إسرائيل في حالة حرب - اليوم 350

بحث

انضمام المئات إلى العدد المتزايد من جنود الاحتياط الذين أوقفوا الخدمة التطوعية احتجاجا على الإصلاح القضائي

الجيش الإسرائيلي يقول إنه يحافظ على مستوى الكفاءة حتى الآن، لكنه يتوقع انضمام المزيد من جنود الاحتياط، بمن فيهم الطيارون، إلى التهديدات؛ هاليفي: دعوات رفض الخدمة تضر بالجيش

جنود احتياط إسرائيليون يوقعون إعلان رفض الحضور للخدمة، للاحتجاج على خطط حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإصلاح النظام القضائي، في تل أبيب، 19 يوليو 2023 (AP Photo / Ohad Zwigenberg)
جنود احتياط إسرائيليون يوقعون إعلان رفض الحضور للخدمة، للاحتجاج على خطط حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإصلاح النظام القضائي، في تل أبيب، 19 يوليو 2023 (AP Photo / Ohad Zwigenberg)

وقع مئات من جنود الاحتياط بيانا بالقرب من المقر العسكري في تل أبيب يوم الأربعاء، أعلنوا فيه أنهم لن يحضروا بعد الآن للخدمة الاحتياطية التطوعية احتجاجًا على تقدم الحكومة بخططها لإصلاح النظام القضائي.

يوم الأربعاء أيضا، أعلن حوالي 300 من جنود الاحتياط في الفيلق الطبي للجيش الإسرائيلي عن تعليق الخدمة الاحتياطية الطوعية احتجاجا على الإصلاح القضائي، بعد يوم من إعلان 161 ضابط احتياط في القوات الجوية أنهم لن يتطوعوا بعد الآن.

وكانت هذه آخر إعلانات تتسبب بموجات صدمة للجيش، الذي يكافح لمواجهة العدد المتزايد من قوات الاحتياط الذين يتركون الخدمة التطوعية للاحتجاج على الإصلاح، بينما يحذر مسؤولو الدفاع من أن الظاهرة المتنامية قد تؤثر على الاستعداد الوطني.

ودعت جماعة “الإخوة في السلاح” الاحتجاجية الآلاف من أعضائها الأربعاء للتجمع في متحف تل أبيب، بالقرب من مقر الجيش الإسرائيلي، لتوقيع إعلان يلتزم بوقف التطوع في الخدمة الاحتياطية، بدعوى أن خطط الحكومة تحول البلاد إلى “ديكتاتورية”.

ولم يتضح عدد جنود الاحتياط الذين وقعوا على الإعلان، لكن شوهد حوالي ألف شخص في الموقع ينتظرون التوقيع.

وخارج قاعدة “تل هشومير” العسكرية في رمات غان، عقد ممثلو الأطباء والمسعفين وغيرهم من عناصر الفيلق الطبي في الجيش الإسرائيلي مؤتمرا صحفيا لعرض رسائل سيقدموها في وقت لاحق لرئيس الفيلق الطبي في الجيش الإسرائيلي، الجنرال البروفيسور إيلون غلاسبيرغ، حيث يقولون إنهم لن يحضروا بعد الآن للخدمة الاحتياطية التطوعية.

“يصادف هذا العام 30 عاما من خدمتي القتالية كمقاتل وطبيب قتالي، لكنني لن أخدم أبدا في نظام غير ديمقراطي. لم أرد إنهاء خدمتي العسكرية بهذا الشكل، لكن الحكومة فرضت عليّ هذا القرار”، نقلت صحيفة “هآرتس” عن الدكتور أور غورين، مدير غرفة العمليات في مستشفى إيخيلوف، قوله في المؤتمر الصحفي.

في غضون ذلك، أعلن عميدان من قوات الاحتياط بسلاح الجو الأربعاء أنهما سينهيان أيضا الخدمة الاحتياطية التطوعية احتجاجًا على الإصلاح، ليرتفع عدد جنود الاحتياط المحتجين بهذه الرتبة إلى أربعة.

جنود احتياط في الجيش الإسرائيلي يوقعون إعلانا عن إنهاء الخدمة الاحتياطية التطوعية، خارج مقر الجيش الإسرائيلي وبالقرب من متحف تل أبيب، في تل أبيب، 19 يوليو 2023 (Chaim Goldberg / Flash90)

“لن أستمر في التطوع في ظل نظام يغير الاتفاق الأساسي بين المواطنين والدولة من جانب واحد”، قال العميد (احتياط) شيلي غوتمان، القائد السابق لقاعدة “حتسريم” الجوية، في رسالة إلى قائد سلاح الجو الميجر جنرال تومر بار. وكان الضابط الآخر هو العميد (احتياط) أمنون عين دار، الرئيس السابق لقسم الطيران في سلاح الجو.

وقد هزت الاحتجاجات ضد الإصلاح القضائي الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة، حيث انضم جنود الاحتياط من عشرات الوحدات إلى تهديدات بوقف الخدمة التطوعية.

وتصاعدت التهديدات في الأيام الأخيرة مع مضي الحكومة قدما في مشروع قانون يقيد استخدام ما يسمى باختبار “المعقولية” القضائي، وهو جزء من خطتها المثيرة للجدل لإصلاح النظام القضائي.

وحذر مسؤولو دفاع وسياسيون من كافة الأطياف السياسية من أن الرفض الجماعي للخدمة قد يجعل إسرائيل أكثر عرضة للتهديدات الخارجية.

يوم الأربعاء، أصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي نداءً جديدًا لجنود الاحتياط الذين يخططون أو أعلنوا بالفعل عن وقف الخدمة الاحتياطية التطوعية احتجاجًا على الإصلاح.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي (يسار) ورئيس سلاح الجو تومر بار (وسط) يتحدثان مع ضابطين في قاعدة “تل نوف” الجوية، 19 يوليو 2023 (Israel Defense Forces)

“في هذه الأيام، يتعامل الجيش الإسرائيلي مع الحفاظ على الكفاءة والتماسك، حتى عندما يكون هناك توتر بينهما”، قال رئيس الأركان هاليفي خلال زيارة لقاعدة “تل نوف” الجوية.

“الجيش الإسرائيلي يقوم على نظام الاحتياط منذ إنشائه. هؤلاء هم أفضل الناس… ونحن نعتز بهم. لولاهم ما كان نموذج جيش الشعب ليصمد 75 عاما”، قال هاليفي.

وأضاف: “الدعوات إلى عدم الحضور [للخدمة] تضر بالجيش الإسرائيلي”.

وقال الجيش إن هناك عدة مئات من جنود الاحتياط الذين أعلنوا أنهم لن يحضروا بعد الآن للخدمة الاحتياطية التطوعية احتجاجًا على الإصلاح القضائي.

وأضاف أنه لا يزال يحافظ على كفاءته في هذه المرحلة، لكنه يتوقع أن يعلن المزيد من جنود الاحتياط، بمن فيهم الطيارون، عن خطوات مماثلة. وغالبية جنود الاحتياط الذين قالوا إنهم لن يحضروا للخدمة التطوعية هم جزء من سلاح الجو، على الرغم من أنهم ليسوا جميعًا طيارين، وفقًا للجيش الإسرائيلي.

ويجري مسؤولو الجيش باستمرار تقييمات للوضع الحالي، تركز في الغالب على “التماسك” أو الوحدة داخل الجيش، والتي من المتوقع أن تتضرر جراء الاحتجاجات.

ملف: طيارو سلاح الجو الإسرائيلي يسيرون إلى طائرتهم خلال تمرين “العلم الأزرق” الدولي في قاعدة “عوفدا” الجوية في جنوب إسرائيل، 24 أكتوبر 2021 (Olivier Fitoussi / Flash90)

وعقب اجتماع طارئ يوم الأحد، ورد أن وزير الدفاع يوآف غالانت وهاليفي اتفقا على نقل المخاوف بشأن التأثير السلبي المحتمل على الاستعداد العسكري إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأكدت وزارة الدفاع الأربعاء أن غالانت وهاليفي التقيا نتنياهو هذا الأسبوع وسط التهديدات المتنامية من جنود الاحتياط، من أجل إطلاع رئيس الوزراء على “تقييم الوضع الأمني وكفاءة الجيش الإسرائيلي”. ولم تقدم الوزارة مزيدًا من التفاصيل بشأن الاجتماع أو موعد انعقاده.

وعلى عكس معظم جنود الاحتياط الذين يتم استدعاؤهم للخدمة بأمر رسمي من الجيش الإسرائيلي، يتوقع من الطيارين والقوات الخاصة الأخرى بالقيام تدريبات وتنفيذ المهام بوتيرة أعلى وبطريقة طوعية بسبب طبيعة مناصبهم.

وقال الجيش إنه قد يؤدب، أو حتى يطرد، الجنود في الخدمة الفعلية الذين يرفضون الحضور للخدمة عندما يُطلب منهم ذلك، لكنه شدد على أنه لن يتم اتخاذ أي إجراء ضد جنود الاحتياط الذين يهددون فقط بعدم الحضور.

ومن غير الواضح ما هي الإجراءات التي سيتم اتخاذها ضد جنود الاحتياط الذين لا يحضرون للخدمة الطوعية. وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيتعامل مع كل قضية على حدة، بما في ذلك احتمال تعليق الخدمة، الفصل أو السجن.

وزير الدفاع يوآف غالانت (يسار) يلتقي برئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، في المقر العسكري في تل أبيب، 16 يناير 2023 (Ariel Hermoni / Defense Ministry)

حذر جنود الاحتياط – الذين يشكلون جزءا أساسيا من الأنشطة الروتينية للجيش، بما في ذلك الوحدات العليا – في الأشهر الأخيرة من أنهم لن يكونوا قادرين على الخدمة في إسرائيل غير ديمقراطية، والتي يرى البعض بأنها ستصبح كذلك إذا استمرت الحكومة في خطتها لإصلاح القضاء.

وبدأت الدعوات لرفض الحضور للخدمة الاحتياطية في وقت سابق من هذا العام، عندما تم الإعلان عن الإصلاح القضائي لأول مرة ومع تقدمه، وازداد عددها رغم إدانتها من قبل كبار السياسيين في كل من المعارضة والائتلاف. وتنامت التهديدات مرة أخرى في الأسابيع الأخيرة مع استئناف الحكومة التقدم ببعض عناصر الخطة، بعد إيقاف الدفعة التشريعية في مارس في أعقاب ضغوط من جنود الاحتياط على غالانت.

حذر غالانت علنا في أواخر مارس من أن الخلاف بشأن الإصلاح يتسبب في انقسامات في الجيش تشكل تهديدا ملموسا لأمن إسرائيل. ردا على هذا التحذير، أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإقالة غالانت، وهي خطوة أثارت احتجاجات واسعة في البلاد، مما دفع نتنياهو إلى تعليق التشريعات القضائية مؤقتا لمدة ثلاثة أشهر وسحب إقالة غالانت.

اقرأ المزيد عن