إسرائيل في حالة حرب - اليوم 435

بحث

الولايات المتحدة وفرنسا تنتقدان المؤتمر الإسرائيلي حول إعادة الاستيطان في غزة الذي حضره حلفاء نتنياهو

يعارض البيت الأبيض بشكل خاص الخطاب "التحريضي" بشأن تهجير الفلسطينيين، قائلا إنه يتعارض مع ما يدعي نتنياهو أنها سياسة الحكومة

مئات من نشطاء الاستيطان يحضرون مؤتمر "المستوطنات تجلب الأمن" لتعزيز إعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة، في مركز المؤتمرات الدولي في القدس، 28 يناير، 2024. (Jeremy Sharon / Times of Israel)
مئات من نشطاء الاستيطان يحضرون مؤتمر "المستوطنات تجلب الأمن" لتعزيز إعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة، في مركز المؤتمرات الدولي في القدس، 28 يناير، 2024. (Jeremy Sharon / Times of Israel)

انتقد البيت الأبيض يوم الاثنين مؤتمرا عقد مساء الأحد في القدس بهدف تشجيع إعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة، والذي حضره ما يقرب من ثلث حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وقال بيان صادر عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي إن الولايات المتحدة “قلقة” من هذا التجمع، خاصة بسبب تصريحات المشاركين المثيرة للجدل التي تدعو إلى تهجير السكان الفلسطينيين في غزة.

وقال بيان البيت الأبيض “لقد أعربنا بشكل واضح وثابت ولا لبس فيه عن معارضتنا للترحيل القسري للفلسطينيين خارج غزة”.

وأضاف البيان أن “هذا الخطاب تحريضي وغير مسؤول، ونحن نصدق كلام رئيس الوزراء عندما يقول إن إسرائيل لا تنوي إعادة احتلال غزة”، في حث ضمني لنتنياهو على اتخاذ إجراءات صارمة ضد مثل هذه الدعوات من قبل شركائه في الائتلاف.

وقال نتنياهو يوم السبت إن الأجندة المطروحة في المؤتمر لا يمثل سياسة حكومته، لكن قرار 11 وزيرا و15 مشرعا من الإئتلاف بحضور المؤتمر أثار الجدل في إسرائيل وفي جميع أنحاء العالم.

وبينما يصر الجيش الإسرائيلي على أن التوجيه الذي أصدره في بداية الحرب للفلسطينيين لإخلاء شمال غزة كان يهدف لضمان عدم وقوعهم في مرمى النيران، فإن دعوات الوزراء لتشجيع الفلسطينيين على الهجرة من غزة ولإعادة إنشاء المستوطنات هناك قد يرسم صورة مختلفة لعمليات الإخلاء.

وزراء حكومة وأعضاء كنيست يرقصون خلال مؤتمر “المستوطنات تجلب الأمن” لتعزيز إعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة في مركز المؤتمرات الدولي في القدس، 28 يناير، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

كما دانت فرنسا مؤتمر يوم الأحد، وقالت وزارة خارجيتها في بيان إنها تتوقّع من السلطات الإسرائيليّة أن تدين بوضوح هذه المواقف” التي تم الترويج لها في المؤتمر.

وأضاف بيان وزارة الخارجية “في هذا الصدد، تشير فرنسا إلى أن محكمة العدل الدولية حددت مؤخرا التزام إسرائيل باتخاذ جميع التدابير في حدود سلطتها لمنع هذا الخطاب والمعاقبة عليه”، في إشارة إلى الحكم الأولي لمحكمة العدل الدولية بشأن مزاعم جنوب أفريقيا بأن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة.

“لا يعود إلى الحكومة الإسرائيليّة أن تُقرّر أين يجب أن يعيش الفلسطينيّون على أرضهم. مستقبل قطاع غزّة وشعبه سيكون في دولة فلسطينية موحدة تعيش في سلام وأمن إلى جانب إسرائيل”.

وحضر آلاف المشاركين من المجتمع الصهيوني المتدين المؤتمر الاحتفالي يوم الأحد.

وألقى عدد من المشرعين كلمات في الحدث، من بينهم وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، حيث تحدثوا عن “تشجيع الهجرة الطوعية” للفلسطينيين في غزة، وكذلك إعادة الاستيطان في القطاع، الذي انسحبت إسرائيل منه في عام 2005. وانضم بن غفير إلى الاحتفالات التي شملت الرقص والغناء. وذهب وزير الاتصالات شلومو قرعي، وهو عضو في حزب “الليكود” الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى أبعد من ذلك، وأشار إلى أن الهجرة لا يتوجب أن تكون طوعية في زمن الحرب.

ولم يدن نتنياهو حضور مسؤولين حكوميين كبار في الحدث الذي أقيم مساء الأحد، لكن انتقد وزراء من حزب “الوحدة الوطنية” التجمع ووصفوه بأنه مثير للانقسام ومضر بمجهود البلاد الحربي.

وفي الوقت نفسه، ورد أن وزير الدفاع يوآف غالانت وعد الولايات المتحدة بأنه لن يسمح بأي إعادة استيطان أو إعادة بناء خلال فترة ولايته.

ووفقا لتقرير نشره موقع “أكسيوس” يوم الاثنين نقلا عن أربعة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، قال غالانت لمسؤولين أمريكيين الأسبوع الماضي إنه لن يسمح ببناء المستوطنات في غزة.

وذكر التقرير إن واشنطن لديها مخاوف متزايدة من إمكانية استخدام المنطقة العازلة التي تخطط إسرائيل لإقامتها داخل قطاع غزة والتي يبلغ عرضها كيلومترا واحدا لإعادة بناء المستوطنات. وتم التعبير عن هذه المخاوف خلال لقاء بين غالانت والسفير الأمريكي لدى إسرائيل جاك ليو والمبعوث الأمريكي للشؤون الإنسانية ديفيد ساترفيلد، حسبما أفاد موقع “أكسيوس”.

وأكد غالانت لهما أن المنطقة العازلة ستكون مؤقتة وستكون لأغراض أمنية فقط، بحسب التقرير.

نشطاء يرفعون لافتة كتب عليها “الترانسفير وحده سيحقق السلام”، في مؤتمر يحث على إحياء الاستيطان اليهودي في غزة، في مركز المؤتمرات الدولي في القدس، 28 يناير، 2024. (Jeremy Sharon / Times of Israel)

وكانت إدانة إدارة بايدن يوم الاثنين هي أخر حلقة في سلسلة من الخلافات مع إسرائيل بشأن استمرار الحرب في غزة.

وبينما دعمت الولايات المتحدة إسرائيل منذ البداية، اتسعت الفجوات في نهج البلدين حول التخطيط لما بعد الحرب مع تقدم القتال. وتسعى واشنطن إلى عودة السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها لحكم غزة ضمن مبادرة أوسع تشمل تطبيع السعودية لعلاقاتها مع إسرائيل، في حين توافق القدس على اتخاذ خطوات نحو قيام دولة فلسطينية في نهاية المطاف.

ورفض نتنياهو هذا الإطار في وقت سابق من هذا الشهر. كما رفض السماح للسلطة الفلسطينية بالعودة إلى حكم غزة، في حين رفض توضيح بديل واقعي.

يوم الإثنين أيضا، قال مسؤول أمريكي لتايمز أوف إسرائيل إن مسؤولين إسرائيليين أخبروا نظراءهم الأمريكيين في الأيام الأخيرة أن المنطقة العازلة التي ينشئها الجيش الإسرائيلي على جانب غزة من الحدود مع إسرائيل ستكون مؤقتة فقط وسيتم إزالتها بمجرد إزاحة حماس بشكل كامل عن السلطة.

وقام الجيش الإسرائيلي خلال الأسابيع الماضية بهدم منازل الفلسطينيين على طول الحدود لإنشاء المنطقة العازلة، مما أثار قلق واشنطن، التي أصرت على عدم تقليص مساحة أراضي غزة بعد الحرب.

وقال المسؤول الأمريكي إن إدارة بايدن تعارض حتى إنشاء منطقة عازلة مؤقتة، وقد عبرت عن هذا الموقف للقدس.

وأضاف المسؤول الأمريكي أن واشنطن تعتقد أنه بمجرد إنشاء المنطقة العازلة فإن إسرائيل لن توافق على الانسحاب منها.

اقرأ المزيد عن