الولايات المتحدة تندد بـ”الاتجاه المتصاعد” لعنف المستوطنين بعد إصابة 4 فلسطينيين بإطلاق نار
وزارة الخارجية الأمريكية تركز على "الهجمات ضد الفلسطينيين في منازل ومزارع يعيشون فيها منذ عقود" وتندد أيضا بمحاولة طعن نفذها فلسطيني
أعربت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة عن قلقها من “الاتجاه المتصاعد لعنف المستوطنين المتطرفين”، بينما أدانت محاولة طعن مستوطن إسرائيلي نفذها مؤخرا فلسطيني في جنوب الضفة الغربية.
وجاء البيان الصادر عن مكتب شؤون الشرق الأدنى في وزارة الخارجية بعد أسبوع متوتر آخر وراء الخط الأخضر، وقعت خلاله عدة اشتباكات بين المستوطنين والفلسطينيين.
ووقعت المواجهة الأخيرة يوم الجمعة عندما أصيب أربعة فلسطينيين بنيران مستوطنين، من بينهم شخص في حالة خطيرة بعد إصابته برصاصة في الرأس.
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي احتراق حقول وعدة سيارات جراء نيران أضرمها المستوطنون أيضا على ما يبدو.
وقال متحدث باسم الجيش لـ”تايمز أوف إسرائيل” إن قوات أُرسلت إلى المنطقة في أعقاب تقارير عن “احتكاك عنيف” بين المستوطنين والفلسطينيين بالقرب من مستوطنة عادي عاد.
وأضاف المتحدث إن المستوطنين فتحوا النار خلال المواجهات وأن كلا الجانبين قام بإلقاء الحجارة.
وقال المتحدث “نتيجة الاحتكاك العنيف، أصيب عدد من المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين”، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي تلقى تقارير عن إحراق سيارات مملوكة لفلسطينيين.
واستخدمت قوات الجيش الإسرائيلي إلى جانب عناصر الشرطة وسائل تفريق أعمال الشغب والنيران الحية في الهواء لتفريق الطرفين في نهاية المطاف، بحسب المتحدث.
وبدأت الشرطة الإسرائيلية تحقيقا في أعمال العنف، لكن لم يتم تنفيذ أي اعتقالات حتى الآن.
Yesterday (Monday, 22 May 2023), the last residents of the Palestinian community of ‘Ein Samia, a community next to Ramallah that was home to about 200 residents, were forced to leave their land. Israel has made their lives unbearable, leaving residents with no other choice. > pic.twitter.com/NGWfmCE73I
— B'Tselem בצלם بتسيلم (@btselem) May 23, 2023
قبل يومين، هاجم عدة مستوطنين فلسطينيين في قرية برقة شمال الضفة الغربية وأضرموا النيران في منازل، بحسب منظمة “يش دين” الحقوقية. وأظهر مقطع فيديو من برقة السكان وهم يحاولون إخماد الحرائق.
ورشق الإسرائيليون والفلسطينيون بعضهم البعض بالحجارة خلال المواجهات، وتحدث الخدمات الطبية في كلا الطرفين عن إصابة فلسطينيين وإسرائيلي.
يوم الإثنين، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن آخر أفراد تجمع عين سامية الفلسطيني بالقرب من رام الله قد غادر أرضه بعد الترهيب والهجمات المستمرة من قبل المستوطنين وهدم المنازل من قبل السلطات الإسرائيلية.
وقالت منسقة الشؤون الانسانية للأمم المتحدة بالإنابة إيفون هال إن “هذه العائلات لا تغادر باختيارها؛ لقد دمرت السلطات الإسرائيلية مرارا وتكرارا منازل ومبان أخرى امتلكوها وهددت بتدمير مدرستهم الوحيدة”، وأضافت “في الوقت نفسه، تضاءلت أراضي الرعي المتاحة بسبب توسع المستوطنات، وتعرض كل من الأطفال والبالغين لعنف المستوطنين”.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في تعليق على الهجمات: “إننا نشعر بقلق عميق إزاء الاتجاه المتصاعد لعنف المستوطنين المتطرفين، بما في ذلك التقارير عن الهجمات ضد الفلسطينيين في المنازل والمزارع التي يعيشون فيها منذ عقود. نحن ندين بشكل لا لبس فيه جميع أعمال العنف المتطرف، سواء كانت إسرائيلية أو فلسطينية”.
[1] Following a diplomatic visit expressing solidarity with the residents of Burqa earlier today, tens of settlers – accompanied by soldiers – have invaded the village, burning a number of homes. Several Palestinians already reported injured from live fire. pic.twitter.com/XTJ5KKC2Tv
— Yesh Din English (@Yesh_Din) May 24, 2023
بعد ذلك تطرقت الخارجية الأمريكية لحادثة وقعت قبل ساعات من ذلك قُتل فيها رجل فلسطيني بنيران فريق أمن محلي بعد أن تسلل إلى داخل مستوطنة تنه عومريم في الضفة الغربية وحاول طعن إسرائيلي عند مدخل كنيس المستوطنة، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وأظهر مقطع فيديو من المكان الرجل وهو يدخل زاحفا تحت بوابة المستوطنة ويسير بعد ذلك وهو يحمل بيده ما يبدو كسكين.
وقالت الخارجية الأمريكية “في السياق ذاته، ندين أيضا التقارير التي تتحدث عن محاولة هجوم طعن ضد إسرائيلي في تنه عومريم. هناك حاجة ملحة لكلا الطرفين لاتخاذ خطوات لتهدئة التوترات والعمل معا لتحسين الوضع الأمني في الضفة الغربية”.
تصاعدت التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين خلال العام الأخير، حيث نفذ الجيش مداهمات ليلية شبه يومية في الضفة الغربية وسط سلسلة من الهجمات الفلسطينية.
منذ بداية العام، تسببت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية في مقتل 19 شخصا وإصابة العديد بجروح خطيرة.
قُتل ما لا يقل عن 113 فلسطينيا من الضفة الغربية خلال تلك الفترة، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع قوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف قيد التحقيق.
ساهم في هذا التقرير إيمانويل فابيان.