الولايات المتحدة ستعيد إزالة رصيف المساعدات قبالة غزة مؤقتا بسبب سوء الأحوال الجوية
تقول الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة إن نقل المساعدات من الرصيف إلى سكان غزة لا يزال معلقًا بسبب اعتقاد الفلسطينيين بأن الجيش الإسرائيلي استخدم المنطقة خلال عملية إنقاذ الرهائن الأسبوع الماضي
قال مسؤول أمريكي يوم الجمعة إن الجيش الأمريكي يستعد لإزالة الرصيف الإنساني قبالة ساحل غزة بصفة مؤقتة بسبب ظروف البحر المتوقعة، وذلك في أحدث تحد للجهود التي أعاقتها الأحوال الجوية السيئة منذ إقامة الرصيف في مايو أيار.
وكان الرصيف العائم الذي أقامته الولايات المتحدة قبالة غزة قد استأنف للتو إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني بعد تعليق عمله في مطلع الأسبوع.
وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته أنه من المرجح نقل الرصيف إلى ميناء أسدود الإسرائيلي حتى تتحسن ظروف البحر.
وبدأت في 17 مايو وصول المساعدات عبر الرصيف العسكري الأمريكي العائم، وقالت الأمم المتحدة إنها نقلت 137 شاحنة مساعدات إلى المخازن، أي نحو 900 طن، قبل أن تعلن الولايات المتحدة في 28 مايو أنها أوقفت العمليات حتى يتسنى إجراء إصلاحات.
وقالت الأمم المتحدة يوم الجمعة أنها لم تستأنف بعد نقل المساعدات من الرصيف إلى مخازن برنامج الأغذية العالمي التابع للمنظمة الدولية.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق: “ما زال زملاؤنا في مجال الأمن يعملون لضمان إعادة إرساء الظروف الآمنة للعمل الإنساني”.
كما قال مسؤولو الأمم المتحدة أيضا إنهم يعيدون تقييم استخدام الرصيف، زاعمين أن النشاط العسكري الإسرائيلي القريب قد عرّض الحياد المتصور لطريق المساعدات للخطر.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري للصحفيين انه خلال عملية إخراج جندي خاص إسرائيلي أصيب بجروح قاتلة بعد عملية تحرير الرهائن الأسبوع الماضي، قررت القوات عدم العودة من الطريق الذي أتت به عبر الحدود البرية. وأضاف أنهم سارعوا باتجاه الشاطئ ومركز المساعدات الأمريكي على ساحل غزة بدلا من ذلك. وهبطت مروحية إسرائيلية بالقرب من الرصيف الذي بنته الولايات المتحدة لنقل الرهائن والقوات الخاصة، وفقا للجيشين الأمريكي والإسرائيلي.
وتنفي إسرائيل والولايات المتحدة استخدام أي جانب من الرصيف الأمريكي في الغارة الإسرائيلية. وقالوا أنه تم استخدام المنطقة المجاورة لإعادة الرهائن.
ومع ذلك، قرر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، والذي يعمل مع الولايات المتحدة لنقل المساعدات من الرصيف إلى المستودعات وفرق المساعدات المحلية لتوزيعها داخل غزة، بتعليق تعاونه بينما يجري مراجعة أمنية. وقد تراكمت المساعدات على الشاطئ منذ ذلك الحين.
وقال حق أنه يتعين على الأمم المتحدة أن تنظر إلى الحقائق وكذلك إلى ما يعتقده الجمهور الفلسطيني والجماعات المسلحة بشأن تورط الولايات المتحدة أو الرصيف أو عمال الإغاثة في الغارة.
مضيفا: “يجب عدم استخدام المساعدات الإنسانية وألا يُنظر إليها على أنها تنحاز إلى أي جانب في الصراع. سلامة العاملين في المجال الإنساني لدينا تعتمد على ثقة جميع الأطراف والمجتمعات الموجودة على الأرض في حيادهم”.
وتقول الجماعات الإنسانية إن الشائعات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تفاقم الخطر على عمال الإغاثة.
وقالت سوزي فان ميجن رئيسة العمليات في غزة للمجلس النرويجي للاجئين: “سواء رأينا الرصيف يستخدم لأغراض عسكرية أم لا، فهذا يكاد يكون غير ذي صلة. لأن تصور الناس في غزة، من مدنيين وجماعات مسلحة، هو أن المساعدات الإنسانية يتم استغلالها كأداة من قبل أطراف النزاع”.
وقالت منظمة أوكسفام الدولية وبعض منظمات الإغاثة الأخرى إنها تنتظر إجابات من الحكومة الأمريكية لأنها المسؤولة عن الاتفاقيات مع الأمم المتحدة والجماعات الإنسانية الأخرى حول إدارة الرصيف وتسليم المساعدات.
وقال سكوت بول المدير المساعد في منظمة أوكسفام إن الأسئلة تشمل ما إذا كانت المروحيات والقوات الإسرائيلية استخدمت ما وعدت الولايات المتحدة مجموعات الإغاثة بأن تكون منطقة محظورة على الجيش الإسرائيلي حول الرصيف.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في شهر مارس عن خطة لإقامة الرصيف لإيصال المساعدات خلال الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.
وتقدر تكلفة الرصيف خلال أول تسعين يومًا بمئات الملايين من الدولارات، وشارك في تشغيله حوالي ألف جندي أمريكي.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر عندما شنت حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف 251 آخرين.
وتقول وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس إن أكثر من 37 ألف فلسطيني في القطاع قُتلوا حتى الآن. وتشمل هذه الحصيلة، التي لا يمكن التحقق منها لأنها لا تفرق بين المقاتلين والمدنيين، نحو 15 ألف مقاتل تقول إسرائيل إنها قتلتهم في المعركة.