الولايات المتحدة قلقة بشأن الوضع الإنساني في شمال غزة بعد إعلان الأمم المتحدة عدم وصول المساعدات منذ أسبوعين
هاريس ووزير الدفاع يدعوان إلى توفير إمدادات جديدة للمدنيين، في الوقت الذي يشن فيه الجيش الإسرائيلي مداهمة جديدة في منطقة جباليا لمنع حماس من إعادة تجميع صفوفها؛ إسرائيل تنفي تنفيذ حصار
أطلق مسؤولون أميركيون الأحد ناقوس الخطر من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في شمال قطاع غزة، وسط تقارير من برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة تفيد بعدم دخول أي مساعدات إلى هذا الجزء من القطاع منذ ما يقارب من أسبوعين.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، دعت نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهود لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة.
“يجب حماية المدنيين وتمكينهم من الحصول على الغذاء والماء والدواء. ويجب احترام القانون الإنساني الدولي”، غردت من حسابها على موقع إكس.
وجاءت تعليقاتها في الوقت الذي واصلت فيه القوات الإسرائيلية هجومها البري الجديد لمنع حماس من إعادة تنظيم صفوفها في شمال غزة. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأحد إن الجيش يواصل عملياته في جباليا شمال غزة.
جباليا هي محور يتركز عليه هجوم عسكري إسرائيلي منذ نحو عشرة أيام. وأكمل الجيش تطويق مخيم اللاجئين التاريخي وأرسل دبابات إلى بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون المجاورتين من أجل تحقيق الهدف المعلن المتمثل في القضاء على مقاتلي حركة حماس الذين يحاولون إعادة تجميع صفوفهم هناك.
وتشبه الأيام القليلة الماضية المراحل السابقة من الحرب في ظل مطالبة الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين بالإخلاء باتجاه الجنوب مع تصعيد ضغوطه على حماس ودعوة الحركة لهم بعدم المغادرة.
وقالت مروة (26 عاما) التي غادرت مع عائلتها إلى مدرسة في مدينة غزة: “إحنا يتم قصفنا من السما ومن الأرض بدون توقف على مدار أسبوع.. بيعاقبونا مشان رفضنا نترك بيوتنا”.
وأضافت أن الناس يخشون من أنهم قد لا يستطيعون العودة مطلقا إذا اتجهوا جنوبا.
وكتب عدد من أهالي جباليا عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “لن نرحل، نموت، ولن نرحل”.
يخشى سكان آخرون من أن يكون هناك مخطط إسرائيلي لإخلاء جباليا وربما المناطق الشمالية بأكملها من قاطنيها، وذلك وفقا لمقترح طرحه جنرالات إسرائيليون سابقون يدعون لإخلاء شمال غزة من المدنيين وفرض حصار على المسلحين المتبقين حتى يعلنوا استسلامهم.
وتنفي إسرائيل بشكل قاطع وجود مثل هذا المخططات.
وقال المتحدث العسكري نداف شوشاني لصحفيين: “لم نتلق أي مخطط من هذا القبيل… نؤكد أننا نضمن عدم إلحاق أذى بالمدنيين أثناء تنفيذ عملياتنا (العسكرية) ضد هذه الخلايا الإرهابية في جباليا”.
وقال جيورا ايلاند، المقدم الرئيسي للمقترح، إن مخططه يهدف إلى الضغط على حماس لتحرير الرهائن من خلال تقليل عدد المناطق التي تسيطر عليها حماس والمساعدات الواردة إليها بدلا من إرسال قوات إسرائيلية لمحاربة مقاتلي الحركة.
وأضاف لإذاعة الجيش أمس الأحد: “ما يفعله (الجيش الإسرائيلي) في جباليا في الوقت الراهن هو جزء مما يحدث عادة… وخطتي لم تُنفذ بعد”.
وقال مسؤولون في منظمات الأمم المتحدة الإنسانية في الأيام الأخيرة إن المساعدات التي تدخل غزة هي الآن عند أدنى مستوى لها منذ أشهر وحذروا من أن قنوات المساعدات الحيوية إلى شمال غزة، حيث جددت إسرائيل هجومها، قد انقطعت.
لكن هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (كوغات)، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية التي تشرف على توزيع المساعدات في غزة، نفت الأسبوع الماضي أن تكون إسرائيل قد أوقفت دخول أو تنسيق المساعدات في شمال غزة ونشرت على وسائل التواصل الاجتماعي خلال عطلة نهاية الأسبوع أن هناك حاليا خمسة مخابز تنتج 1.3 مليون رغيف خبز يوميا في شمال غزة.
Bakeries in Gaza: Status update
???? ????13 active bakeries are producing 3.1 million pita breads daily.
North Gaza: 5 bakeries are producing 1.3 million pita breads per day.
Central Gaza: 8 bakeries are producing 1.8 million pita breads a day.
We coordinated the refueling of… pic.twitter.com/GcyYAZ6HZh
— COGAT (@cogatonline) October 11, 2024
وفي مكالمة هاتفية في وقت سابق من يوم الأحد مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أثار وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن “الوضع الإنساني المزري في غزة وأكد على ضرورة اتخاذ خطوات لمعالجته”، وفقا لبيان صادر عن البنتاغون.
كما أكد وزير الدفاع الأمريكي على دعوته لإسرائيل لضمان سلامة قوات اليونيفيل والجيش اللبناني الذين تعرضوا لنيران الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة، وشدد على الحاجة إلى “التحول من العمليات العسكرية في لبنان إلى المسار الدبلوماسي في أقرب وقت ممكن”.
وأضاف “لقد أكدت التزام الولايات المتحدة الثابت والدائم والحازم بأمن إسرائيل”.
وتمكنت بعثة مشتركة من منظمة الصحة العالمية والهلال الأحمر الفلسطيني السبت من إجلاء مرضى وتزويد مستشفيَيْن في شمال قطاع غزة بالإمدادات، حسبما أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس على منصة إكس الأحد.
وقال غبرييسوس: “تمكنت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها أخيرا من الوصول إلى مستشفيَي كمال عدوان والصحابة أمس (السبت) بعد تسع محاولات هذا الأسبوع”. وذكر أن “المهمات أُنجزت بينما كانت المعارك لا تزال مستمرة”.
.@WHO and partners finally managed to reach Kamal Adwan and Al-Sahaba hospitals yesterday after 9 attempts this past week:
– 13 critical patients from Kamal Adwan hospital were transferred to Al-Shifa hospital. The hospital is overwhelmed and still serving around 60 in-patients… pic.twitter.com/jSmdC93dtP
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) October 13, 2024
وأضاف أن السائقين تعرضوا لمعاملة مهينة واحتُجزوا بعض الوقت عند نقطة تفتيش، مشددا على أن “هذا أمر غير مقبول”.
وتندد منظمة الصحة العالمية بانتظام بعراقيل تضعها السلطات الإسرائيلية في طريق بعثات الإمداد وإجلاء المرضى.
وسلمت البعثة أيضا 20 ألف لتر من الوقود لضمان الإبقاء على عمل مستشفيَي كمال عدوان والعودة، وتم كذلك تسليم 23 ألف لتر إلى مستشفى الصحابة، فضلا عن تسليم 800 وحدة دم وأدوية ومستلزمات طبية أساسية.
يُستخدم الوقود بشكل أساسي لتشغيل المولدات في المستشفيات.
وتتهم إسرائيل حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة والتي نفذت هجوم السابع من أكتوبر 2023 في جنوب إسرائيل والذي أشعل فتيل الحرب، بالعمل عمدا تحت غطاء هذه المباني، التي تتمتع عادة بحماية بموجب قواعد الحرب. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يستهدف جميع المناطق التي تعمل فيها حماس في حين يسعى إلى تقليل الخسائر بين المدنيين.