الولايات المتحدة غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن رفح بعد اجتماع ثان
واشنطن تقول إن المشاركين الأمريكيين في القمة الافتراضية "يشعرون بالقلق إزاء مسارات العمل المختلفة في رفح"؛ الجانبان يناقشان الشأن الإيراني قبل ساعات من غارة إسرائيلية مزعومة
واشنطن – ما زالت إسرائيل والولايات المتحدة على خلاف بعد اختتام اجتماعهما الافتراضي الثاني يوم الخميس بشأن الهجوم البري المحتمل للجيش الإسرائيلي في رفح، مع عدم اقتناع إدارة بايدن بأن إسرائيل يمكنها إخلاء المنطقة بأمان وتوفير الاحتياجات الإنسانية لأكثر من مليون فلسطيني يلجأون حاليا إلى المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع.
وقال البيت الأبيض إن الجانبين يتفقان على الهدف المشترك المتمثل في هزيمة حماس في رفح لكن “المشاركين الأمريكيين أعربوا عن قلقهم إزاء مسارات العمل المختلفة في رفح”. وكانت التعليقات مماثلة تقريبا لتلك التي صدرت بعد الاجتماع الافتراضي الأول في الأول من أبريل.
بحسب البيان الأمريكي فإن إسرائيل وافقت على أخذ مخاوف واشنطن بعين الاعتبار وعقد اجتماع آخر في هذا الشأن قريبا. ولم يصدر بيان عن الجانب الإسرائيلي.
وأجرى المجتمعون أيضا مناقشات بشأن إيران، في أعقاب الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل فجر الأحد. وفي أعقاب مؤشرات على وقوع هجوم إسرائيلي يوم الجمعة، قال مسؤولون أمريكيون إنهم تلقوا تنبيها يوم الخميس بشأن الخطط الإسرائيلية.
وترأس القمة مستشار الأمن القومي جيك سوليفان من الجانب الأمريكي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي من الجانب الإسرائيلي.
وتقول واشنطن إن أي هجوم عسكري كبير في رفح من شأنه أن يعرض الفلسطينيين الذين يحتمون هناك للخطر، وأن يحدث دمارا في المركز الإنساني الرئيسي في غزة الواقع في جنوب القطاع، وسيزيد من عزلة إسرائيل دوليا دون تعزيز أمنها فعليا.
وبدلا من ذلك، يضغط الأمريكيون على إسرائيل لمواصلة المزيد من العمليات المستهدفة ضد قادة حماس في رفح، والتنسيق مع القاهرة من أجل تأمين الحدود بين مصر وغزة، وإنشاء جدار تحت الأرض لمنع تهريب الأسلحة وتضييق الخناق على العناصر المسلحة المتبقية في المنطقة، حسبما قال مسؤول أمريكي لـ”تايمز أوف إسرائيل” في وقت سابق الخميس.
وتقول إسرائيل إنها لا تستطيع هزيمة حماس دون شن هجوم كبير في رفح لتفكيك الكتائب الأربع المتبقية للحركة هناك. كما أنها تقول إنها لن تبدأ العملية البرية إلا بعد إخلاء المدنيين في المدينة، والتأكد من أنهم سيكونون قادرين على مواصلة تلقي المساعدات الإنسانية عند نقلهم، والتنسيق مع مصر، التي لديها حدود متاخمة لرفح والتي أعربت عن قلقها الشديد بشأن عملية محتملة.
وبينما أبلغ المسؤولون الإسرائيليون نظراءهم الأميركيين في الاجتماع الافتراضي الأول أنهم يستطيعون تلبية كل من هذه المتطلبات في غضون عدة أسابيع، رد مسؤولو بايدن بأن الأمر سيستغرق في الواقع عدة أشهر أو أكثر، بحسب التقارير.
وحذر مبعوث إدارة بايدن للشؤون الإنسانية في غزة، ديفيد ساترفيلد، الأسبوع الماضي من أن “هؤلاء النازحين بالفعل في حالة الجوع الحالية [و] الافتقار إلى الخدمات الطبية الأساسية دون اتخاذ جميع التدابير المناسبة لتوفير المأوى المناسب مقدما، وتوفير الرعاية الطبية والمياه والطعام الذي يحتاجون إليه الآن في رفح ولا يمكنهم الحصول عليه – إذا قمت بنقلهم مرة أخرى، نعتقد أن الظروف ستكون كارثية”.
لكن إسرائيل لم تظهر أي علامات على أنها تنوي تأجيل خططها الخاصة برفح.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت سابق من هذا الشهر إن إسرائيل حددت موعدا لشن هجومها على رفح.
وقال المسؤول الأمريكي إن وزير الدفاع يوآف غالانت أبلغ نظيره الأمريكي لويد أوستن أنه لم يتم تحديد موعد بعد وأنه سيتم تحديد موعد بناء على استيفاء إسرائيل للشروط الثلاثة التي طرحتها.
وقال البيت الأبيض إن الاجتماع الافتراضي بدأ بمناقشة بشأن الضربة الإيرانية الأخيرة على إسرائيل.
واستعرض سوليفان “الجهود الجماعية لمواصلة تعزيز الدفاع الإسرائيلي من خلال القدرات المتقدمة وكذلك التعاون مع تحالف واسع من الشركاء العسكريين وأطلع الجانب الإسرائيلي على العقوبات الجديدة والإجراءات الأخرى التي بدأت اليوم، بالتنسيق مع الكونغرس وعواصم مجموعة السبع”.
وبعد ساعات من الاجتماع، أفادت تقارير أن إسرائيل نفذت هجوما انتقاميا داخل إيران.
وأفادت وكالة “بلومبرغ” للأنباء بأن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة يوم الخميس أنها تعتزم إطلاق ضربتها في غضون الساعات الـ 48 القادمة.
ولم تحدد وكالة الأنباء ما إذا كان الإخطار جاء خلال الاجتماع الافتراضي، لكن البيان الأمريكي أشار إلى أن مجموعة صغيرة فقط من المسؤولين شاركت في الجزء المتعلق بالشأن الإيراني من المحادثة قبل انضمام مجموعة أكبر لمناقشة مسألة رفح.