انخفاض حاد في نتائج الطلاب الإسرائيليين في الاختبارات الدولية للرياضيات والعلوم
وزارة التعليم تلقي باللوم على عمليات الإغلاق خلال جائحة كوفيد في نتائج اختبار TIMSS 2023 الكارثية، والتي شهدت تراجع البلاد 14 مركزا في الرياضيات وتسعة في العلوم
أظهر تقرير TIMSS 2023 الدولي الصادر يوم الأربعاء أن طلاب إسرائيل في عام 2023 سجلوا انخفاضًا كبيرا في درجات اختبارات الرياضيات والعلوم.
وبحسب البيانات، انخفض طلاب الصف الثامن الإسرائيليون 14 مركزا دوليا في نتائج الرياضيات في عام 2023، إلى المركز 23، وتسعة مراكز في نتائج العلوم، إلى المركز 25، مقارنة بفترة الاختبار السابقة في عام 2019.
وأظهر ملخص أصدرته وزارة التعليم أنه بين عامي 2019-2023، أظهر طلاب الصف الثامن الإسرائيلي “انخفاضًا حادًا” بمقدار 32 نقطة في المتوسط في نتائج الاختبارات في كل من الرياضيات والعلوم. وتستخدم دراسة TIMSS نظام نقاط يتراوح بين 400 نقطة (منخفضة)، و475 (متوسطة)، و550 (عالية)، و615 (متقدمة).
ولا تزال نقاط إسرائيل في عام 2023: 487 في الرياضيات و481 في العلوم – أعلى قليلا من المتوسط الذي يبلغ 478 في كلتا الفئتين. في عام 2019، سجلت إسرائيل 519 في الرياضيات و513 في العلوم، مقارنة بالمتوسطات العالمية البالغة 489 و490 على التوالي.
وفي عام 2023، تم تصنيف واحد من كل خمسة طلاب على أنه “أقل من الحد الأدنى” أو يواجه صعوبة في الرياضيات والعلوم، مقارنة بواحد من كل ثمانية في عام 2019، كما تم تصنيف واحد فقط من كل 13 على أنه متفوق في تلك المجالات، بينما تفوق واحد من كل سبعة في عام 2019.
وكان هناك تباين في النتائج بين الطلاب في المدارس الحكومية العلمانية والمدارس القومية الدينية، حيث حصل طلاب المدارس العلمانية على 516 درجة في الرياضيات و503 درجة في العلوم، وطلاب المدارس الدينية على 490 و474 درجة على التوالي.
وفي المتوسط، حصل الطلاب الذكور على 15 نقطة أعلى من الطالبات.
وأظهرت نتائج الدراسة أيضًا وجود فجوة كبيرة بين الطلاب الناطقين بالعبرية والطلاب الناطقين بالعربية في النظام المدرسي الإسرائيلي، حيث أظهر المتحدثون بالعبرية انخفاضًا بمقدار 26 نقطة في الرياضيات و29 نقطة في العلوم، بينما أظهر المتحدثون بالعربية انخفاضا بمقدار 56 و49 نقطة على التوالي.
وأجريت الاختبارات في عام 2023 قبل اندلاع الحرب في غزة والشمال في السابع من أكتوبر.
وأظهرت النتائج، التي تغطي فترة ما بعد كوفيد-19، انخفاضا عاما في درجات اختبارات الرياضيات والعلوم على مستوى العالم، وفقًا لتقرير TIMSS، على الرغم من أن الانخفاض لدى الطلاب الإسرائيليين كان أكثر حدة من معظم طلاب العالم.
وحاولت وزارة التعليم في بيان لها التقليل من خطورة النتائج، قائلة إنها “تبدو أنها تعكس اتجاها عالميا نحو تراجع الإنجازات في أعقاب أزمة كوفيد”، وأشارت إلى “انخفاض متوسط قدره 11-12 نقطة في الرياضيات والعلوم” بين الدول المشاركة.
وعزت الوزارة انخفاض إسرائيل إلى سلسلة الإغلاقات الممتدة بسبب كوفيد، والتي عطلت التعليم وتسببت في انتقال المدارس إلى التعلم عن بعد. وقالت الوزارة إن إسرائيل شهدت ما مجموعه 130 يوما من إغلاق المدارس أثناء كوفيد، مقارنة بدول مثل السويد (49 يوما) أو المملكة المتحدة (64 يوما)، وكلاهما أظهرا تحسنًا طفيفًا في درجات الرياضيات.
وقالت الوزارة إنها ستبدأ “برنامجا شاملا ومنهجيا” لمعالجة هذه القضية، بما في ذلك “تكييف مناهج الرياضيات مع المعايير الدولية” وزيادة ساعات التدريس في الفصول الدراسية للرياضيات والعلوم في المدارس الإعدادية.
وقالت منظمة “مانهيغيم”، وهي منظمة شاملة لمديري المدارس، في بيان لها إن النتائج “لم تكن مفاجئة”، مشيرة إلى نقص المعلمين المؤهلين في هذه المجالات.
في استطلاع حديث، قال 55% من مديري المدارس إنهم “فشلوا في توظيف طاقم تدريس كامل، وخاصة في اللغة الإنجليزية والعلوم والرياضيات”، بحسب منظمة “مانهيغيم”، التي حثت على تبني “هدف وطني” لإجراء “تغيير عميق في هيكل توظيف المعلمين ورواتبهم” من أجل تخفيف ما قالت إنه نقص في الآلاف من المعلمين.
وقالت البروفيسور ميخال تسيون من كلية التربية في جامعة بار إيلان لصحيفة “يسرائيل هيوم” الأربعاء إن هذا النوع من الاختبارات الدولية يتطلب مستويات عالية من قدرات القراءة والكتابة باللغة الإنجليزية، والمناهج الإسرائيلية لا تتوافق دائمًا مع المعايير الدولية.
وعلى الرغم من أن الدراسات الإنجليزية “تواجه مشكلة خطيرة” في إسرائيل، فإن الاختبارات مثل TIMSS ليست الكلمة الأخيرة، حيث يتفوق الطلاب الإسرائيليون في الدراسات الدولية حول التفكير الإبداعي والاستقصاء المفتوح، قالت تسيون، وأضافت “إسرائيل قوة تكنولوجية عالية… نحن بحاجة إلى الاستمرار على هذا المسار وضمان تفوق المعلمين من خلال زيادة رواتبهم بشكل كبير”.
وتُجرى دراسة الاتجاهات الدولية في الرياضيات والعلوم (TIMSS) كل أربع سنوات منذ عام 1995، وهي مشروع للرابطة الدولية لتقييم الإنجاز التعليمي (IEA) ومقرها كلية بوسطن. وقد شاركت إسرائيل في الدراسة منذ عام 1999.
وقد شارك في الدراسة نحو 300 ألف طالب وطالبة من 9 آلاف مدرسة في 43 دولة، منهم نحو 5200 طالب وطالبة إسرائيليين، لكن الاستطلاع لم يشمل طلاب المدارس الحريدية ومدارس القدس الشرقية.
وردا على سؤال عن عدم شمل هذه المجتمعات في الدراسة، قال مسؤول في وزارة التعليم لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن المدارس الحريدية والمدارس في القدس الشرقية لم تشارك في السنوات السابقة أيضًا، لكنه رفض التعليق أكثر.