الولايات المتحدة توافق على نقل أكثر من 2000 قنبلة و25 طائرة F-35 إلى إسرائيل – تقرير
بحسب صحيفة "واشنطن بوست" فإنه سيتم تسليم الأسلحة وسط المخاوف الأمريكية المتزايد بشأن الحملة العسكرية في غزة وخطط الهجوم على رفح
ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” يوم الجمعة أن الولايات المتحدة سمحت في الأيام الأخيرة بنقل قنابل وطائرات مقاتلة بقيمة مليارات الدولارات إلى إسرائيل، حتى في الوقت الذي أعربت فيه علنا عن مخاوفها بشأن هجوم عسكري متوقع في رفح.
وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين في البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية إن حزمة الأسلحة الجديدة تشمل 1800 قنبلة من طراز MK-84 تزن 2000 رطل و 500 قنبلة من طراز MK-82 تزن 500 رطل، بالإضافة إلى 25 طائرة من طراز F-35 تمت الموافقة عليها في البداية كجزء من حزمة أكبر من قبل الولايات المتحدة. وطلبت إسرائيل السرب الثالث المكون من 25 طائرة من طراز F-35 في يوليو، والذي سيصل إجمالي حجم الأسطول عند تسليمه إلى 75 طائرة.
وتقدم واشنطن مساعدات عسكرية سنوية لحليفتها القديمة إسرائيل بقيمة 3.8 مليار دولار. وتقوم الولايات المتحدة بإرسال دفاعات جوية وذخائر إلى إسرائيل في إطار حربها ضد حماس في غزة، لكن بعض الديمقراطيين والجماعات العربية الأمريكية انتقدوا دعم إدارة بايدن الثابت لإسرائيل، ودعوا إلى استخدام المساعدات العسكرية كورقة ضغط على الدولة اليهودية.
وقال مسؤول في البيت الأبيض لصحيفة واشنطن بوست: “لقد واصلنا دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، مضيفا أن “وضع شروط على المساعدات لم يكن سياستنا”.
واعتبرت الولايات المتحدة مؤخرا أن إسرائيل ملتزمة بمذكرة الأمن القومي الجديدة بعد أن تلقت تأكيدا مكتوبا من اسرائيل بأنها تستخدم الأسلحة الأمريكية بما يتماشى مع القانون الدولي ولا تمنع المساعدات الإنسانية في غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر يوم الاثنين، إن هذه التأكيدات جاءت الأسبوع الماضي عبر “مسؤول رفيع المستوى يتمتع بالمصداقية ولديه القدرة والسلطة لاتخاذ القرارات والالتزامات بشأن القضايا التي تشكل جوهر الضمانات”، في إشارة إلى الرسالة التي أرسلها وزير الدفاع يوآف غالانت.
وقال ميلر خلال مؤتمر صحفي: “إن هذه التأكيدات متوقعة، ولكن بالطبع، نظرتنا إليها مستمدة من تقييماتنا المستمرة لسلوك إسرائيل في الحرب في غزة”.
وأضاف: “لقد أجرينا تقييمات مستمرة لامتثال إسرائيل للقانون الإنساني الدولي. ولم نجد أن هناك انتهاك له، سواء فيما يتعلق بسير الحرب أو تقديم المساعدات الإنسانية. إننا ننظر إلى هذه الضمانات من خلال العمل المستمر الذي قمنا به”.
وأمام وزارة الخارجية مهلة حتى الثامن من مايو لتزويد الكونغرس بتقرير حول التزام إسرائيل بالمذكرة.
وجاء هذا الإعلان في نفس اليوم الذي امتنعت فيه الولايات المتحدة عن التصويت في مجلس الأمن الدولي على الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر، دون الربط بين القضيتين. وتم تمرير القرار، الذي أيدته روسيا والصين، بأغلبية 14 صوتا.
وأثار التصويت خلافا مع إسرائيل، التي قالت إن تمرير القرار سيجعل حماس أكثر عنادا في محادثات الهدنة في قطر. كما ألغى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رحلة مقررة لكبار مساعديه إلى واشنطن لمناقشة خطط الهجوم على مدينة رفح في غزة. ووافقت القدس منذ ذلك الحين على إعادة جدولة هذا الاجتماع.
يوم الخميس، قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة إن إسرائيل لم تتلقى كل الأسلحة التي طلبت الحصول عليها، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن بعضها قد يؤثر على استعداد الجيش الأمريكي، كما أن هناك محدودية قدرات.
وقال الجنرال تشارلز كيو براون جونيور “على الرغم من أننا ندعمهم بالقدرات، إلا أنهم لم يتلقوا كل ما طلبوه”.
وأضاف براون، أثناء حديثه في حدث استضافته مجموعة مراسلي شؤون الدفاع (Defense Writers Group): “يرجع بعض ذلك إلى أنهم طلبوا أشياء لا نملك القدرة على تقديمها أو لسنا على استعداد لتقديمها، ليس الآن”.
وقال متحدث باسم براون في وقت لاحق يوم الخميس إن تصريحاته كانت في إشارة إلى “ممارسة معتادة قبل تقديم المساعدة العسكرية لأي من حلفائنا وشركائنا”.
تصاعدت التوترات بشأن خطط إسرائيل للقيام بعملية برية واسعة في مدينة رفح جنوب غزة، والتي تعد آخر معقل رئيسي لحركة حماس في القطاع والتي يتواجد فيها الآن أكثر من مليون نازح من سكان غزة بسبب القتال.
كما اختلفت واشنطن والقدس حول تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث ألقت إسرائيل اللوم في الوضع الإنساني المتردي على فشل وكالات الإغاثة في توزيع الإمدادات، وعلى حماس والجماعات المسلحة التي تنهب الشاحنات التي تدخل قطاع غزة.
وأظهر البيت الأبيض استعدادا متزايدا في الأشهر الأخيرة للتعبير عن عدم رضاه عن إسرائيل بشأن الضحايا المدنيين في غزة والوضع الإنساني هناك، بما في ذلك اعتماد لهجة أكثر صرامة.
ساهم في هذا التقرير جيكوب ماغيد