الولايات المتحدة منعت إسرائيل من شن حرب على حزب الله في أكتوبر العام الماضي بناء على إنذار كاذب – تقرير
تقرير نُشر في "ذي إتلانتيك" يقول أنه في الأيام الاولى للحرب دحضت المخابرات الأمريكية الشكوك حول تسلل لحزب الله، مما ساعد في تجنب الضربة؛ ويزعم أن محمد بن سلمان قال لبلينكن أنه لا يهتم بالقضية الفلسطينية
في الأيام الأولى للحرب، حاولت الولايات المتحدة بشكل محموم الوصول إلى مسؤولين إسرائيليين كبار كانوا مجتمعين للتخطيط لضربة كبيرة على حزب الله لإخبارهم أنهم لا يتصرفون بعقلانية وأنهم يعتمدون على معلومات استخباراتية سيئة، بحسب تقرير أمريكي الأربعاء.
ونجح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في نهاية المطاف في تمرير مذكرة إلى وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر تحذره من شن ضربة استباقية ضد حزب الله في 11 أكتوبر، وفقا لما ذكرته مجلة “ذي أتلانتيك”، والتي كشفت المزيد عن حالة الذعر التي استمرت 90 دقيقة في إسرائيل في ذلك المساء بسبب غزو مفترض للجماعة المتطرفة المدعومة من إيران.
دون ذكر مصادر، ذكرت ذي أتلانتيك أن كبار مسؤولي إدارة بايدن عملوا على اقناع الحكومة بتجنب شن ضربة استباقية على حزب الله عندما أبلغ ديرمر سوليفان أن طائرات مظلية تابعة لحزب الله قد حلقت عبر الحدود – على غرار هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حماس قبل أيام – وأطلقت النار على جنازة.
في غضون ذلك، تم ارسال أكثر من مليوني إسرائيلي إلى الملاجئ بسبب صفارات إنذار حذرت من هجمات مسيّرات مساء 11 أكتوبر والتي تبين لاحقا أنها كانت إنذارات كاذبة.
وكان من المقرر أن تصادق الحكومة على شن ضربة استباقية على حزب الله، لكن المزاعم بشأن وجود تسلل لحزب الله لم يتسن دعمها من قبل جهاز المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) والجيش الأمريكي، بحسب ذي أتلانتيك.
فشل سوليفان في الوصول مباشرة إلى ديرمر، الذي كان متواجدا في اجتماع مجلس الوزراء. وبدلا من ذلك، بعث بمذكرة قصيرة إلى الوزير من خلال رئيس ديوانه، قيل فيها: “أنتم لا تتخذون قرارات عقلانية. أنتم تتصرفون في ضباب الحرب على أساس معلومات استخباراتية سيئة”.
وبينما كانت إسرائيل لا تزال تواجه صدمة اقتحام مسلحي حماس جنوب البلاد عبر حدود غزة يوم السبت وقتل ما لا يقل عن 1200 إسرائيلي في البلدات الحدودية، فإن احتمال حدوث تسلل جماعي مماثل من قبل حزب الله على طول الحدود الشمالية أثار الذعر في بلد كان في حالة توتر.
وكانت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية في الجو بالفعل عندما تمكن الرئيس الأمريكي جو بايدن من إقناع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتراجع في اللحظة الأخيرة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” في ديسمبر.
وأفادت ذي أتلانتيك أن ديرمر أبلغ سوليفان بأن مجلس الوزراء ألغى الهجوم بعد 45 دقيقة من تلقي المذكرة، وبالتالي تم على ما يبدو تجنب حرب شاملة مع حزب الله بعد أيام من 7 أكتوبر.
“هل أهتم شخصيا بالقضية الفلسطينية؟ لا”
كما نشرت ذي أتلانتيك اقتباسات من اجتماع عقد في 8 يناير بين وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي أعرب فيه الأخير عن اهتمامه بالتطبيع مع إسرائيل بشرط أن تلتزم اسرائيل بالسماح بإقامة دولة فلسطينية. ووصف مسؤول سعودي رواية ذي أتلانتيك للمحادثة بأنها “غير صحيحة”.
وبحسب ما ورد، أخبر محمد بن سلمان بلينكن خلال الاجتماع الذي عُقد في السعودية أنه لن يكون بحاجة إلى التزام الإسرائيليين بوقف كامل للعمليات في غزة مقابل اتفاق التطبيع.
وقال، بحسب التقرير، “يمكنهم العودة في غضون ستة أشهر، أو سنة، ولكن ليس مباشرة بعد توقيعي على شيء من هذا القبيل”.
وبحسب ما ورد، قال الحاكم الفعلي للسعودية: “سبعون بالمائة من سكاني أصغر مني سنا. بالنسبة لمعظمهم، لم يعرفوا الكثير عن القضية الفلسطينية. وهكذا يتم تعريفهم بها لأول مرة من خلال هذا الصراع. إنها مشكلة كبيرة. هل أهتم شخصيا بالقضية الفلسطينية؟ لا، لكن شعبي يفعل ذلك، لذا أحتاج إلى التأكد من أن هذا الأمر جدي”.
ويُعتبر التزام إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية نقطة خلاف رئيسية مع الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية، التي رفضت مرارا إمكانية اتخاذ مثل هذه الخطوة، خاصة في أعقاب هجوم 7 أكتوبر، قائلة إن القيام بذلك سيكون بمثابة مكافأة للإرهاب.
بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أعقاب الهجوم الدامي الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر، جمدت السعودية إلى حد كبير الخطط المدعومة من الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، حسب ما قال مصدران مطلعان على تفكير الرياض في وقت سابق من هذا العام.
لكن مسؤولين سعوديين واصلوا القول علنا ووراء أبواب مغلقة منذ بداية الحرب إن اتفاق التطبيع مع إسرائيل لا يزال مدرجا على أجندتهم الدبلوماسية، بينما يضغطون علنا من أجل وقف إطلاق النار في حرب غزة.
وقد قال محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، قبل أسابيع فقط من اندلاع القتال، إن الرياض تقترب من التوصل إلى اتفاق، لكن المحادثات تم تجميدها بشكل أساسي في الأشهر الأولى من الحرب.
“لقد وقف هناك وأخذ يضرب الأزرار”
هناك حكاية أخرى نشرتها مجلة ذي أتلانتيك تصف على ما يبدو عدم قدرة رئيس الوزراء على تشغيل آلة التصوير.
خلال زيارته لإسرائيل في 16 أكتوبر، عمل بلينكن على إقناع نتنياهو بفتح معبر رفح الحدودي في غزة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية التي اشتدت الحاجة إليها إلى القطاع. حتى ذلك الحين، كانت إسرائيل قد فرضت إغلاقا كاملا على القطاع.
وبحسب التقرير، توجه نتنياهو وبلينكن لإخراج نسخة من الاتفاق الذي صاغوه في مقر وزارة الدفاع (الكيرياه) في تل أبيب. وواجه نتنياهو صعوبة في معرفة كيفية تشغيل الآلة. وقال التقرير “لقد وقف هناك وأخذ يضرب الأزرار”.