إسرائيل في حالة حرب - اليوم 475

بحث

انفجارات تهز بيروت وقصف إسرائيلي يستهدف مجموعة مالية تساعد في تمويل حزب الله

مواطنون لبنانيون في معاقل حزب الله يبحثون عن مأوى بعد قصف إسرائيلي لمنظمة القرض الحسن، وهي بنك غير مرخص متهم بمساعدة حزب الله في نقل الأموال

الدخان يتصاعد في اعقاب غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت، لبنان، 20 أكتوبر 2024. (AP/Hussein Malla)
الدخان يتصاعد في اعقاب غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت، لبنان، 20 أكتوبر 2024. (AP/Hussein Malla)

استهدفت غارات جوية إسرائيلية فروعا لجمعية تعمل على تمويل حزب الله في وقت متأخر من مساء الأحد وصباح الاثنين، حسب ما ذكرت وسائل إعلام رسمية لبنانية، في حين بدا أن إسرائيل توسع حملتها ضد الحركة المدعومة من إيران وتقوض قدرتها على تمويل العمليات.

وأفادت تقارير عن وقوع ما لا يقل عن 11 غارة في الضاحية الجنوبية لبيروت، مع وقوع المزيد من الهجمات على معاقل حزب الله في جنوب لبنان ومنطقة البقاع الشمالية الشرقية، بينما كان المدنيون المذعورون يبحثون عن مأوى.

واستهدفت معظم الضربات فروع بنك القرض الحسن، وهو بنك غير مرخص يعمل في السوق الرمادية ويعتبر أحد المصادر الرئيسية للنقد لدى الحزب.

وقالت إسرائيل في وقت سابق من المساء إنها تشن حملة ضد شبكات تمويل حزب الله، محذرة المدنيين اللبنانيين من الاقتراب من أي منشأة تابعة للقرض الحسن.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري مساء الأحد، قبل وقت قصير من بدء الغارات الجوية، “سنضرب العديد من المواقع في الساعات القادمة، والمزيد من المواقع خلال الليل. وفي الأيام القادمة، سنكشف كيف تمول إيران أنشطة حزب الله الإرهابية باستخدام المؤسسات والجمعيات المدنية كغطاء”.

ونزح المئات من سكان بيروت من منازلهم مع تردد صدى الانفجارات في أنحاء العاصمة اللبنانية، بما في ذلك بالقرب من مطار بيروت الدولي، المتاخم للضاحية الجنوبية لبيروت المعروفة باسم الضاحية حيث يتمركز حزب الله إلى حد كبير.

النيران والدخان بالقرب من مطار بيروت بعد غارة جوية إسرائيلية على الضاحية في لبنان، 20 أكتوبر 2024. (AP/Hussein Malla)

وقال شهود لرويترز إن سحبا كثيفة من الدخان الأسود تصاعدت الهواء بعد وقوع ما لا يقل عن عشرة انفجارات. كما قال شهود تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم إن مبنى يقع في حي الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت تدمر وأن الناس القليلين في المنطقة فروا قبل الانفجار، مما أسفر عن عدم وقوع إصابات.

وأظهر مقطع فيديو غير مؤكد على الإنترنت انهيار مبنى متعدد الطوابق بعد تعرضه لضربة جوية.

وقال شهود إن حشودا من السكان المذعورين نزلوا إلى الشوارع وتسببوا في تعطل المرور في بعض أجزاء بيروت في ظل محاولتهم الوصول إلى أحياء يُعتقد أنها أكثر أمنا.

يملك “القرض الحسن”، الذي فرضت عليه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات، أكثر من 30 فرعا في مختلف أنحاء لبنان، بما في ذلك 15 فرعا في مناطق مكتظة بالسكان في وسط بيروت وضواحيها.

ولم يصدر بيان بعد عن جمعية القرض الحسن أو حزب الله أو الحكومة اللبنانية.

:وعند سؤال صحفيين لمسؤول كبير بالمخابرات الإسرائيلية عما إذا كانت الفروع تعد أهدافا عسكرية، قال “غرض هذا الهجوم هو إحباط قدرة الأداة الاقتصادية لحزب الله خلال الحرب، بل وبعدها أيضا، على إعادة بناء المنظمة وإعادة تسليحها… في اليوم التالي”.

الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت قرية الخيام الحدودية في جنوب لبنان في 20 أكتوبر 2024. (AFP)

وجاءت الغارات بعد أن قالت إسرائيل إنها قصفت عشرات الأهداف في غارات جوية على لبنان في وقت سابق من الأحد، فيما أعلن حزب الله عن إطلاق العديد من الصواريخ عبر الحدود واشتباكات مع القوات البرية الإسرائيلية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 200 صاروخ أطلق على إسرائيل خلال يوم الأحد، مما تسبب في أضرار ولكن دون وقوع إصابات.

كما استهدفت طائرات مسيّرة إسرائيل، أطلقت على ما يبدو من العراق يوم الأحد وصباح الاثنين. وقال الجيش الإسرائيلي إنه أسقط طائرة مسيّرة قادمة “من الشرق” فوق سوريا. كما أسقطت طائرة مسيّرة ثانية أعلنت ميليشيات مدعومة من إيران في العراق مسؤوليتها عن إطلاقها، بعد عبورها إلى إسرائيل وإطلاقها صفارات الإنذار في مستوطنتين في شمال غور الأردن بالضفة الغربية.

وأضاف الجيش أن نحو 70 قذيفة أطلقت من لبنان على إسرائيل الأحد خلال دقائق، مضيفا أنه اعترض بعضها.

وتسبب سقوط الصواريخ في اندلاع حرائق في كثير من الحالات، بما في ذلك حريق كبير بالقرب من روش بينا، في منطقة صفد.

حريق اندلع نتيجة صواريخ أطلقت من لبنان بالقرب من بلدة روش بينا شمال إسرائيل، 20 أكتوبر 2024. (Ayal Margolin/Flash90)

وأعلن حزب الله أيضا مسؤوليته عن هجوم على حيفا. وأظهرت صور بثتها وكالة فرانس برس أعمدة من الدخان فوق ميناء حيفا بينما اعترضت الدفاعات الجوية الصواريخ وانطلقت صفارات الإنذار.

وقالت خدمة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية أن شظايا صاروخ اعتراضي سقطت على مبنى سكني في الجزء الغربي من حيفا، مما تسبب في بعض الأضرار في المبنى المكون من طابقين، ولكن لم تقع إصابات.

وفي جنوب لبنان، قالت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) إن “جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي هدمت عمداً برج مراقبة وسياجاً محيطاً بموقع للأمم المتحدة”.

وزعمت قوات حفظ السلام مرارا وتكرارا استهدافاها من قبل القوات الإسرائيلية، وهو ما رفضته إسرائيل، التي تقول إن على قوات حفظ السلام الإخلاء لتجنب الوقوع في مرمى النيران.

وفي زيارة إلى شمال إسرائيل يوم الأحد، قال وزير الدفاع يوآف غالانت لقوات الفرقة 98 في الجيش الإسرائيلي إن الجيش يكثف ضرباته على حزب الله في لبنان، ويدمر الأماكن التي خططت الحركة لاستخدامها كمنصات لإطلاق هجمات ضد إسرائيل.

هجوم صاروخي من لبنان في بلدة كتسرين الشمالية في مرتفعات الجولان في 20 أكتوبر 2024. (Michael Giladi/Flash90)

وفي وقت سابق الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب “مركز قيادة ومقر استخبارات حزب الله” ومنشأة أسلحة تحت الأرض في جنوب بيروت.

وقال الجيش الأحد إن غاراته في جنوب لبنان أسفرت عن مقتل أكثر من 65 عنصرا من حزب الله، بينهم عدد من الشخصيات البارزة.

وفي وقت لاحق، أعلن الجيش ليل السبت عن قصف مخازن أسلحة و”مقر استخبارات لحزب الله” في المنطقة.

وفي غضون ذلك، أعلن حزب الله إسقاط طائرة إسرائيلية مسيّرة من طراز هيرمس 450 الأحد، دون أن يحدد مكان سقوطها. ولم يصدر أي تعليق من جانب الجيش الإسرائيلي.

وبعد قرابة عام من الهجمات عبر الحدود، شنت إسرائيل هجوما كبيرا ضد حزب الله في سبتمبر كان له عواقب كارثية على المجموعة، حيث أدى إلى تدمير قيادتها وشل الكثير من قدراتها.

ويهدف الهجوم إلى تهيئة الظروف للسماح لعشرات الآلاف من سكان شمال إسرائيل بالعودة إلى منازلهم بأمان، بعد أن بدأ حزب الله في شن هجمات عبر الحدود في 8 أكتوبر 2023 دعماً لحركة حماس في غزة.

وقد أسفرت الهجمات على شمال إسرائيل خلال العام الماضي عن مقتل 29 مدنيا. فضلا عن مقتل 43 جنديا وجندي احتياطي في الإشتباكات عبر الحدود وفي العملية البرية التي شنتها إسرائيل في جنوب لبنان في أواخر سبتمبر.

صورة التقطت من مدينة صور في جنوب لبنان تظهر صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه إسرائيل في 17 أكتوبر 2024. (Kawnat HAJU / AFP)

وقُتل جنديان في هجوم بطائرة مسيّرة أطلقت من العراق، كما وقعت عدة هجمات من سوريا، دون وقوع إصابات.

منذ اندلاعها الشهر الماضي، أسفرت الحرب بين إسرائيل وحزب الله عن مقتل 1470 شخصا على الأقل في لبنان، وفقا لإحصاء أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام وزارة الصحة اللبنانية. ويُعتقد أن العديد منهم من عناصر حزب الله.

وقد أعلن حزب الله عن مقتل 516 عنصرا من أعضائه على يد إسرائيل خلال المناوشات الجارية، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. كما قُتل 94 عنصرا آخر من جماعات مسلحة أخرى وجندي لبناني وعشرات المدنيين.

لم يتم تحديث هذه الأرقام بشكل مستمر منذ بدأت إسرائيل هجوما جديدا ضد حزب الله في سبتمبر، لكن الجيش الإسرائيلي يقدر أن أكثر من 1500 من عناصر حزب الله قتلوا في الصراع.

اقرأ المزيد عن