انتقاد رئيس الوزراء الأيرلندي لقوله أنه “تم العثور على” الطفلة الرهينة المفرج عنها إميلي هاند بعد أن كانت “مفقودة”
وزير الخارجية إيلي كوهين يستدعي السفيرة ويتهم ليو فارداكار بأنه "فقد بوصلته الأخلاقية"؛ الوزير غانتس: "إميلي لم تكن ’مفقودة’ - لقد اختُطفت بوحشية وتم احتجازها كرهينة"
في تغريدة سرعان ما لاقت انتقادات، رحب رئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار بالإفراج عن الرهينة الإسرائيلية الأيرلندية إميلي هاند يوم السبت، قائلا: “تم الآن العثور على طفلة بريئة كانت مفقودة”.
ولم تذكر تغريدة فارادكار أن هاند البالغة من العمر 9 سنوات ظلت رهينة لمدة 50 يوما في غزة لدى مسلحي حماس بعد أن تم اختطافها من حفلة مع صديقتها في 7 أكتوبر خلال الهجوم الذي نفذته الحركة على إسرائيل.
وتم إطلاق سراح هاند مع 12 إسرائيليا آخر يوم السبت في المرحلة الثانية من اتفاق تبادل من أربعة أجزاء مع حماس يشمل هدنة في القتال الذي اندلع في أعقاب الهجوم، حيث تعهدت إسرائيل بإسقاط الحركة التي تحكم غزة.
وكُتب في الحساب الرسمي لفارداكار على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، “هذا يوم فرحة وارتياح هائلين لإميلي هاند وعائلتها. لقد تم الآن العثور على طفلة بريئة كان مفقودة وعادت، ونحن نتنفس الصعداء. لقد استجيبت صلواتنا”.
ووصف بيان أكثر رسمية من فارادكار ظروف اختطافها وأسرها.
ومع ذلك، فقد أثار انتقادات من المسؤولين الإسرائيليين والجماعات اليهودية بشأن صياغة التغريدة.
وقال وزير الخارجية إيلي كوهين إنه أمر موظفيه باستدعاء السفيرة الأيرلندية لتوبيخها. وفي منشور على منصة “اكس” موجه إلى فارادكار في وقت سابق من يوم الأحد، كتب كوهين: “يبدو أنك فقدت بوصلتك الأخلاقية وتحتاج إلى التحقق من الواقع!”
Mr. Prime Minister,
It seems you have lost your moral compass and need a reality check!
Emily Hand was not “lost”, she was kidnapped by a terror organization worse than ISIS that murdered her stepmother.
Emily and more than 30 other Israeli children were taken hostage by Hamas,… https://t.co/CD5wIZJN4i— אלי כהן | Eli Cohen (@elicoh1) November 26, 2023
وانتقد الوزير في كابينت الحرب بيني غانتس هذه التصريحات، قائلا في منشور على منصة “إكس” إن “إميلي لم تكن ’مفقودة’ أبدا – لقد تم اختطافها بوحشية واحتجازها كرهينة من قبل [حركة] حماس الإرهابية”.
كما هاجم المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي، في تغريدة فارادكار وأكد أن تصريحاته تمثل سلبية أيرلندا بشأن وضع الرهائن برمته.
وكتب ليفي “هكذا تصف طفلة صغيرة فُقدت أثناء نزهة في الغابة، ثم عثر عليها متجول ودود، وليس طفلة صغيرة اختُطفت بوحشية من قبل فرق الموت التي ذبحت جيرانها بوحشية… لكن هذا يفسر مدى مساهمة أيرلندا: الصلاة”.
تم اختطاف هاند مع حوالي 240 شخصا آخر من جميع الأعمار عندما عبر آلاف المسلحين الحدود من قطاع غزة وقتلوا أكثر من 1200 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين الذين قُتلوا في منازلهم وفي مهرجان موسيقي.
وردت إسرائيل بحملة عسكرية تهدف إلى تدمير حماس وإزاحة الحركة من السلطة في قطاع غزة، وتأمين إطلاق سراح الرهائن.
كما انتقد حساب يُدعى “الصوت اليهودية الإيرلندي”، الذي يوجد لديه أكثر من 18 ألف متابع، تغريدة فارداكار، في تغريدة كُتب فيها “إميلي هاند لم تكن ’مفقودة’ أو اختفت. هذه ليست مسرحية من تأليف أوسكار وايلد”.
وتابع المنشور “لقد تم اختطاف إميلي من قبل إرهابيي حماس. الضغط الإسرائيلي أعادها إلى منزلها”.
وغرد “أصدقاء إسرائيل في الشمال الغربي”، التي تصف نفسها بأنها حركة شعبية في شمال غرب المملكة المتحدة تدعم إسرائيل، قائلة: “لقد اختُطفت إميلي هاند من قبل إرهابيي حماس الذين قتلوا العديد من أصدقائها وجيرانها”.
وجاء في المنشور: “لقد تم إطلاق سراحها ليس بسبب صلواتكم، ولكن بسبب الضغط العسكري الذي مارسه جيش الدفاع الإسرائيلي على حماس – وهو نفس الضغط الذي لا يعجبكم كثيرا”.
في غضون ساعات من مشاركة فارادكار لتغريدته، تضمنت منصة “إكس” إشعارا مفاده أن “القراء أضافوا سياقا يعتقدون أن الأشخاص قد يرغبون في معرفته”.
وكُتب في السياق الذي أضافه القراء أن “إميلي لم تكن ’مفقودة’، لقد ’اختُطفت’، أخذت كرهينة على يد حماس. الاختطاف ضد القانون، أن تكون مفقودا ليس كذلك”.
كما أصدرت فارادكار بشكل منفصل بيانا أطول ذكر فيه ظروف اختطافها.
وقال فارادكار في البيان: “لقد تم اختطاف فتاة صغيرة من منزلها واحتجازها لمدة سبعة أسابيع تقريبا”، مشيرا أيضا إلى أن هاند أمضت عيد ميلادها التاسع “كرهينة”.
وأشار فارادكار إلى أن “أفكارنا وصلواتنا مع جميع الرهائن في غزة، لكننا تابعنا عن كثب بشكل خاص مصير إميلي، وهي مواطنة تحمل الجنسية الإيرلندية الإسرائيلية المزدوجة”، مضيفا أن “مصيرهم مجهول، لكننا نأمل أن يُسمح لهم، مثل إميلي، بالعودة إلى منازلهم وعائلاتهم”.
وقال وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن في بيان إن شعب أيرلندا “تأثر بقصة إميلي وبراءتها والوقار الهادئ وتصميم والدها توم”.
وقال إن المسؤولين الأيرلنديين: “شاركوا دوليا، من خلال القنوات السياسية والدبلوماسية والأمنية، في محاولة لتأمين عودة إميلي الآمنة”.
وتابع مارتن: “أكرر دعوتي بضرورة إطلاق سراح جميع الرهائن في غزة فورا ودون قيد أو شرط”.
وقال الرئيس الأيرلندي مايكل دي هيغنز إن إطلاق سراح إميلي أنهى “وقتا مروعا لجميع أفراد عائلتها”.
ودعا إلى “وقف دائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن المتبقين، والتزام جميع الأطراف بالانخراط في مهمة بناء ما يمكن أن يكون سلاما دائما”.
كما رحبت ماري لو ماكدونالد، رئيسة حزب “الشين فين”، بإطلاق سراح إميلي من الأسر.
وقالت في بيان: “الصدمة والحسرة التي تعرضت لها إميلي الصغيرة وعائلتها خلال الأسابيع الماضية لا يمكن تصورها”، مضيفة “أكرر دعوتي للإفراج عن جميع الرهائن بشكل عاجل والتوصل إلى وقف فوري كامل لإطلاق النار”.
والد إميلي، توماس، هو في الأصل من دون ليري في دبلن. خلال حملته التوعوية الدولية من أجل إطلاق سراح ابنته، التقى بفارادكار ومارتن وهيغنز في دبلن.
وقالت عائلة هاند في بيان في أعقاب الافراج عنها إن “إميلي عادت إلينا”.
“لا يمكننا العثور على الكلمات لوصف مشاعرنا بعد 50 يوما معقدا ومليئا بالتحديات. نشعر بسعادة غامرة لاحتضان إميلي مرة أخرى، ولكن في الوقت نفسه، نتذكر جميع الرهائن الذين لم يعودوا بعد”.
وتابع البيان “سنستمر في بذل كل ما في وسعنا لإعادتهم إلى وطنهم”.
كان يُعتقد في البداية أن إميلي هاند كانت من بين القتلى في الهجوم على كيبوتس بئيري في 7 أكتوبر. وتم إبلاغ عائلتها في وقت سابق من هذا الشهر أنه يعتقد أنها على قيد الحياة ومن بين الرهائن المحتجزين في غزة. إميلي كانت في حفل مبيت في منزل إحدى صديقاتها في الكيبوتس ليلة 6-7 أكتوبر.