الولايات المتحدة وإسرائيل تعتقدان أنه لا يزال من الممكن إحياء مفاوضات الرهائن رغم رفض حماس
اجتمع كابينت الحرب لمناقشة الخطوات التالية بعد أن خلص إلى أن رفض الحركة للصفقة على الأرجح أن يكون تكتيكًا للتفاوض؛ الولايات المتحدة: "نعتقد أنه من الممكن تجاوز الخلافات"
يبدو أن إسرائيل والولايات المتحدة تعتقدان أنه لا تزال هناك فرصة لإحياء مفاوضات صفقة الرهائن مع حركة حماس بعد انهيار المحادثات غير المباشرة في قطر في وقت سابق من الأسبوع.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي في واشنطن يوم الأربعاء إن واشنطن تعتقد أنه لا زال يمكن مواصلة السعي لإطلاق سراح الرهائن.
وانهارت المحادثات بعد أن رفضت حماس شروط الاتفاق الذي عرضه عليها الوسطاء والذي يتضمن هدنة مؤقتة وإطلاق سراح الرهائن. وكانت إسرائيل قد وافقت بالفعل على الاقتراح قبل إرساله إلى حماس، التي رفضته وزعمت أن إسرائيل “تحبط” كل الجهود للتوصل إلى اتفاق.
وردا على سؤال عما إذا كانت المحادثات وصلت إلى طريق مسدود، قال ميلر إنه خلال الأسبوع الماضي، “تم إحراز تقدم حقيقي نحو التوصل إلى اتفاق، ولكن عندما تحرز تقدما، فإن القضايا المتبقية غالبا ما تكون هي الأصعب”.
“بعض القضايا المتبقية التي تحتاج إلى حل هي من أصعب القضايا في المجالات التي فيها أكبر خلافات بين إسرائيل وحماس. نعتقد أنه من الممكن سد تلك الفجوات، وسنحاول ومواصلة” ذلك.
وأضاف ميلر: “لا نعتقد أنها انتهت. نعتقد أن هناك قدرة على مواصلة السعي لإطلاق سراح الرهائن، وهذا ما سنواصل القيام به”.
وبينما تحاول الولايات المتحدة إحياء المفاوضات، اجتمع كابينت الحرب الإسرائيلي مساء الأربعاء لمناقشة الجهود لإطلاق سراح الرهائن، من بين أمور أخرى.
ووفقا للقناة 12، يعتقد الكابينت أن رفض الحركة للاقتراح الأمريكي قد يكون تكتيكا للتفاوض، ولذا هناك فرصة للتقدم.
وذكر التقرير أن كابينت الحرب قرر أن أمام إسرائيل خيارين – إما الانتظار حتى تقدم الولايات المتحدة عرضًا جديدًا لحماس لبدء المحادثات، أو تقديم عرضها الخاص.
وأفادت التقارير أن مصادر مطلعة على المفاوضات تعتقد أن على إسرائيل أن تكون أكثر مرونة بما يتعلق بمطالب حماس، وعليها التحرك بسرعة قبل أن تغلق الحركة الباب بالكامل.
وأحد المسائل الشائكة الرئيسية في المفاوضات هي مسألة عودة المدنيين في غزة إلى المناطق التي تم إخلاؤها إلى حد كبير في شمال القطاع، الأمر الذي تصر عليه حماس بينما تعارضه إسرائيل.
لكن ذكرت القناة 12 أن كابينت الحرب سمع أن عليه التحلي بمرونة في هذه القضية، بالنظر إلى أن الضغوط الدولية على الأرجح أن تجبر إسرائيل على السماح للمدنيين بالعودة إلى شمال غزة في المستقبل القريب، بغض النظر عن موقف الدولة في مفاوضات.
وطالبت إسرائيل بإخلاء المدنيين من الجزء الشمالي من القطاع الفلسطيني في بداية الحرب قبل أكثر من خمسة أشهر.
وبالإضافة إلى قضية المدنيين النازحين، طالبت حماس أيضا بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وتبادل “حقيقي” للأسرى، وهي مطالب رفضتها إسرائيل في السابق ووصفتها بأنها وهمية.
ويُعتقد أيضًا أن المفاوضات تشمل زيادة المساعدات الإنسانية لغزة، حيث يواجه المدنيون ظروفًا متفاقمة.
ويُعتقد أن حوالي 130 رهينة – وليس جميعهم على قيد الحياة – ما زالوا في غزة منذ هجمات 7 أكتوبر، والتي أسفرت عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف 253 آخرين.
وتم إطلاق سراح 105 مدنيين من الأسر خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، وتم إطلاق سراح أربعة قبل ذلك. وأنقذت القوات ثلاثة رهائن أحياء، وقتل ثلاثة رهائن عن طريق الخطأ. كما تم انتشال جثث 11 رهينة.
وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 34 ممن ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستشهدا بمعلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها القوات العاملة في غزة.
وأفادت القناة 12 إن الاقتراح الأخير الذي رفضته حماس شمل موافقة إسرائيل على إطلاق سراح ما يصل إلى 800 أسير مقابل 40 رهينة من النساء والأطفال والمرضى والمسنين، في المرحلة الأولى من هدنة مدتها ستة أسابيع.