الولايات المتحدة تنتقد سموتريتش لمعارضته اتفاق وقف إطلاق النار في غزة: “يعرض الرهائن للخطر”
في تصريحات صريحة بشكل غير مألوف، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي يقول إنه ينبغي على الوزير أن "يخجل من نفسه" بعد أن ندد بالمقترح باعتباره "فخا خطيرا".
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي يوم الجمعة إن إدارة بايدن لن تسمح “للمتطرفين”، بما في ذلك في إسرائيل، بدفع المحادثات لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة بعيدا عن مسارها، واتهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بتقديم ادعاءات كاذبة.
وقال كيربي إن مزاعم سموتريتش بأن اتفاق وقف إطلاق النار سيكون بمثابة استسلام لحركة حماس أو أنه لا ينبغي تبادل الرهائن بأسرى فلسطينيين “خاطئة تماما”، وقال إن الوزير اليميني المتطرف يضلل الجمهور الإسرائيلي.
وأضاف كيربي أنه ينبغي على سموتريتش أن “يخجل من نفسه” لتشكيكه في نوايا الرئيس الأمريكي جو بايدن مضيفا أن “فكرة أن يدعم [بايدن] صفقة تترك أمن إسرائيل في خطر هي فكرة خاطئة من الناحية الواقعية، هذا مشين وسخيف”.
واتهم كيربي سموتريتش بأنه “يعرض للخطر” الرهائن الإسرائيليين والأمريكيين الذين من المنتظر أن يتم إطلاق سراحهم في إطار الصفقة، في موقف “يتعارض مع مصالح الأمن القومي لإسرائيل في هذه المرحلة الحرجة من الحرب”.
وقال: “إنه يقول ذلك بينما يوجه الرئيس بايدن في الواقع الجيش الأمريكي إلى الشرق الأوسط للدفاع بشكل مباشر عن إسرائيل ضد أي هجوم محتمل من قبل إيران أو غيرها من الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران”.
تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها منذ أشهر ترتيب اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن، لكنهم يواجهون باستمرار عقبات من جانب إسرائيل وحماس.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الاقتراح الأخير هو الأقرب الذي وصل إليه الطرفان نحو التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح النساء والمرضى وكبار السن الذين تحتجزهم حماس في غزة منذ السابع من أكتوبر مقابل وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع على الأقل، وهي المرحلة الأولى في اتفاق من ثلاث مراحل لإنهاء الحرب.
وقال كيربي للصحفيين: “نريد التوصل إلى اتفاق. ونعتقد أنه من الممكن القيام بذلك… لكن الأمر سيتطلب بعض القيادة من جميع الأطراف هنا وبعض التنازلات”.
ودعا زعماء الولايات المتحدة ومصر وقطر يوم الخميس إسرائيل وحماس إلى الاجتماع لإجراء مفاوضات في الخامس عشر من أغسطس لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
وندد سموتريتش بالاقتراح باعتباره يخلق “تناظرا وهميا” بين الرهائن الإسرائيليين و”الإرهابيين الحقيرين الذين يقتلون اليهود” الذين سيتم إطلاق سراحهم.
وقال سموتريتش: “إن الوقت ليس مناسبا على الإطلاق لفخ خطير حيث يملي ’الوسطاء’ ’صيغة’ ويفرضون علينا صفقة استسلامية من شأنها أن تهدر الدماء التي أرقناها في هذه الحرب العادلة”.
ورد كيربي: “حججه خاطئة تماما”.
ورغم أن الانتقادات التي وجهتها الولايات المتحدة، الحليف الأبرز لإسرائيل، كانت قوية بشكل غير عادي، فقد أثار سموتريتش مرارا غضبا دوليا بتصريحاته.
في وقت سابق هذا الأسبوع، قال الوزير اليميني المتطرف إنه سيكون “مبررا وأخلاقيا” تجويع مليوني فلسطيني في غزة لتحرير الرهائن، لكنه اشتكى من أن العالم لن يسمح لإسرائيل القيام بذلك.
وقالت الدول الثلاث، التي تحاول التوسط للتوصل إلى اتفاق، في بيان مشترك إن المحادثات قد تجري الأسبوع المقبل إما في الدوحة أو القاهرة.
اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر عندما تسلل مسلحون من حماس إلى إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص، واختطفوا 251 آخرين.
ويُعتقد أن 111 من أصل 251 رهينة اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر ما زالوا في غزة، بما في ذلك جثث 39 قتيلا أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
وأطلقت حماس سراح 105 من الرهائن خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر، كما تم إطلاق سراح أربع رهائن قبل ذلك. وأعادت القوات الإسرائيلية سبعة من المختطفين أحياء، واستعادة رفات 24 من الرهائن، من بينهم ثلاث مختطفين قُتلوا بنيران الجيش عن طريق الخطأ عندما حاولوا الفرار من خاطفيهم.
وتحتجز حماس أيضا إسرائيليين اثنين دخلا القطاع في عامي 2014 و2015، بالإضافة إلى رفات جنديين إسرائيليين قُتلا في عام 2014.