انتقادات دولية لعملية الجيش الإسرائيلي في جنين، بينما يسعى الدبلوماسيون الإسرائيليون لتبريرها
انتقدت عمان والقاهرة العدوان المتصاعد ضد الفلسطينيين، بينما أعرب البيت الأبيض عن دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الفصائل المسلحة
أدانت الأردن ومصر إسرائيل يوم الاثنين لشنها عملية عسكرية كبيرة في مدينة جنين بالضفة الغربية ومخيم اللاجئين المجاور لها، محذرة من أن الأعمال العدوانية قد تصعد الوضع المتقلب بالفعل.
كما أعربت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عن “قلقه” من العملية، حيث طلب من الدبلوماسيين الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم نشر رسائل تفسيرية حول سبب دخول الجيش وما الذي يهدف إلى تحقيقه.
وقيل إن أكثر من 1000 جندي إسرائيلي شاركوا في العملية التي بدأت في وقت مبكر من يوم الإثنين، والتي بدت أنها الأكبر في الضفة الغربية منذ سنوات، مع تصاعد التوترات بالفعل في أعقاب سلسلة من الهجمات القاتلة التي نفذها فلسطينيون من منطقة جنين.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب 27 على الأقل، من بينهم سبعة مدرجون في حالة خطيرة، خلال الضربات والاشتباكات مع القوات الإسرائيلية.
واصيب جندي اسرائيلي بجروح طفيفة خلال العملية. وقال الجيش الإسرائيلي إن الجندي أصيب بشظايا قنبلة يدوية ألقاها جنود إسرائيليون.
وأصدر الأردن بيانا يدين “العدوان الإسرائيلي” ودعا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف العملية قبل أن “ينفجر” الوضع.
وبحسب وزارة الخارجية الأردنية، تحدث وزير الخارجية أيمن الصفدي مع المسؤول البارز في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ لإدانة العملية، ووصفها بـ”تصعيد خطير ينذر بتفجير دوامات واسعة من العنف”.
وأضاف الصفدي أن “الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المدن الفلسطينية لن تسهم إلا في زيادة التوتر الذي تؤججه أيضا الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين، وتقتل الأمل في فرص تحقيق السلام العادل والشامل”.
كما دعا كبير الدبلوماسيين الأردنيين إسرائيل إلى الدخول في مفاوضات لتحقيق حل الدولتين.
أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا أعربت فيه عن رفضها “للاعتداءات والاقتحامات الإسرائيلية المتكررة ضد المدن الفلسطينية، وما تسفر عنه من وقوع ضحايا أبرياء”.
وحذرت الوزارة من “المخاطر الجسيمة” التي يشكلها ما وصفته بالتصعيد الإسرائيلي المستمر للعنف ضد الفلسطينيين. وطالبت المجتمع الدولي “بالتدخل لوضع حد لتلك الانتهاكات وتوفير الحماية للشعب الفلسطينى الذى تزداد معاناته يوماً بعد يوم”.
وغردت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية للضفة الغربية وغزة، لين هاستينغز، بأنها “قلقة” من حجم العملية وقالت إن “الضربات الجوية استُخدمت في مخيم اللاجئين المكتظ بالسكان”.
وقالت هاستينغز إنه “يجب ضمان الوصول إلى جميع المصابين”، مضيفة أن مكتبها “يحشد الشركاء الإنسانيين لتقديم المساعدة”.
وعلق البيت الأبيض على مداهمة جنين للمرة الأولى في وقت لاحق من يوم الإثنين، حيث قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في بيان إن الولايات المتحدة تدعم “أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن شعبها ضد حماس والجهاد الإسلامي والجماعات الإرهابية الأخرى”.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية طلب عدم نشر اسمه لتايمز أوف إسرائيل إن دبلوماسييها في جميع أنحاء العالم ينشرون رسائل حول عملية جنين لتسليط الضوء على بعض النقاط الرئيسية.
وأكد دبلوماسيون أن مخيم جنين أصبح “مركزا للنشاط الإرهابي” وأنه يأوي المسؤولين عن تنفيذ هجمات ضد السكان المدنيين وقوات الأمن، بحسب المسؤول.
ويشرح دبلوماسيون أن القوات تقاتل “للقضاء على الإرهاب” وتعمل “بطريقة هادفة”، مؤكدين أن الجيش الإسرائيلي يبذل “جهودا واعية لمنع إلحاق الأذى بالسكان المدنيين المحليين”.
وغرد وفد إسرائيل لدى الاتحاد الأوروبي على تويتر أنه “في قلب جنين، محاطة بالمدارس والمراكز الطبية، توجد بنية تحتية إرهابية، تعمل بمثابة ترسانة أسلحة ومتفجرات وكمركز تنسيق للهجمات على المدنيين الإسرائيليين”.
وتابعت قائلة إن “إسرائيل تعمل ضد عناصر إرهابية تزعزع استقرار وأمن المنطقة وتضعف السلطة الفلسطينية. دولة إسرائيل لا تتسامح مع الهجمات الإرهابية ضد مواطنيها وتعمل بحزم لتفكيك هذه التهديدات”.
In the heart of Jenin, surrounded by schools and medical centers, lies a terrorist infrastructure, serving as an arsenal of weapons and explosives and as a coordination center for attacks on Israeli civilians.#Israel acts against terror elements which disrupt the stability and… pic.twitter.com/lCM5wcet1H
— Israel in the EU (@IsraelinEU) July 3, 2023
وأفاد فلسطينيون أنه تم إرسال رسائل نصية للسكان تطلب منهم البقاء في منازلهم، بينما تلقى بعض أعضاء الجماعات المسلحة رسائل نصية تحثهم على إلقاء أسلحتهم وتسليم أنفسهم.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانيال حجاري للصحفيين إن العملية ركزت على مخيم جنين للاجئين وكانت “جزءًا من سلسلة من الإجراءات التي نقوم بها وسنواصل تنفيذها”.
“لم نأت لنحتل مخيم اللاجئين. هذه ليست عملية ضد السلطة الفلسطينية بل ضد الفصائل الفلسطينية في جنين”، قال.
منذ أسابيع هناك تكهنات حول عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في الضفة الغربية، بعد سلسلة من هجمات إطلاق النار والمقاومة الشديدة لعمليات الجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية.
لطالما اعتبر الجيش الإسرائيلي شمال الضفة الغربية، وخاصة مدينة جنين ومحيطها، “بؤرا للإرهاب”، أبرزتها سلسلة من الهجمات في أوائل عام 2022 والتي نفذ العديد منها مسلحون من سكان المنطقة.
تصاعدت التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية على مدار العام ونصف العام الأخيرين، حيث شن الجيش عمليات ليلية شبه يومية وسط سلسلة من الهجمات الفلسطينية.
منذ بداية هذا العام، قتلت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية 24 شخصا.
وفقا لحصيلة جمعها “تايمز أوف إسرائيل”، قُتل ما لا يقل عن 143 فلسطينيا في الضفة الغربية خلال تلك الفترة، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف غير واضحة.