الولايات المتحدة توقف آخر أموال المساعدات للمدنيين الفلسطينيين المخصصة لبرامج العيش المشترك
سناتور ديمقراطي ينتقد وقف التمويل الذي تبلغ قيمته 10 مليون دولار: ’علامة على أن البيت الأبيض فشل في الدبلوماسية’
ستقوم الولايات المتحدة بوقف جميع مساعداتها للبرامج التي تجمع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في خطوة ستنهي كل التمويل الأمريكي للمدنيين الفلسطينيين، بحسب ما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الجمعة.
وقال التقرير إن البيت الأبيض قرر وقف دعم برامج التعايش، في إطار خطوته العامة لمعاقبة الفلسطينيين بسبب رفضهم التواصل مع الإدارة.
ويشكل الدعم السنوي للبرامج عبر “الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية” (USAID)، وتبلغ قيمته 10 مليون دولار، ربع إجمالي الأموال لهذه البرامج.
إحصل على تايمز أوف إسرائيل ألنشرة أليومية على بريدك الخاص ولا تفوت المقالات الحصرية آلتسجيل مجانا!
وتشمل هذه البرامج مباريات كرة قدم مشتركة وجهود زراعية ومشاريع مصالحة أخرى.
ومع ذلك، ستواصل وكالة USAID دعم البرامج التي تجمع بين يهود وعرب.
وقالت الوكالة إنها “غير قادرة في الوقت الحالي على التواصل مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة نتيجة لقرار الإدارة الأخير حول مساعدة الفلسطينيين”، لكنها أضافت أنها ستواصل “دعم المجتمع المدني الذي يعمل على هذه القضايا داخل إسرائيل”.
ويبدو أن جيسون غرينبلات، مبعوث إدارة ترامب للسلام، أكد هذه الخطوة في وقت متأخر من ليلة الجمعة، حيث غرد قائلا “ما زلت أؤمن في أهمية بناء العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لا سيما الأطفال. ولكن سيخسر الأطفال الفلسطينيون والإسرائيليون، وهذه البرامج ستكون بلا معنى، إذا استمرت السلطة الفلسطينية في إدانة خطة لم ترها وترفض الإنخراط فيها”، وأضاف “نأمل أن تقوم السلطة الفلسطينية بالقيادة… دعونا نرى…”.
وقال مساعد للسناتور الديمقراطي باتريك ليهي، الذي ساعد في بناء برنامج USAID، إن السناتور “يعتبر قرار وقف التمويل للضفة الغربية وغزة علامة على أن البيت الأبيض هذا فشل في الدبلوماسية”.
“هذه ليست وجهة نظر حزبية. إنها وجهة نظر أولئك الذي يعون أنه لا يمكنك الدفع بقضية السلام من خلال وقف تمويل جميع البرامج التي تهدف إلى تعزيز التسامح والتفاهم ومعالجة المشاكل المشتركة”.
وقال الأب جوش توماس، مدير حركة “كيدز فور بيس” (Kids4Peace) التي تعمل على الوصل بين أطفال إسرائيليين وفلسطينيين في برامج عبر الحدود: “نحن قلقون من أن تمس التغييرات في المساعدات بالأشخاص الأكثر أهمية لأي اتفاق سلام من خلال تعريض زخم منظمات مثل منظمتنا للخطر”.
وقال نيكولاس بيرنز، وهو أستاذ في جامعة هارفرد ووكيل وزارة الخارجية الأمريكية السابق للشؤون السياسية، لنيويورك تايمز إن “قطع جميع المساعدات الأمريكية الاقتصادية والإنسانية للشعب الفلسطيني هو أمر وضيع ودون مستوى بلدان عظيمة مثل بلدنا”.
“لقد حاول رؤساء جمهوريون وديمقراطيون لعقود وضع الولايات المتحدة كوسيط نزيه بين إسرائيل والفلسطينيين. لقد تخلى الرئيس ترامب عن هذا الدور الحاسم وأهدر نفوذنا ومصداقيتنا مع العالم العربي على هذه القضية الهامة. هذا سوء تصرف دبلوماسي على أعلى مستوى”.
في شهر ديسمبر، اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وبدأ بإجراءات نقل السفارة الأمريكية في الدولة اليهودية إلى المدينة. وتم نقل السفارة رسميا إلى القدس في شهر مايو.
منذ قرار ترامب حول القدس، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن الفلسطينيين لن يستمروا في العمل مع عملية سلام تهيمن عليها الولايات المتحدة، ودعا إلى إنشاء آلية بوساطة متعددة الأطراف لتحل محلها. ولطالما أكدت إسرائيل على أنها ستتعاون فقط مع عملية سلام تقودها الولايات المتحدة.
في الأسابيع القليلة الأخيرة، قامت الإدارة الأمريكية بوقف التمويل الأمريكي لمنظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، الهيئة الأممية المسؤولة عن مساعدة اللاجئين الفلسطينيين، بالكامل، وقامت بخفض أكثر من 200 مليون دولار من المساعدات الأمريكية لمشاريع وبرامج في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأمرت بإغلاق مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن العاصمة.
في مقابلة مع نيويورك تايمز يومك الخميس، زعم جاريد كوشنر، المستشار الكبير لترامب، إن الإجراءات التي اتخذتها الإدارة ضد الفلسطينيين لم تقلص من فرص تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بل زادت منها.
وأكد على أن الخطوات التي اتخذتها إدارة ترامب تلغي “الحقائق الزائفة” المتعلقة بعملية السلام في الشرق الأوسط.
ردا على ذلك، قال نبيل أبو ردينة، الناطق باسم عباس، إن تصريحات كوشنر تعكس “جهلا بواقع الصراع”.
على مدى الأشهر القليلة الماضية، قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إنهم يعتزمون عرض خطة لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ولقد قال عباس مؤخرا في أكثر من مناسبة إنه سيرفض أي خطة سلام أمريكية. لكنه قال أيضا مرة واحدة على الأقل في الأشهر الأخيرة إنه سيكون على استعداد للاستماع إلى مقترح سلام أمريكي إذا اعترف ترامب بالقدس الشرقية عاصمة ل”دولة فلسطين” وأعلن عن دعمه لحل الدولتين.
ساهم في هذا التقرير آدم راسغون.