قبل أن نصل إلى هذه القدرة”، كما يقول، ويضيف “يتطلب ذلك أساليب جديدة، وتقنيات جديدة، والتحرر من الاعتماد على المعامل المركزية “.

جوناثان غوتبنرغ (يمين) وعمر أبو دية (يسار) ، باحثان في معهد ’ماكغفرن’ لأبحاث الدماغ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (McGovern Institute for Brain Research at MIT/ Photo by Caitlin Cunningham Photography)

تستخدم مختبرات تشانغ تقنية تُدعى “كريسبر” – “clustered regularly interspaced short palindromic repeats” – التي تعتمد على إنزيم يُسمى Cas9. في الاختبار، يتم تفكيك عينات من اللعاب لتوليد الحمض النووي الريوزبي الفيروسي، الذي يتم تسخينه إلى 60 درجة مئوية مع ظهور النتائج على شريط. يسعى المختبر إلى ظهور نتائج الاختبار في غضون ساعة.

يمكن أن يكشف الاختبار عن ما يصل إلى 100 جزيء من البنية الجينية للفيروس، ولقد نجح في تحديد 12 حالة إيجابية و 5 حالات سلبية بناء على أخذ عينات من الأنف، ونجح بالكشف عن فيروس كورونا في 11 من 12 نسخة من الحالات الإيجابية.

تنشر مختبرات تشانغ النتائج والمعلومات على موقعها على الإنترنت، STOPCovid.science، حيث تتلقى تعليقات من أعضاء المجتمع العلمي ومن الجمهور. في هذه الأثناء، يتم إرسال أطقم اختبار وكواشف ( مواد كيميائية تستخدم للتفاعل الكيميائي) إلى شركاء من حول العالم، من جامعة “ييل”، عبر سياتل وصولا إلى تايلاند، على أمل زيادة عدد المرضى الذين يتم إجراء الاختبار لهم.

في حديث مع “زمان يسرائيل”، قال فريق الباحثين في المختبرات إنهم قاموا بإرسال 18 طقم اختبار، وسيتم إرسال 70 طقم آخر قريبا، وقال غوتنبرغ “يمكنك أن ترى ذلك يحدث في جميع أنحاء العالم، الناس تعمل معا، والعلوم تعمل معا، هناك تعاون أكبر”.

إنجاز هام

يميز العاملون في مختبرات تشانع بين تقنيتهم وبين البروتوكول الأقدم، تفاعل البوليمراز المتسلسل (PCR)، الذي تم استخدامه لفحوصات الكورونا الأولى من قبل كل من منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. ويقول غوتنبرغ إن اختبار مختبرات تشانغ أرخص وأسرع.

لتطوير النسخة الحالية من الاختبار، استبدل باحثو المختبر بروتين Cas من الإصدار السابق. يستخدم الإصدار الحالي ألفة حمضية، وهي بكتيريا عصرية التي توجد عادة في العصائر الفاسدة ومشروبات الفاكهة.

وناثان غوتبنرغ وعمر أبو دية، باحثان في معهد ’ماكغفرن’ لأبحاث الدماغ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، في مكالمة مع زملائهما. (McGovern Institute for Brain Research at MIT/ Photo by Caitlin Cunningham Photography)

يستخدم الاختبار أيضا المكمل الكيميائي “تاورين”، والذي يمكن العثور عليه في بعض مشروبات الطاقة. “أود أن أقول أن الاختبار يتضمن انجازين هامين، مع الكثير والكثير من الجهود للكشف على الأخطاء وإصلاحها”.

لحسن الحظ، المعرفة بين غوتنبرغ وأبو دية تعود إلى اللقب الأول، عندما التقيا في عامهما الأخير في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وظلا على اتصال بعد التخرج، وبعد أن توجه أبو دية إلى كلية الطب  وبدأ بعد ذلك دراسته للحصول على درجة الدكتوراه، بدأ كلاهما في العمل معا في مختبرات تشانغ.

على مر السنين، تعرف الاثنان على بعضهما البعض، وعلى تقاليد وعادات الآخر. يقول غوتنبرغ: “لقد استضافتني كثير على موائد الإفطار خلال شهر رمضان، وعمر يحب حقا ’اللاتكيس’ (بان كيك البطاطس). إنها طريقة رائعة تسمح للناس بالحصول على علاقة صحية في العلوم، خاصة الآن. يمكنك أن ترى كيف يتحد العالم كله لجعل العالم مكانا أفضل”.

اقرأ المزيد عن