الولايات المتحدة ستجدد ضغوطها على الدول لتمويل مؤسسة غزة الإنسانية بمجرد ظهور نتائج – مسؤول
مسؤول في إدارة ترامب يقول إن الدول رفضت الفكرة عندما طُرحت عليها في وقت سابق من هذا الشهر ”لأنها معتادة على فعل ما تفعله دائما“، لكنه متفائل بإمكانية إقناعها

قال مسؤول أمريكي لـ ”تايمز أوف إسرائيل“ يوم الثلاثاء إن إدارة ترامب تعتزم تجديد ضغوطها على الدول والمنظمات الدولية لتمويل “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF) بمجرد أن تثبت نجاح مبادرتها الجديدة لتوزيع المساعدات.
وأقر المسؤول الأمريكي بأن الدول الأوروبية وغيرها من الدول التي اتصلت بها الإدارة في وقت سابق من هذا الشهر بشأن دعم مؤسسة غزة الإنسانية قبل أن تبدأ عملها في قطاع غزة لم ترد ”بشكل إيجابي“. وكان ”تايمز أوف إسرائيل“ كشف أن مساعدي ترامب هددوا بقطع التمويل عن برنامج الغذاء العالمي إذا لم يتعاون مع مؤسسة غزة الإنسانية.
وقال المسؤول الأمريكي يوم الثلاثاء: ”الدول معتادة على فعل ما تفعله دائما“.
ومع ذلك، لم يبد المسؤول الأمريكي أي قلق إزاء الردود السلبية الأولية من الدول التي امتنعت حتى الآن عن تمويل GHF.
وأضاف المسؤول ”الولايات المتحدة رائدة في مجال الابتكار، وبمجرد أن تبدأ GHF عملها، سترغب دول أخرى في المشاركة في نجاحها“.
وردا على سؤال حول اقتحام آلاف الفلسطينيين أحد مواقع توزيع المساعدات التابعة لـ GHF في رفح في وقت سابق يوم الثلاثاء – وهو اليوم الثاني فقط من عمليات GHF – قلل المسؤول الأمريكي من أهمية الواقعة، مؤكدا أنها استمرت لمدة 20 دقيقة فقط وأن أكثر من 400 ألف وجبة تم توزيعها بفضل عمل المؤسسة.
תיעוד: המוני עזתים במתחמי החלוקה של הסיוע ההומניטרי ברצועה pic.twitter.com/xbqaskO79f
— החדשות – N12 (@N12News) May 27, 2025
ووصفت GHF نفسها أعمال النهب بشكل مشابه، موضحة في بيان أن متعاقديها الأمنيين الأمريكيين الذين يديرون موقع التوزيع في رفح ”تراجعوا“ للسماح لـ ”عدد قليل من سكان غزة بأخذ المساعدات بأمان والتفرق“ قبل أن تتمكن العمليات من الاستمرار كالمعتاد.
لكن لقطات الفيديو للحادث بدت أكثر فوضوية، حيث أطلقت القوات الإسرائيلية القريبة طلقات تحذيرية، مما أدى إلى فرار الناس في حالة من الذعر بعد بدء أعمال النهب.
منعت إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة لمدة 78 يوما، بدعوى أن ما يكفي قد دخل خلال وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع، مع التأكيد في الوقت نفسه أن حماس كانت تقوم بتحويل جزء كبير من المساعدات.
وواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطا من شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف الذين ضغطوا من أجل عدم السماح بدخول أي مساعدات إلى غزة من أجل الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن الـ 58 المتبقين.
بدأت القدس في تخفيف حصارها قليلا الأسبوع الماضي، حيث سمحت بدخول عدة مئات من الشاحنات إلى غزة، وسط ضغوط دولية متزايدة وتحذيرات من مسؤولي الجيش الإسرائيلي من أن القطاع على شفا المجاعة.
وأظهرت المشاهد التي شهدها موقع توزيع المساعدات يوم الثلاثاء يأس المدنيين الذين توافدوا بالآلاف إلى رفح في محاولة لتأمين الطعام لأسرهم.
وتعرض المدنيون لتهديدات من قبل حماس، التي أصدرت تحذيرات ضد الوصول إلى مواقع GHF، زاعمة أن إسرائيل تستخدم المواقع لجمع معلومات استخباراتية عنهم.

الولايات المتحدة تشيد بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” وتنتقد الأمم المتحدة لعدم دعمها
وقال مسؤول رفيع في إدارة ترامب في بيان للصحفيين إن حماس سعت إلى ”فرض حصار“ على شاحنات المساعدات، لكن موظفي GHF تمكنوا من التغلب على ذلك. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن حماس أقامت نقاط تفتيش لمنع الفلسطينيين من الوصول إلى مواقع GHF، وهو ما نفته الحركة.
وأشاد المسؤول في إدارة ترامب بعمل GHF، وانتقد الأمم المتحدة لرفضها التعاون مع مبادرة توزيع المساعدات الجديدة التي أطلقتها المؤسسة.
وقال المسؤول الكبير في الإدارة الأمريكية: ”المساعدات تصل إلى المحتاجين، ومن خلال نظام التوزيع الآمن، يتم الحفاظ على أمن إسرائيل وتبقى حماس خالية الوفاض“.
وبدا أن المسؤول يستشهد بأرقام GHF، حيث ذكر أنه تم توزيع حوالي 8 آلاف صندوق من المواد الغذائية في أول يومين من عمل الصندوق، وأن كل صندوق يكفي لإطعام 5.5 شخص لمدة 3.5 أيام، أي ما مجموعه 462 ألف وجبة.
تأسست GHF في وقت سابق من هذا العام بالتنسيق الوثيق مع المسؤولين الإسرائيليين الذين سعوا إلى تطوير طريقة جديدة لتوزيع المساعدات يمكنها الالتفاف على محاولات حماس لتحويلها.
وامتنعت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى عن تقديم الدعم الضروري لGHF، بدعوى أن مبادرتها للمساعدة تنتهك المبادئ الإنسانية لأنها تضطر سكان غزة إلى السير لمسافات طويلة للحصول على المساعدات وتقتصر على جنوب غزة، وهو إجراء من شأنه أن يؤدي إلى تهجير السكان الفلسطينيين قسرا.

كما حذرت منظمات الإغاثة قبل واقعة الثلاثاء من أن طول أمد الحصار الإسرائيلي زاد من احتمالات حدوث أعمال نهب عند السماح أخيرا بدخول المواد الغذائية، لا سيما عند توزيعها من مواقع قليلة جدا.
وقال المسؤول الكبير في إدارة ترامب، دون أن يذكر النهب الذي وقع قبل ساعات، ”لقد أخطأت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى في انتقادها. لقد رددت هذه المنظمات نفس حجج حماس بدلا من الإشادة بأولئك الذين يحققون نتائج“.
وأضاف ”تشكل GHF تهديدا لنظام حماس المستمر منذ فترة طويلة في نهب المساعدات المخصصة لشعب غزة“.
وحدة تنسيق أعمال الحكومة ضد الأمم المتحدة
وانضم منسق أعمال الحكومة في المناطق إلى الانتقادات الموجهة إلى الأمم المتحدة، زاعما أنها فشلت أيضا في جمع المساعدات الإنسانية من الجانب الغزي من معبر كيرم شالوم الحدودي.
بحسب المنسق، كان هناك أكثر من 400 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية، تم تجهيزها عبر كيرم شالوم وكانت في انتظار التوزيع يوم الثلاثاء.
وجاء في بيان صادر عن المنسق: ”لقد وسعت إسرائيل الطرق والمساعدات، ومددت أوقات التجميع. والآن حان دور الأمم المتحدة للتصرف وفقا لالتزاماتها. ندعو الأمم المتحدة إلى الوفاء بالمهمة الموكلة إليها كشريك إنساني رئيسي كما هو مطلوب ودون مزيد من التأخير“.

وأضاف ”للأسف، فشلت فرق الأمم المتحدة في الوصول لجمع المساعدات وتوزيعها على المدنيين في غزة، على الرغم من التعديلات اللوجستية والأمنية التي أجرتها قوات جيش الدفاع لتنسيق توزيع المساعدات على المدنيين في قطاع غزة“.
ورد مسؤول في الأمم المتحدة في غزة على المنسق، وقال ل”تايمز أوف إسرائيل”: ”من السخرية بمكان إلقاء اللوم على العاملين في المجال الإنساني الذين يخاطرون بحياتهم في غزة لعدم تمكنهم من فعل المزيد“.
وأضاف ”الحقيقة هي أن إسرائيل لا تسمح لنا بمواصلة عملنا، ونتيجة لذلك يموت الناس“.
”لما يقرب من ثمانين يوما، منعت إسرائيل كل الجهود الرامية إلى إدخال الإمدادات المنقذة للحياة إلى غزة. والآن، يُسمح بدخول القليل من المساعدات. لكنها غير كافية لتخفيف معاناة السكان الذين يعانون من الجوع“، على حد قوله.
”وهذا يعني أن شاحناتنا معرضة لخطر النهب“.
واستطرد المسؤول الأممي بالقول ”لا يُسمح لنا إلا بتسليم الدقيق إلى المخابز التي لا تستطيع التعامل مع الحشود الهائلة من الناس اليائسين“، مضيفا ”نحاول الوصول يوميا إلى المعبر الوحيد المفتوح ونقل البضائع بأمان، لكننا نواجه تنسيقا غير فعال مع القوات على الأرض، ما يجبرنا على الانتظار لساعات في منطقة عسكرية للحصول على الضوء الأخضر للتحرك، بينما القصف مستمر“.
وقال ”عندما يُسمح لنا بالتحرك، فإن الطرق التي توفرها لنا القوات الإسرائيلية غير مناسبة وغير آمنة“.
”قدرتنا على التسليم تعتمد كليا على إمكانية الوصول التي تُمنح لنا. خلال وقف إطلاق النار، كان ذلك ممكنا. لكنه لم يعد كذلك“، حسبما قال.

رئيس الوزراء: ”لم يسجل أي حالة هزال في غزة منذ بدء الحرب“
ورد نتنياهو على منتقدي سياسة إسرائيل في مجال المساعدات الإنسانية، واصفا GHF التي تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل بأنها أداة حاسمة لإضعاف حماس، ورفض بشدة الاتهامات بأن إسرائيل تستخدم الجوع كسلاح حرب.
وفي معرض حديثه عن حادثة النهب خلال كلمة باللغة الإنجليزية ألقاها في وزارة الخارجية خلال قمة دولية لمكافحة معاداة السامية، أقر نتنياهو بحدوث ”فقدان مؤقت للسيطرة“.
وقال رئيس الوزراء: ”سننشئ المزيد من [مواقع التوزيع] هذه“.
لكنه قال الأسبوع الماضي إن الخطة النهائية هي أن تكون المواقع مقتصرة على منطقة صغيرة في جنوب غزة يحرسها الجيش الإسرائيلي، بما يتناقض مع تعهدات الرئيس التنفيذي السابق لـ GHF جيك وود بضمان وصول المساعدات إلى جميع أنحاء القطاع. واستقال وود من منصبه في وقت سابق هذا الأسبوع، معربا عن أسفه لأن القيود الإسرائيلية تنتهك ”المبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية“.

ورفض نتنياهو المزاعم بأن إسرائيل تنتهج سياسة متعمدة لتجويع سكان غزة المدنيين، ووصف هذه الادعاءات بأنها ”الموضة رائجة، الكذبة السائدة“ التي تنتشر ”كالنار في الهشيم“ في وسائل الإعلام.
وأعلن أنه لا يوجد دليل على سوء التغذية في قطاع غزة، وهو ما يمكن رؤيته في الصور الفوتوغرافية التي التقطت خلال عمليات التفتيش الأمنية التي أجراها الجيش الإسرائيلي على المدنيين والمقاتلين المحتجزين.
وقال نتنياهو “لا ترى شخصا واحدا، واحدا هزيلا منذ بداية الحرب وحتى الآن”.
بثت قناة “فوكس نيوز”، إحدى القنوات المفضلة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل يوم واحد تقريرا يظهر طفلة تبلغ من العمر عامين تعاني من الهزال الشديد وترقد حاليا في المستشفى بسبب سوء التغذية.
2-year-old Mayar weighs just 15 pounds. She is in desperate need of aid.
While humanitarian conditions remain dire, the threat of airstrikes is a constant fear among Palestinian civilians.
Israeli bombings killed dozens in Gaza over the weekend, including nine siblings. pic.twitter.com/4oYTTHcLGD
— Trey Yingst (@TreyYingst) May 26, 2025
الأسبوع الماضي، بثت شبكة CNN تقريرا عن طفلة من غزة توفيت بعد أن عجزت والدتها عن إرضاعها بسبب نقص الإمدادات الغذائية. فقد نفد حليب الأطفال والأدوية الأخرى بسبب الحصار.
وقال وزير الصحة في السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية الأسبوع الماضي إن 29 طفلاً ومسنا توفوا بسبب الجوع في غزة في الأيام الأخيرة، وإن آلاف آخرين معرضون للخطر. وبثت وسائل الإعلام العربية تقارير لا حصر لها عن الأزمة الإنسانية.
وقال نتنياهو يوم الثلاثاء إن ”أفضل طريقة“ لإسرائيل لمكافحة ما وصفه بالاتهامات الكاذبة بشأن تجويع سكان غزة هي ”الانتصار السريع في الحرب“.
وكان نتنياهو قد زعم في ديسمبر 2023 إن إسرائيل على “وشك تحقيق النصر”
بينما يتحدث ترامب بشكل متزايد عن رغبته في إنهاء الصراع في غزة بسرعة وبشكل دائم، تعهد نتنياهو بمواصلة الحرب حتى تقوم إسرائيل بتفكيك القدرات العسكرية والحكمية لحركة حماس، وإطلاق سراح الرهائن، ونزع السلاح من غزة، ونفي قادة حماس، وتنفيذ خطة ترامب لإعادة توطين سكان غزة.
يجادل مؤيدو وقف إطلاق النار بأن إسرائيل قد حققت بالفعل أقصى مكاسبها العسكرية ضد حماس، وأن الجيش الإسرائيلي يقاتل حاليا تمردا سيستمر في غزة طالما رفض نتنياهو إقامة بديل فلسطيني قابل للتطبيق لحكم حماس. وتضغط الدول العربية من أجل عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة وعرضت المساعدة في إدارة القطاع بعد الحرب إذا دعتها السلطة الفلسطينية، لكن نتنياهو رفض، مشبها السلطة بحماس.
كما يواجه رئيس الوزراء تهديدات من شركائه في الائتلاف بإسقاط الحكومة إذا وافق على وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن. وأظهر استطلاع للرأي أجرته القناة 12 الأسبوع الماضي أن غالبية الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو مهتم بالبقاء في السلطة أكثر من اهتمامه بتحرير الرهائن أو هزيمة حماس.