الولايات المتحدة وبريطانيا تحثان طهران على “وقف الهجمات” بعد الهجوم الإسرائيلي على أهداف عسكرية في إيران
واشنطن تقول إن على الجمهورية الإسلامية أن لكسر "دوامة القتال"، في حين أشار مسؤول إلى الموافقة على رد القدس "الدقيق والمتناسب" على الهجوم الصاروخي الإيراني في الأول من أكتوبر
حثت واشنطن ولندن يوم السبت إيران على عدم الرد على الضربات الجوية التي شنتها إسرائيل ليلا على أراضيها، ردا على إطلاقها صواريخ على اسرائيل في الأول من أكتوبر.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت “نحث طهران على وقف هجماتها على إسرائيل لإنهاء دوامة القتال من دون مزيد من التصعيد”.
وشن الجيش الإسرائيلي غارات جوية على إيران السبت مستهدفا قواعد عسكرية ومواقع صواريخ وأنظمة دفاعية أخرى في مناطق عدة من البلاد.
وأضاف أن “ردهم (الإسرائيليون) كان دفاعا عن النفس وقد تجنب عمدا المناطق المأهولة وركز حصرا على أهداف عسكرية خلافا لهجوم إيران على إسرائيل الذي استهدف أكثر مدينة إسرائيلية تعدادا للسكان”.
وشدد على أن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات الإسرائيلية مؤكدا أن “هدفنا هو في تسريع المسار الدبلوماسي وخفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط”.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الرئيس جو بايدن وفريق الأمن القومي في البيت الأبيض عملوا مع “الإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة لحثهم على القيام برد محدد الأهداف ومتناسب مع خطر متدن لإلحاق أضرار مدنية”.
وقال المسؤول لصحافيين: “يبدو أن هذا ما حصل بالتحديد مما يظهر هذا المساء”.
وأكد أن الرئيس بايدن شجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على “تصميم رد يسهم في ردع المزيد من الهجمات على إسرائيل مع خفضه مخاطر تصعيد إضافي، وهذا هو هدفنا”.
وفي غضون ذلك، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن إيران يجب ألا ترد على الضربات الإسرائيلية، وحث جميع الأطراف على ضبط النفس.
وقال خلال مؤتمر صحفي في ساموا حيث كان يحضر اجتماع رؤساء حكومات الكومنولث “أنا واضح في أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الإيراني. وأنا واضح بنفس القدر في أننا بحاجة إلى تجنب المزيد من التصعيد بالمنطقة وحث جميع الأطراف على ضبط النفس. يجب على إيران عدم الرد”.
وأضاف المسؤول أن هذا يجب أن يكون نهاية تبادل إطلاق النار المباشر بين البلدين، مشيرا إلى أن لدى الولايات المتحدة عدة قنوات اتصال مباشرة وغير مباشرة مع إيران أوضحت من خلالها موقفها.
وقال: “إذا اختارت إيران الرد فنحن مستعدون تماما للدفاع عن إسرائيل ودعمها، وستكون هناك عواقب إذا اتخذت إيران هذا القرار المؤسف. ولكن بالنسبة لنا فإن هذا التبادل المباشر يجب أن يكون نهاية الأمر”.
“بناء على ذلك فإننا ندعو كافة الدول ذات النفوذ إلى الضغط على إيران لوقف هذه الهجمات ضد إسرائيل”.
ضربت إسرائيل مواقع عسكرية في إيران في ساعة مبكرة من صباح السبت، وقالت إنها حققت أهدافها وحذرت إيران من الرد. وتعهدت وكالة أنباء إيرانية شبه رسمية “برد متناسب” على التحركات الإسرائيلية ضد طهران.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن انفجارات متعددة وقعت على مدى عدة ساعات في العاصمة وفي القواعد العسكرية القريبة، وبدأت بعد الساعة الثانية صباحا بقليل.
وقبيل السادسة صباحا، أعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء الضربات الجوية على أهداف عسكرية في إيران موضحا في بيان “الضربة الانتقامية تمت والمهمة أنجِزَت”.
وأضاف أنه “بناء على معلومات استخبارية، قصفت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي منشآت تصنيع صواريخ أنتِجت فيها صواريخ أطلقتها إيران على دولة إسرائيل خلال العام الفائت”.
وتابع “في الوقت نفسه، ضرب الجيش الإسرائيلي منظومات صواريخ أرض-جو وقدرات جوية إيرانية إضافية، كانت تهدف إلى تقييد حرية عملية إسرائيل الجوية في إيران”.
ولم تشمل الأهداف البنية التحتية للطاقة أو المنشآت النووية الإيرانية.
وزعمت إيران أن أنظمة دفاعها الجوي نجحت في صد الهجوم الإسرائيلي وألحقت “أضرارا محدودة” ببعض المواقع.
ويعيش الشرق الأوسط في حالة من التوتر في انتظار الرد الإسرائيلي على هجوم الصواريخ الباليستية الإيراني في الأول من أكتوبر، عندما أطلقت الجمهورية الإسلامية نحو 200 صاروخ على إسرائيل، مما دفع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ ولكن لم يقتل سوى فلسطيني واحد في الضفة الغربية، بينما تسبب في أضرار طفيفة في القواعد الجوية.
وقد أدى التصعيد السريع للعنف إلى تفاقم المخاوف في أنحاء المنطقة وخارجها من اندلاع حرب أوسع نطاقا، تضع إسرائيل في مواجهة إيران وحلفائها الذين تطلق عليهم “محور المقاومة” على جبهات متعددة.
وحذرت إيران في الأسابيع الأخيرة من أن أي هجوم على بنيتها التحتية من شأنه أن يستفز “ردا أقوى”، في حين قال الجنرال في الحرس الثوري رسول سنيراد إن أي هجوم على المواقع النووية أو مواقع الطاقة سيتجاوز الخط الأحمر.