واشنطن “متفاجئة وقلقة” من قرار إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في يوم الانتخابات الأمريكية
مسؤول أميركي يقول "لدينا تساؤلات حقيقية حول أسباب" الإقالة، وإن توقيتها يهدف لتجنب غضب الولايات المتحدة؛ غالانت كان المسؤول الإسرائيلي الرئيسي في الاتصالات مع الولايات المتحدة
قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إن إدارة بايدن فوجئت و”قلقة” من قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت.
أقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزير الدفاع يوآف غالانت مساء الثلاثاء، مشيرا إلى انعدام الثقة المتبادل خلال وقت الحرب كسبب للقيام بذلك. وسيتم استبدال غالانت بوزير الخارجية يسرائيل كاتس، بينما سيحل الوزير بلا حقيبة غدعون ساعر محل كاتس في وزارة الخارجية.
إعلان القرار يوم الثلاثاء هو المرة الثانية خلال أقل من عامين التي يقيل فيها نتنياهو غالانت من منصب وزير الدفاع.
وقال مسؤول أميركي إن قرار نتنياهو إقالة غالانت في يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية يشير إلى أنه كان يحاول تجنب غضب إدارة بايدن التي تركز حاليا على مسائل أخرى.
وقال مسؤول أمريكي آخر لصحيفة تايمز أوف إسرائيل: “لدينا تساؤلات حقيقية حول أسباب إقالة غالانت وحول الدافع وراء هذا القرار. القرار المفاجئ بإقالة وزير الدفاع غالانت مثير للقلق، خاصة في خضم حربين وبينما تستعد إسرائيل للدفاع ضد هجوم محتمل من إيران”.
وصدر رد الفعل الرسمي الأمريكي الوحيد على هذه الخطوة من البنتاغون، الذي قال إن غالانت كان “شريكا موثوقا به”، وأضاف أنه سيواصل العمل بشكل وثيق مع وزير الدفاع الإسرائيلي المقبل.
وقال المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر في بيان إن “التزام أميركا بأمن إسرائيل يظل قويا، وستواصل وزارة الدفاع الأميركية العمل بشكل وثيق مع وزير الدفاع الإسرائيلي المقبل”.
وأشاد متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بغالانت وقال إن الإدارة ستواصل التعاون مع خليفته، لكنه تجنب انتقاد قرار نتنياهو بإقالته بشكل مباشر.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل: “كان الوزير غالانت شريكًا مهمًا في جميع الأمور المتعلقة بدفاع إسرائيل. وباعتبارنا شركاء مقربين، سنواصل العمل بالتعاون مع وزير الدفاع الإسرائيلي القادم”.
وأضاف: “نحيلكم إلى الحكومة الإسرائيلية للحصول على مزيد من المعلومات بشأن قراراتها المتعلقة بالموظفين”.
وعلى مدى العام الماضي، أعرب مسؤولون في الإدارة تحدثوا إلى صحيفة تايمز أوف إسرائيل بشرط عدم الكشف عن هويتهم عن اعتقادهم بأن بعض القرارات الكبرى التي اتخذها نتنياهو بشان إدارة الحرب ضد حماس كانت مدفوعة بحاجته إلى الحفاظ على دعم شركائه في الائتلاف من أقصى اليمين من أجل البقاء في السلطة.
ووقد أجرى غالانت ما يقرب من 100 مكالمة مع وزير الدفاع لويد أوستن منذ بداية الحرب مع حماس، والتي بدأت في 7 أكتوبر من العام الماضي في أعقاب هجوم الحركة على جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة في غزة.
ورغم وجود خلافات من حين إلى آخر، اعتبر المسؤولون الأميركيون غالانت صوتا عاقلا داخل الحكومة الإسرائيلية والذي يفهم أن استمرار إسرائيل في حربها ضد حماس يعتمد على قدرتها على تسهيل تسليم المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين.
وعندما أقال نتنياهو غالانت لأول مرة في مارس 2023 بسبب معارضة وزير الدفاع لجهود رئيس الوزراء لإصلاح القضاء، أعرب البيت الأبيض عن “قلقه العميق”، وأضاف أن الاضطرابات السياسية أكدت الحاجة إلى تسوية بين الفصائل المختلفة في الكنيست بشأن قضية الإصلاح القانوني.
وانتهى الأمر بنتنياهو إلى التراجع عن قراره بإقالة غالانت بعد معارضة شعبية واسعة النطاق لهذه الخطوة.