إسرائيل في حالة حرب - اليوم 530

بحث

الولايات المتحدة وإسرائيل تعتقدان أن تخفيف القتال في غزة سيوفر “مخرج” لحزب الله لتجنب الحرب

قال مسؤولون إن انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع قد يكون كافيا للحركة اللبنانية لإنهاء الهجمات التي دفعت الطرفين إلى شفا صراع شامل، بينما يبقى وقف إطلاق النار في غزة بعيد المنال

دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا في قرية الخيام بجنوب لبنان، بالقرب من الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، 21 يونيو، 2024. (Rabih Daher / AFP)
دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا في قرية الخيام بجنوب لبنان، بالقرب من الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، 21 يونيو، 2024. (Rabih Daher / AFP)

واشنطن – تأمل الولايات المتحدة وإسرائيل أن تخفيف القتال المكثف في غزة سيوفر لجماعة حزب الله اللبنانية “مخرجا” لوقف الهجمات الحدودية شبه اليومية التي دفعت المنطقة نحو صراع أكبر، حسبما قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون لتايمز أوف إسرائيل يوم الخميس.

قامت الولايات المتحدة بمجهود كبير لمنع تصاعد التوترات على الحدود الشمالية لإسرائيل إلى حرب شاملة، وعملت على التوسط في اتفاق دبلوماسي بعيد المنال، بينما تعلق آمالها على أن يؤدي وقف إطلاق النار في غزة إلى استعادة الهدوء بين إسرائيل وحزب الله.

ولكن تبقى الهدنة في غزة بعيدة المنال، مما دفع واشنطن واسرائيل إلى تباحث استراتيجيات بديلة لتهدئة التوترات بين إسرائيل والحركة المدعومة من إيران. وقال المسؤولان، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، إن إدارة بايدن تخشى حدوث تصعيد إقليمي كبير إذا استمر القتال الحالي بين الجانبين.

وقد تمت مناقشة هذه الاستراتيجيات خلال اجتماعات وزير الدفاع يوآف غالانت مع كبار المسؤولين الأمريكيين في واشنطن، وتحدث عضو مجلس الوزراء الإسرائيلي الزائر مع الصحفيين يوم الاثنين حول “الانتقال إلى المرحلة الثالثة في غزة وتأثيرها على المنطقة، بما في ذلك فيما يتعلق بلبنان ومناطق أخرى”.

وقال قائد أحد ألوية المشاة المشاركة في هجوم الجيش الإسرائيلي في معقل حماس المتبقي في رفح للصحفيين الأسبوع الماضي إن الجيش يتوقع إنهاء هذه العملية في غضون شهر.

ويتوقع أن يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات وعمليات أخرى في جميع أنحاء غزة لمنع حماس من إعادة تجميع صفوفها، وتعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالحفاظ على السيطرة الأمنية الشاملة على القطاع.

وزير الدفاع يوآف غالانت يحضر اجتماعا في البنتاغون مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في واشنطن، 25 يونيو، 2024. (Ariel Hermoni/Defense Minister)

لكن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي قال يوم الاثنين: “من الواضح أننا نقترب من النقطة التي يمكننا عندها أن نقول إننا قمنا بتفكيك لواء رفح. تم هزيمته ليس بمعنى أنه لم يعد هناك إرهابيون فيه، ولكن بمعنى أنه لم يعد قادرا على العمل كإطار قتالي”.

وشن الجيش الإسرائيلي هجومه على غزة بعد أن اجتاح الآلاف من المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف 251. وتقول الحكومة إن الحرب ستستمر حتى يتم تدمير حماس بالكامل وتحرير الرهائن أو استعادتهم.

وبدأ حزب الله في إطلاق القذائف على شمال إسرائيل في 8 أكتوبر، بهدف الضغط على الجيش الإسرائيلي دعما لحماس، لكنه أشار إلى أن الهجمات ستتوقف إذا توقف القتال في غزة. وتوقفت المناوشات شبه اليومية وإطلاق النار عبر الحدود على الحدود الشمالية خلال هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر، لكن الجهود للتوصل إلى اتفاق جديد لم تؤت ثمارها بعد.

ويكافح الوسطاء للتوفيق بين الجانبين منذ أن ردت حماس على الاقتراح الإسرائيلي الأخير لصفقة هدنة ورهائن بتعديلات كبيرة في 11 يونيو.

وفي يوم الثلاثاء وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر هذا الرد بأنه “رفض”.

وقال ميلر خلال مؤتمر صحفي “لقد قدموا لنا ردا مكتوبا يرفض الاقتراح الذي قدمته إسرائيل، والذي حدده الرئيس بايدن، والذي أيده مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والدول في جميع أنحاء العالم”.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يذهب فيها مسؤول أمريكي علناً إلى هذا الحد. وحتى الآن، كانت القدس وحدها هي التي وصفت رد حماس بأنه رفض. وانتقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اقتراح حماس المضاد لكنه أصر على أن الفجوات لا تزال قابلة للسد.

وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن التحول في الخطاب من واشنطن هو جزء من محاولة لزيادة عزل حماس وتزويد حزب الله بـ”مخرج” لتقليص هجماته عبر الحدود.

وقال زعيم حزب الله حسن نصر الله الأسبوع الماضي إن جماعته المدعومة من إيران “ستواصل دعم غزة ونحن مستعدون لأي شيء… مطلبنا واضح: وقف كامل ودائم لإطلاق النار في غزة”.

قوات من اللواء 401 مدرع تعمل في رفح بجنوب غزة، في صورة تم نشرها في 23 يونيو، 2024. (IDF)

ولكن على الرغم من دعمه لحماس، أصر نصر الله مرارا على أن منظمته لا تسعى إلى الحرب مع إسرائيل، والتي من المرجح أن تحدث دمارا في لبنان.

وقال المسؤول الأمريكي: “لو كانوا متسقين تماما، لرأيت حزب الله ينضم بقوة أكبر إلى القتال”.

ومع ذلك، تكثفت هجمات حزب الله من لبنان والضربات الإسرائيلية المضادة في الأسابيع الأخيرة، مما أثار مخاوف متزايدة في واشنطن من أن إطلاقا خاطئا من قبل أي من الجانبين أو هجومًا كبيرًا للجيش الإسرائيلي لدفع حزب الله بعيدا عن الحدود قد يؤدي إلى تصعيد كبير في الصراع وربما سحب إيران إلى القتال أيضا.

وزعم المسؤول الإسرائيلي أن حزب الله لديه ما يخسره أكثر من حماس، وبالتالي قد يكون من الأسهل إقناع نصر الله بالتراجع مقارنة بزعيم حماس في غزة يحيى السنوار، الذي وصفته مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف بأنه “مجنون مسياني” الأسبوع الماضي.

وقال المسؤول الإسرائيلي “حتى الآن، كان الاعتقاد هو أن الطريق إلى الهدوء في لبنان يمر عبر غزة، ولكن ربما العكس صحيح”.

أنصار حزب الله المدعوم من إيران يستمعون إلى خطاب زعيم الحزب حسن نصر الله يتحدث عبر رابط فيديو، في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان، 13 مايو، 2024. (AP Photo/Hassan Ammar)

وقال المسؤول الأمريكي إن إدارة بايدن ستواصل الضغط من أجل وقف إطلاق النار حتى في الوقت الذي تفكر فيه في استراتيجيات بديلة لتهدئة التوترات بين إسرائيل وحزب الله.

وأضاف: “بدون وقف إطلاق النار، سيكون من المستحيل على الأرجح المضي قدما في بقية أجندتنا الإقليمية”، مشيرا إلى الجهود المبذولة للتوسط في اتفاق تطبيع بين إسرائيل والمملكة السعودية وتمهيد طريق لقيام دولة فلسطينية مستقبلية.

اقرأ المزيد عن