إسرائيل في حالة حرب - اليوم 625

بحث

انطلاق محادثات الرهائن في الدوحة، لكن إصرار نتنياهو على رفض إنهاء الحرب يحد من التفاؤل

ويتكوف أجرى مكالمة استمرت ساعتين مع نتنياهو دون تحقيق اختراق؛ يتوقع تعزيز الضغط الأمريكي على الطرفين في غضون 48 ساعة؛ حماس تظهر مرونة بشأن نزع السلاح

أقارب وأنصار رهائن غزة يطالبون بتدخل أمريكي للإفراج عنهم خلال مظاهرة أمام المكتب الفرعي للسفارة الأمريكية في تل أبيب، 13 مايو 2025. (Jack Guez/AFP)
أقارب وأنصار رهائن غزة يطالبون بتدخل أمريكي للإفراج عنهم خلال مظاهرة أمام المكتب الفرعي للسفارة الأمريكية في تل أبيب، 13 مايو 2025. (Jack Guez/AFP)

انطلقت مفاوضات الرهائن في الدوحة يوم الأربعاء بزخم متجدد وتفاؤل حذر من قبل الوسطاء الأمريكيين عقب إفراج حماس عن الرهينة الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، ولكن أكد مسؤولان إسرائيليا وعربيا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل أن إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على عدم الالتزام بإنهاء الحرب في غزة يقوّض بشدة فرص التوصل إلى اتفاق.

مع ذلك، يواصل المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الضغط على كل من إسرائيل وحماس للتوصل إلى تسوية، وسيبقى منخرطا على الأقل حتى نهاية زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة يوم الجمعة، وفقا للمسؤول الإسرائيلي. وأضاف أن المحادثات قد تُمدد إذا ظلت موضوعية لكنها تحتاج إلى وقت إضافي.

من جهتها، تعهدت إسرائيل بشن عملية عسكرية واسعة جديدة لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل إذا لم توافق حماس على ما يسمى “مقترح ويتكوف” قبل نهاية زيارة ترامب. وينص المقترح على إطلاق سراح ما يصل إلى نصف الرهائن الأحياء مقابل وقف لإطلاق النار لعدة أسابيع، تتعهد خلاله إسرائيل بالدخول في مفاوضات بشأن إنهاء الحرب، دون التزام مسبق بذلك.

لكن حماس رفضت هذا الإطار، مطالبة بضمانات لإنهاء الحرب قبل الإفراج عن مزيد من الرهائن، مشيرة إلى رفض إسرائيل الدخول في مفاوضات بشأن وقف دائم لإطلاق النار في وقت سابق هذا العام رغم تعهدها بذلك ضمن هدنة يناير التي انهارت بعد مرحلتها الأولى في شهر مارس.

وقد اقترحت الحركة إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب، لكن نتنياهو رفض ذلك، معتبرا أن هذا الاتفاق سيُبقي حماس في الحكم. ومع أن استطلاعات متعددة أظهرت دعم غالبية الإسرائيليين لهذا النوع من الاتفاق، إلا أن نتنياهو يواجه أيضًا تهديدات من شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف الذين توعدوا بإسقاط حكومته إذا أنهى الحرب مقابل الإقراج عن الرهائن الـ58 المتبقين — ويُعتقد أن بين 20 إلى 23 منهم ما زالوا أحياء.

وبينما لا يزال نتنياهو متمسكا بـ”مقترح ويتكوف” الذي طرح في وقت سابق من العام، قال المسؤول الإسرائيلي إن المبعوث الأمريكي بات يدفع بإطار جديد يشمل إنهاء الحرب بشكل دائم، مع إزالة حماس من السلطة في غزة.

مبعوث البيت الأبيض الخاص ستيف ويتكوف يتحدث مع الصحفيين بعد مراسم توقيع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في الديوان الأميري بالدوحة، قطر، 14 مايو 2025. (AP Photo/Alex Brandon)

عقد ويتكوف مكالمة هاتفية استمرت لأكثر من ساعتين مع نتنياهو يوم الأربعاء، حاول خلالها دفعه نحو الإطار الجديد، لكنه لم يحقق تقدما يُذكر، بحسب المسؤول الإسرائيلي.

وقال المسؤول العربي إن حماس أبدت استعدادا لإبداء مرونة فيما يخص نزع السلاح إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب قواتها من غزة. وسبق أن أعربت الحركة عن استعدادها لنقل السلطة إلى لجنة مستقلة من التكنوقراط الفلسطينيين.

كما يضغط الوسطاء المصريون والقطريون على حماس لقبول وقف إطلاق نار أولي يمتد لأشهر عدة — أطول من فترة الـ45 يوما التي قال نتنياهو إن إسرائيل مستعدة لقبولها — على أن يتضمن ذلك ضمانات من الوسطاء بأنهم سيكفلون بقاء إسرائيل على طاولة المفاوضات خلال تلك الفترة لصياغة شروط إنهاء دائم للحرب، وعدم استئناف القتال في الأثناء، بحسب المسؤول العربي.

وأكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري هذا التوجه، قائلاً لصحيفة “العربي الجديد” المحلية إن هدف الوسطاء الحالي هو التوصل إلى هدنة أولية أطول من تلك التي استمرت ستة أسابيع مطلع هذا العام، وتوفر فرصة للتوصل إلى اتفاقات إضافية بين الطرفين.

وأضاف الأنصاري: “لا تزال هناك تحديات، لكن زيارة الرئيس ترامب أعطت زخماً للمفاوضات”.

وأوضح أن المحادثات الجديدة في الدوحة تدور حول مقترح مدعوم من الولايت المتحدة لوقف إطلاق نار ممتد، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين، ومفاوضات حول مستقبل قطاع غزة.

في وقت لاحق الأربعاء، صرّح رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لشبكة CNN بأن الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة هذا الأسبوع تشير إلى أن إسرائيل ليست مهتمة بالتفاوض على وقف لإطلاق النار.

أقارب وأنصار الرهائن المحتجزين في غزة يطالبون بتدخل أمريكي للإفراج عنهم خلال مظاهرة أمام المكتب الفرعي للسفارة الأمريكية في تل أبيب، 13 مايو 2025. (Tomer Neuberg/Flash90)

وشهد يوم الأربعاء في الدوحة اجتماعا مطولا بين ويتكوف وكبار المفاوضين القطريين بحضور عدد من عائلات الرهائن، وذكرت قناة الجزيرة أن اللقاء استمر حوالي ساعتين ونصف.

وكان ويتكوف قد وصل إلى الدوحة برفقة ترامب، الذي جعلها المحطة الثانية في جولة تشمل ثلاث دول، بدأت في السعودية يوم الإثنين وتنتهي في الإمارات يوم الجمعة.

في هذه الأثناء، نفى مصدر أمريكي تقريرًا في وسائل إعلام عربية أفاد بأن ويتكوف التقى مباشرة بمسؤولين كبار في حركة حماس.

ورغم عدم إحراز تقدم كبير حتى مساء الأربعاء، أكد المسؤولان الإسرائيلي والعربي أن الضغط الأمريكي سيتصاعد خلال الـ48 ساعة المقبلة.

ولا يزال فريق التفاوض الإسرائيلي المؤلف من نائب رئيس الشاباك السابق، ومستشار نتنياهو الدبلوماسي أوفير فالك، ومنسق ملف الرهائن في الحكومة غال هيرش، في الدوحة لمتابعة المفاوضات، رغم أن المسؤول الإسرائيلي قال إن صلاحيات الوفد محدودة. وأضاف أن ويتكوف أدرك ذلك، ولهذا اختار الاتصال بنتنياهو مباشرة يوم الأربعاء.

وخلال لقاء ويتكوف مع عائلات الرهائن في تل أبيب يوم الثلاثاء، طرح أحد المشاركين عليه سؤال حول سبب عدم ضغط الولايات المتحدة على نتنياهو لإنهاء الحرب، ورد ويتكوف بأن إسرائيل “دولة ذات سيادة” وأن واشنطن “لن تُجبرها على اتخاذ مثل هذا القرار”.

المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف والمبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بوهلر (وسط الصورة) يلتقيان بأقارب الرهائن المحتجزين في غزة، في تل أبيب، 13 مايو 2025. (Paulina Patimer / Hostages Families Forum)

ونقلت القناة 12 عن مسؤول إسرائيلي رفيع مطّلع على محادثات الرهائن قوله إن “الأمريكيين يتبعون نهج ‘خذوه أو اتركوه، أو سنرحل’. إنهم مصممون، ومن لا يتماشى معهم سيخسر الكثير”.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن إسرائيل تأمل في أن تتضح قريبًا نتائج الغارة التي نفذتها يوم الثلاثاء واستهدفت قائد حماس في غزة، محمد السنوار، والذي تعتبره عقبة أمام التوصل إلى نوع الاتفاقات التي تسعى إليها، معربًا عن أمله في أن يؤدي القضاء عليه إلى تحويل ميزان القوة نحو قيادة حماس في الخارج.

وقال المسؤول العربي إنه إذا تم تأكيد مقتل السنوار، فإن الوسطاء يأملون في أن توافق إسرائيل على تأجيل عمليتها العسكرية، لمنح حماس الوقت لإعادة تنظيم صفوفها وتحديد هيكلها القيادي لصنع القرار.

ساهمت نوريت يوحنان في إعداد هذا التقرير

اقرأ المزيد عن