انتقادات دولية لإسرائيل بعد أن أعلنت حماس مقتل 90 شخصا على الأقل في غارة على مدرسة في غزة
كبير الدبلوماسيين الأوروبيين يقول في أعقاب الغارة الجوية التي قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف فيها أكثر من 20 مقاتل: "لا يوجد ما يبرر هذه المجازر"؛ الوسيطتان مصر وقطر تدينان إسرائيل
أدان العديد من الدبلوماسيين الغربيين ووسطاء في محادثات وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن والعديد من الدول الإسلامية إسرائيل بسبب الغارة الجوية القاتلة على مدرسة في غزة، حيث قال الجيش إن ما لا يقل عن 20 مسلحا من حماس والجهاد الإسلامي عملوا منها.
وكتب منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على منصة إكس “أشعر بالرعب من الصور من مدرسة إيواء في غزة التي أصيب في غارة إسرائيلية، مع تقارير تتحدث عن عشرات الضحايا الفلسطينيين. تم استهداف 10 مدارس على الأقل في الأسابيع الأخيرة. لا يوجد ما يبرر هذه المجازر”.
وقالت وكالة الدفاع المدني التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة إن أكثر من 100 شخص قُتلوا في الغارة الجوية، ووصفت الحادث بأنه “مذبحة مروعة”. وأعرب الجيش الإسرائيلي عن شكوكه الشديدة تجاه الادعاء وقال إن الأعداد تبدو مبالغ فيها.
ومن غير الواضح عدد القتلى الفعليين وعدد المصابين من المقاتلين.
وقال وزير الخارجية البريطاني دافيد لامي إن بريطانيا تشعر “بالجزع” إزاء الغارة الجوية الإسرائيلية الدامية ودعا إلى “وقف فوري لإطلاق النار”.
وكتب لامي على منصة “اكس”، “أشعر بالجزع إزاء الغارة الإسرائيلية على مدرسة التباعين والخسائر المأساوية في رفح”، مضيفا “نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لحماية المدنيين، وتحرير جميع الرهائن، وإنهاء القيود المفروضة على المساعدات”.
وقالت فرنسا إنها تدين الهجوم “بأشد العبارات”.
وأضافت “على مدى عدة أسابيع، تم استهداف المباني المدرسية بشكل متكرر، مما أدى إلى سقوط عدد غير مقبول من الضحايا المدنيين”.
وفي الأشهر الأخيرة، تم تنفيذ عشرات الغارات الجوية ضد مواقع تابعة لحماس داخل المدارس ومواقع أخرى تستخدم كمراكز إيواء للمدنيين، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وأعلن الجيش أيضا قبل يومين إنه ضرب مراكز قيادة وتحكم لحماس في مدرستين في حيي الدرج والتفاح. وقال يوم الاثنين إن قائد كتيبة الشيخ رضوان التابعة لحماس قُتل في غارة جوية على مدرسة في مدينة غزة.
ووفقا للتقييمات العسكرية، فإن عناصر حماس يواجهون صعوبة في البقاء داخل الأنفاق مع استمرار الحرب الطويلة، وبالتالي ينتقلون بشكل متزايد إلى مواقع فوق الأرض، بينما يختبئون بين الأبرياء.
وقالت مصر أن “القتل المتعمد” الذي نفذته إسرائيل يوم السبت بحق الفلسطينيين أظهر أنها تفتقر إلى الإرادة السياسية لإنهاء الحرب في غزة وسط مفاوضات للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن من قبل حماس مقابل وقف إطلاق النار.
وطالبت قطر، الذي تتوسط مثل مصر في المحادثات بين إسرائيل وحماس، بإجراء تحقيق عاجل بعد الغارة.
وقالت وزارة الخارجية القطرية إنها تجدد “مطالبة دولة قطر بتحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين، لتقصي الحقائق في استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر للمدارس ومراكز إيواء النازحين”.
وقالت وزارة الخارجية اللبنانية – حيث يشن حزب الله هجمات شبه يومية على إسرائيل تضامنا مع غزة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر والذي أدى إلى بدء القتال الجاري – إن الضربة أظهرت نية إسرائيل “لتطويل الحرب”، بينما حثت المملكة العربية السعودية على إنهاء “المذبحة الجماعية في غزة”.
وزعم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن الغارة هي دليل على “الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في وقت واحد”، ودعا الدول الإسلامية إلى اتخاذ إجراءات واسعة النطاق ضد إسرائيل، ودعم “المقاومة الفلسطينية”.
ونددت تركيا، وهي داعم آخر لحماس مثل إيران، بـ”الجريمة الجديدة ضد الإنسانية” بعد الهجوم الإسرائيلي، بحسب بيان لوزارة الخارجية.
وقالت الوزارة إن “إسرائيل ارتكبت جريمة جديدة ضد الإنسانية بقتلها أكثر من 100 مدني لجأوا إلى إحدى المدارس”، متهمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالرغبة في “تخريب مفاوضات وقف إطلاق النار”.
واتهمت فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في حربها ضد حماس بعد الغارة.
وقالت على منصة التواصل الاجتماعي “اكس”، “إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في حي تلو الآخر ومستشفى تلو الآخر ومدرسة تلو الأخرى ومخيم للاجئين تلو الآخر ومنطقة آمنة تلو الأخرى”.
في تحقيق في عام 2022، كشف تايمز أوف إسرائيل عن تاريخ من التصريحات المعادية للسامية لألبانيز، بما في ذلك تعليقات حول كيفية سيطرة “اللوبي اليهودي” على الولايات المتحدة.
ولم تواجه ألبانيز، المكلفة بالتحقيق في الأنشطة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، أي تداعيات من الأمم المتحدة ولم تصدر اعتذارا واضحا عن تصريحاتها السابقة. وواصلت توجيه الاتهامات ضد إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في الأشهر الأخيرة.
الحرب في غزة مستمرة منذ السابع من أكتوبر عندما شنت حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل قتل فيه المسلحون نحو 1200 شخص، واحتجزوا 251 آخرين كرهائن. ولا يزال 111 عشر من الرهائن محتجزين. وقد أكد الجيش الإسرائيلي مقتل 39 منهم.
ردا على ذلك، شنت إسرائيل عملية برية في غزة بهدف معلن يتمثل في تفكيك حماس واستعادة الرهائن.
وتقول وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إن أكثر من 39 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا في القتال حتى الآن، على الرغم من أنه لا يمكن التحقق من هذا العدد وهو لا يميز بين المدنيين والمقاتلين. وتقول إسرائيل إنها قتلت حوالي 15 ألف مقاتل في المعارك وحوالي 1000 مسلح داخل إسرائيل خلال هجوم 7 أكتوبر. وقالت إسرائيل إنها تسعى إلى تقليل عدد القتلى المدنيين إلى الحد الأدنى، وشددت على أن حماس تستخدم المدنيين في غزة كدروع بشرية، وتقاتل من المناطق المدنية بما في ذلك المدارس والمساجد.
وبلغت حصيلة إسرائيل في الهجوم البري ضد حماس في غزة وفي العمليات العسكرية على طول الحدود مع القطاع 331 قتيلا.