الولايات المتحدة قلقة من تأجيج بن غفير التوترات في الحرم القدسي خلال شهر رمضان
الإدارة قلقة من أن زيارة من قبل الوزير اليميني المتطرف خلال الفترة الحساسة قد تؤدي إلى جر القدس إلى صراع أوسع، وتضغط من أجل التوصل إلى هدنة بحلول بداية الشهر الفضيل في مارس
تشعر إدارة بايدن بقلق بالغ من أن وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتامار بن غفير سيحاول إثارة التوترات في الحرم القدسي خلال شهر رمضان الشهر المقبل، حيث تخشى واشنطن أن يجر ذلك القدس إلى الصراع الجاري في الشرق الأوسط والذي تسعى الولايات المتحدة إلى احتوائه، قال مسؤول أمريكي ومسؤول إسرائيلي لتايمز أوف إسرائيل يوم الثلاثاء.
وقال المسؤولان، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من قيام بن غفير بدخول الحرم القدسي مرة أخرى خلال شهر رمضان، الذي يبدأ في 10 مارس تقريبا.
وقام المشرع المثير للجدل بجولة في الموقع ثلاث مرات منذ أن أصبح وزيرا في ديسمبر 2022، مما أثار سيلا من الإدانات من حلفاء إسرائيل في جميع أنحاء العالم، الذين يرون أن هذه الخطوة من سياسي يدعو منذ فترة طويلة إلى قلب الوضع الراهن الهش في الموقع باعتباره استفزازيا.
وبموجب الوضع الراهن، وهو الترتيب السائد منذ عقود بالتعاون مع الأردن، يُسمح لليهود وغيرهم من غير المسلمين بالتجول في الحرم القدسي خلال ساعات معينة ولكن لا يجوز لهم الصلاة هناك. وقد دخل الموقع أعداد قياسية من القوميين المتدينين اليهود في السنوات الأخيرة، وبدأ العديد منهم بالصلاة هناك مع امتناع الشرطة بشكل متزايد عن اتخاذ إجراءات صارمة ضد انتهاك القواعد. وقد أثار هذا غضب الفلسطينيين والمسلمين في أنحاء العالم، الذين غالبا ما ينظرون إلى هذه الإجراءات على أنها جزء من محاولة لتقييد وجودهم في الحرم.
وتبلغ هذه المخاوف ذروتها كل عام خلال شهر رمضان، عندما يشهد الحرم تدفقا كبيرا للمصلين المسلمين، الذين يشتبك بعضهم أحيانا مع الشرطة.
ولكن هناك قلق أكبر هذا العام بسبب الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس في غزة، والتي اندلعت في أعقاب هجوم 7 أكتوبر والذي قتل فيه حوالي 1200 شخص واحتجز 253 رهينة. وأطلقت حماس على الهجوم اسم “عملية طوفان الأقصى”، كما أدرجت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في بلدان أخرى، والتي انضمت إلى الصراع، إشارات إلى القدس في رسائلها.
وبصفته الوزير المسؤول عن الشرطة، يلعب بن غفير دورا حاسما في تطبيق القانون في الموقع، وهناك قلق في واشنطن وكذلك داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن تؤدي توجيهاته للضباط للتشدد أكثر من اللازم في التعامل مع المحرضين أو دخول المسجد الأقصى لقمع الاشتباكات قد يؤدي إلى إثارة أعمال عنف في القدس والضفة الغربية وخارجها، قال المسؤول الإسرائيلي.
وقد دق مسؤولو إدارة بايدن ناقوس الخطر قبل شهر رمضان على مدى السنوات الثلاث الماضية، وحثوا اسرائيل على اتخاذ خطوات لتخفيف التوترات وسط مخاوف من تفاقم التوترات في المدينة، كما حدث في مايو 2021 عندما أدى إطلاق حماس صواريخ على المدينة إلى اندلاع الحرب الأخيرة بين إسرائيل والحركة الحاكمة في غزة.
وأشاد المسؤولون الأمريكيون بحكومة نتنياهو لاستجابتها العام الماضي عندما رفض رئيس الوزراء دعوة بن غفير للسماح لليهود بمواصلة دخول الحرم القدسي في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، خلافا للسياسة الإسرائيلية القائمة منذ فترة طويلة.
وكان هناك قلق خاص في السنوات الأخيرة بسبب تزامن شهر رمضان مع عطلة عيد الفصح، والذي يشهد أيضا ارتفاعا طفيفا في دخول عدد اليهود إلى الحرم القدسي. لكن سيقام عيد الفصح هذا العام بعد عدة أسابيع من انتهاء شهر رمضان.
وكانت آخر جولة قام بها بن غفير إلى الحرم القدسي في شهر يوليو خلال يوم الصيام “تيشعا بآف”، ودفعت الجولة البحرين إلى تأجيل رحلة وزير الخارجية إيلي كوهين إلى المنامة.
وسعى للقيام بجولة في الموقع مرة أخرى خلال موسم الأعياد اليهودية في الخريف الماضي، لكن ورد إن رئيس الشاباك رونين بار أقنعه بالتراجع عن الفكرة.
وتعهد بن غفير بمواصلة زيارة الموقع، ودعا الحكومة بشكل متزايد إلى اتباع نهج أقل تصالحية خلال الحرب، التي شهدت صعود حزبه اليميني المتطرف “عوتسما يهوديت” في العديد من استطلاعات الرأي.
وبناء على ذلك، أعرب المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون الذين تحدثوا مع التايمز أوف إسرائيل عن قلقهم من أنه سيكون من الصعب اقناع وزير الأمن القومي بالتراجع هذه المرة.
وأوضح المسؤول الأمريكي أن هذه المخاوف هي جزء من سبب سعي إدارة بايدن إلى التوصل إلى هدنة إنسانية ممتدة في غزة قبل بدء شهر رمضان الشهر المقبل.
وقال المسؤول: “إذا لم يتم إتمام ذلك بحلول ذلك الوقت، فسنواجه صورة أكثر خطورة”، مضيفا أن بلينكن سوف يثير القضية مع القادة الإسرائيليين خلال اجتماعاته في تل أبيب يوم الأربعاء.
ورفض مكتب بن غفير طلبا للتعليق على الأمر.
وسارع العديد من زملاء وزير الأمن القومي للسيطرة على الأضرار في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد أن أخبر بن غفير صحيفة “وول ستريت جورنال” أن تعامل إدارة بايدن مع الحرب كان يصب في مصلحة حماس وأنه كان من الأفضل لإسرائيل التعامل مع إدارة ترامب ثانية.
وفي وقت لاحق، شبه نجل بن غفير بايدن بمريض الزهايمر في منشور دفع الوزير إلى الاعتذار والأمر بإزالته.
وحذر زعيم المعارضة يائير لابيد يوم الإثنين من أنه إذا سُمح لبن غفير بتحديد سلوك الشرطة في الحرم القدسي وفي القدس خلال شهر رمضان، فإن المدينة “سوف تشتعل”.
“البلاد ليست مستعدة لذلك. لا يوجد تحضير. ولم تكن هناك مناقشات عملية وسياسية على المستوى المناسب. نحن نتجه نحو كارثة، كارثة أخرى”، قال لابيد.
وأضاف: “هذا ما يريده [بن غفير]، لكنه ليس ما تحتاجه دولة إسرائيل”، ودعا نتنياهو إلى تقييد سلطة الوزير وتعيين فريق للإشراف على استعدادات إسرائيل لهذه الفترة المضطربة.
“لم نكن بحاجة إلى المقابلة في صحيفة وول ستريت جورنال لتذكيرنا بأن بن غفير مهرج خطير يفضل إشعال النيران بدلا من إطفائها، ولكن خلال شهر رمضان، قد يتسبب ذلك في حريق شامل من شأنه أن يكلف أرواح البشر”.
وقال وزير الدفاع يوآف غالانت يوم الإثنين ردا على سؤال عن مشاركة بن غفير في الترتيبات لصلاة رمضان في الحرم القدسي: “أنا مشغول بقضايا المؤسسة الأمنية”، مضيفا أن الوزير اليميني المتطرف ليس صانع قرارات رئيسيا في القضايا الأمنية.