إسرائيل في حالة حرب - اليوم 428

بحث

الولايات المتحدة وأوروبا تصعدان العقوبات على إيران بينما يضغطون على إسرائيل للتخلي عن التهديد بالرد

وزير خارجية الاتحاد الأوروبي يقول إنه لا يمكن إضافة الحرس الثوري الإيراني إلى القائمة السوداء بدون دليل على نشاط إرهابي؛ كبار الدبلوماسيين الألمان والبريطانيين يتوجهون إلى إسرائيل لمناقشة خفض التوترات

لافتة تصور البطل الفارسي الأسطوري أراش رامي السهام وهو يطلق صاروخًا من قوسه، مع نص باللغة الفارسية “لن أتخلى عن وطني”، في وسط طهران، 15 أبريل 2024. (Atta Kenare/AFP)
لافتة تصور البطل الفارسي الأسطوري أراش رامي السهام وهو يطلق صاروخًا من قوسه، مع نص باللغة الفارسية “لن أتخلى عن وطني”، في وسط طهران، 15 أبريل 2024. (Atta Kenare/AFP)

كثفت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون جهودهم يوم الثلاثاء للضغط على إسرائيل لضبط النفس في أعقاب القصف الإيراني غير المسبوق في نهاية الأسبوع، ووعدوا بفرض عقوبات صارمة على قدرة طهران على بيع النفط وتصنيع طائرات مسيّرة هجومية.

وتخشى القوى الغربية أن يؤدي الرد الإسرائيلي إلى جرها إلى حرب أوسع في المنطقة وأن يؤدي إلى تراجع الدعم الدولي لإسرائيل. وتعهد مسؤولون إسرائيليون كبار بالرد مع أخذ موقف الولايات المتحدة والحلفاء الآخرين في الاعتبار.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أنه أبلغ نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مكالمة هاتفية مساء الثلاثاء أن “المزيد من التصعيد لن يؤدي إلا إلى تعزيز عدم الاستقرار في المنطقة. على الذهون الهادئة أن تسود في هذه اللحظة”.

وفي الولايات المتحدة، قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إن الولايات المتحدة ستعمل مع حلفائها لفرض عقوبات في الأيام المقبلة من أجل مواصلة تعطيل “نشاط إيران الخبيث والمزعزع للاستقرار”.

وقالت يلين: “نحن لا نعرض أدوات العقوبات مسبقا. لكن في المناقشات التي أجريتها، لا تزال جميع الخيارات لعرقلة تمويل إيران للإرهاب مطروحة على الطاولة”.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخزانة للصحفيين إن الوزارة تعمل على حشد المساعدة من الصين وشركاء مجموعة السبع والموردين العالميين الرئيسيين الآخرين لتقويض قدرة إيران على مواصلة تصدير النفط والحصول على الإلكترونيات الدقيقة اللازمة للطائرات المسيّرة التي استخدمتها لمهاجمة إسرائيل والتي تبيعها إلى روسيا.

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يخاطب وسائل الإعلام في داونينج ستريت بلندن، 1 مارس 2024. (AP Photo/Alberto Pezzali)

وقالت يلين إن وزارتي الخزانة والخارجية اتخذتا إجراءات سابقة لاحتواء سلوك إيران “المزعزع للاستقرار” من خلال تقليص قدرتها على تصدير النفط.

“من الواضح أن إيران تواصل تصدير بعض النفط. ربما يمكننا القيام بالمزيد. لا أريد عرض أنشطة العقوبات الفعلية مسبقا، لكن من المؤكد أن هذا يظل موضع التركيز كمجال محتمل يمكننا معالجته”.

وقال بعض المحللين أنه من غير المرجح أن تسعى إدارة بايدن إلى تشديد العقوبات على صادرات النفط الإيرانية بسبب المخاوف من ارتفاع كبير في أسعار النفط وإثارة غضب أكبر مشتريه الصين.

وقال سوناك يوم الاثنين أن مجموعة الديمقراطيات السبع الكبرى تعمل بالفعل على حزمة من الإجراءات المنسقة ضد إيران. وألمحت إيطاليا، التي تتولى رئاسة مجموعة السبع، إلى أن العقوبات الجديدة ستستهدف الأفراد.

وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في وقت لاحق إن الكتلة المكونة من 27 دولة تتطلع أيضًا إلى تعزيز العقوبات ضد إيران استجابة لطلبات بعض الدول الأعضاء، وذلك بعد اجتماع غير رسمي مع وزراء خارجية آخرين.

وقال: “سأرسل إلى دائرة العمل الخارجي الطلب لبدء العمل اللازم المتعلق بهذه العقوبات… وسأرسل إلى دائرة الإجراءات الخارجية طلبا لبدء العمل الضروري المتعلق بهذه العقوبات”.

وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، 5 مارس، 2024. (John Thys/AFP)

وقال بوريل إن المقترح سيوسع نظام العقوبات الذي يهدف إلى تقييد إمدادات الطائرات المسيرة الإيرانية إلى روسيا ليشمل أيضا الإمداد بالصواريخ وربما يغطي أيضا الشحنات المرسلة إلى وكلاء طهران في الشرق الأوسط.

ودعمت ألمانيا وفرنسا وعدة دول أخرى أعضاء بالاتحاد الأوروبي المقترح بشكل علني.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك يوم الثلاثاء أنه إلى جانب الضغط من أجل فرض عقوبات، من المقرر أن تتوجه أيضا إلى إسرائيل يوم الثلاثاء لمناقشة منع التصعيد.

وقال مسؤول بريطاني إن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون أيضا سيسافر إلى إسرائيل يوم الثلاثاء، حيث من المقرر أن يلتقي بنتنياهو ووزير الخارجية يسرائيل كاتس وربما وزير الحرب بيني غانتس.

وبينما سيكون الهجوم الإيراني على أجندة الاجتماعات، قال المسؤول إن كاميرون يعتزم التركيز على الجهود الرامية إلى زيادة المساعدات لغزة.

وجاءت إعلانات العقوبات بعد أن قال كاتس إنه “يقود هجوما دبلوماسيا” لعزل إيران، وبعث برسالة إلى 32 دولة حول العالم لحثها على فرض عقوبات على برنامج الصواريخ الإيراني وتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية.

لافتة عليها صورة لإطلاق صواريخ، في طهران، 15 أبريل 2024. (ATTA KENARE / AFP)

وقال بوريل إن هذه الخطوة طُرحت في المناقشات، لكنها لا يمكن أن تمضي قدمًا دون دليل من “دولة ذات سلطة” على تورط الحرس الثوري الإيراني في نشاط إرهابي.

ومع ذلك، قال إنه سيطلب من الفريق القانوني للاتحاد الأوروبي لفحص ما إذا كانت هناك أي طريقة أخرى لفرض عقوبات على القوة العسكرية المهيمنة.

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن حملة العقوبات تهدف إلى سحب إسرائيل وإيران من “حافة الهاوية”.

وقال: “المنطقة لا تحتاج إلى حرب شاملة تشمل المنطقة كلها، ولا العالم ولا شعب غزة أيضاً”.

وردد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن هذه الرسالة في اجتماع مع زعماء يهود أمريكيين، حيث قال لهم أن تصعيد الصراع ليس في مصلحة واشنطن أو القدس، حسبما أفاد موقع أكسيوس نقلا عن الحاضرين في الاجتماع.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري بجوار صاروخ باليستي إيراني سقط في إسرائيل، في قاعدة جوليس العسكرية في الجنوب، 16 أبريل، 2024. (Gil Cohen-Magen/AFP)

وتجنبت إدارة بايدن مطالبة إسرائيل علنًا بعدم الرد على هجوم إيران، لكنها حثت إسرائيل سرًا على ضمان ألا يؤدي ردها إلى حرب إقليمية، وفقًا لمسؤولين مطلعين على الأمر.

وقال بلينكن للحاضرين إن الولايات المتحدة لم تطلب من إسرائيل عدم الرد، وأن هذا هو قرار إسرائيل في نهاية المطاف. وقال أحد المشاركين أن رسالة بلينكن كان مفادها “كن ذكياً واستراتيجياً ومحدوداً قدر الإمكان”.

وأطلقت إيران أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخًا هجوميا على إسرائيل يوم السبت، ردًا على الغارة الجوية في الأول من أبريل على ما قالت إنه مبنى في مجمع سفارة طهران في سوريا، والتي قُتل فيها عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني، وتتهم إسرائيل في تنفيذه.

وفقا للجيش الإسرائيلي، شمل الهجوم الإيراني 170 طائرة مسيّرة، و30 صاروخ كروز، و120 صاروخا بالستيا – اعترضت الدفاعات الجوية 99% منها.

وتم اعتراض معظم القذائف قبل وصولها إلى إسرائيل، بمساعدة الولايات المتحدة والأردن وحلفاء آخرين، وكانت الإصابة الوحيدة لفتاة بدوية أصيبت بجروح خطيرة جراء إصابتها بشظايا في صحراء النقب. وقال الجيش الإسرائيلي إن قاعدة نيفاتيم الجنوبية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي تعرضت لأضرار طفيفة، لكنها استمرت في العمل خلال الهجوم.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن (وسط) ونائب رئيس الوزراء العراقي محمد علي تميم (يمين) يصلان لإلقاء تصريحات في وزارة الخارجية، 15 أبريل، 2024، في واشنطن العاصمة. (Win McNamee/Getty Images North America/Getty Images via AFP)

ووعد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي يوم الاثنين بأن الهجوم “سيقابل برد”، دون تقديم تفاصيل.

وقال مصدر إسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل إن غالبية كابينت الحرب، المؤلف من ثلاثة أعضاء، تؤيد الانتقام القوي، ولكنهم سعيدون بإبقاء إيران في حالة عدم يقين في الوقت الحالي.

وقال المصدر “دعوهم يشعرون بالقلق”.

وتعهدت إيران بشن هجوم أكبر إذا ردت إسرائيل، زاعمة أنها لا تسعى إلى التصعيد.

وقال مسؤول أمريكي لموقع أكسيوس إن الولايات المتحدة تعتقد أنه إذا هاجمت إيران مرة أخرى، “سيكون من الصعب للغاية تكرار النجاح الهائل الذي حققناه يوم السبت… والإسرائيليون يعرفون ذلك”.

اقرأ المزيد عن