“انتهاك للقواعد الدولية”: خريطة لأرض إسرائيل التوراتية تثير غضب الأردن
منشور من حساب إسرائيل بالعربية على X يظهر حدود المملكتين القديمتين إسرائيل ويهوذا، يثير تنديدات من الأردن والإمارات باعتبار أنه يقويض الحق الفلسطيني في دولة مستقلة
أثارت خريطة لأرض إسرائيل التوراتية، نشرها الحساب الرسمي الإسرائيلي باللغة العربية على منصة X في وقت سابق من هذا الأسبوع، إدانة من الأردن، الذي اتهم الحكومة الإسرائيلية بتشجيع “الصراع والعنف” المستمر في المنطقة.
وسلطت الخريطة التي نُشرت على حساب “إسرائيل بالعربية” يوم الاثنين الضوء على حدود المملكتين التاريخيتين لإسرائيل ويهوذا في عام 928 قبل الميلاد، والتي شملت جزءا مما هي اليوم الأردن وسوريا ولبنان، بالإضافة إلى المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وكُتب في النص المرافق للخريطة، والذي قدم ملخصا للانقسام بين إسرائيل ويهوذا”هل تعلم ان مملكة إسرائيل كانت قائمة منذ 3000 سنة؟”
وجاء في المنشور أيضا “هذا الانقسام أدى إلى صراعات سياسية على مر تاريخ شعب إسرائيل، واستمرت تأثيراته لمئات السنين”.
أضاف حساب “إسرائيل بالعربية”، “غير ان الشعب اليهودي في الشتات ظل يتطلع الى نهضة قواه وقدراته واعادة بناء دولته التي اعلن عنها في دولة اسرائيل في 1948 لتمسي الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”.
ورغم أن الصورة لم تشر إلى إسرائيل الحديثة أو أي من جيرانها، ولم يذكر النص سوى الدولة اليهودية الحديثة بشكل عابر، إلا أن وزارة الخارجية الأردنية أصدرت مع ذلك ردا لاذعا على الصورة التوضيحية يوم الثلاثاء، والتي زعمت أنها جاءت بعد اتجاه من التعليقات التحريضية التي يطلقها أعضاء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية.
هل تعلم ان مملكة إسرائيل كانت قائمة منذ 3000 سنة؟
أول ملك حكمها لمدة 40 عاما كان الملك شاؤول (1050–1010) ق. م. ثم تلاه الملك داود الذي حكمها 40 عاما تقريبا (1010-970 ) ق.م. وعقبه الملك سليمان الذي حكم ايضا لمدة 40 عاما في الفترة (970-931) ق.م.
دام حكم الملوك الثلاثة… pic.twitter.com/xK7jjORdOK
— إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) January 6, 2025
ودان البيان المنسوب إلى المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير د. سفيان القضاة الخريطة “بأشد العبارات”، قبل أن يتحول إلى ما قال إنها “تصريحات عنصرية لوزير المالية الاسرائيلي المتطرف [بتسلئيل سموتريتش] يدعو فيها لضم الضفة الغربية وإنشاء مستوطنات في قطاع غزة”.
وأكد القضاة على “رفض المملكة المطلق لهذه السياسات والتصريحات التحريضية والتي تستهدف إنكار حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس المحتلة”.
وأضاف أن “هذه الافعال لا تنال من الأردن ولا تنتقص من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”.
ودعا القضاة إلى إدانة دولية، وطالب الحكومة الإسرائيلية “بوقف هذه التصرفات التحريضية فوراً، ووقف التصريحات المستفزة التي يدلي بها مسؤولون إسرائيليون، والتي لا مكان لها إلا في اذهان المتطرفين، والتي تسهم في تأجيج الصراعات وتعد تهديداً للأمن والسلم الدوليين”.
وكثيراً ما أنكر الأردن أو قلل من أهمية التاريخ اليهودي في المنطقة، وعلى وجه الخصوص الارتباط اليهودي بالحرم القدسي (الذي يطلق عليه اليهود اسم جبل الهيكل) في القدس، والذي تديره جزئيا مؤسسة الأوقاف الأردنية.
وبموجب ترتيب الوضع الراهن القائم منذ عقود، يُسمح لليهود وغيرهم من غير المسلمين بزيارة الموقع الخاضع لتنظيمات مشددة – موطن الهيكلين اليهوديين التوراتيين ولكن الآن موقع المسجد الأقصى — ولكن لا يجوز الصلاة هناك. وتشكل هذه القضية مصدر خلاف، كما أن عمان تندد بانتظام بزيارات اليهود من اليمين المتدين الذين يؤيدون تغيير الوضع الراهن.
وفي عام 2019، ذهبت الحكومة الأردنية إلى حد تعليق إنتاج فيلم يصور الروابط التاريخية اليهودية بمدينة البتراء، حيث زعم المعارضون أنه قد يؤدي إلى مطالبات إقليمية إسرائيلية بالمملكة الهاشمية.
وفي أماكن أخرى بالمنطقة، أثار حساب “إسرائيل بالعربية” غضب الإمارات العربية المتحدة، التي قالت يوم الأربعاء إنها تعتبر الخريطة “إمعانا في تكريس الاحتلال وخرقا صارخا وانتهاكا للقوانين الدولية”
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية على ” رفض دولة الإمارات القاطع لجميع الممارسات الاستفزازية التي تستهدف تغيير الوضع القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة، ولكافة الإجراءات المخالفة لقرارات الشرعية الدولية، والتي تهدد بالمزيد من التصعيد الخطير والتوتر، وتعيق جهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”.
واختتمت كلمتها بدعوة الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية إلى ” دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدما، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”.
وأشارت إلى “أن بناء السلام في المنطقة هو السبيل لترسيخ دعائم الاستقرار والأمن المستدامين بها وتلبية تطلعات شعوبها في التنمية الشاملة والحياة الكريمة”.