الولايات المتحدة تقول إن حماس هي “العقبة” أمام الهدنة في غزة بعد أن رفضت الاقتراح الإسرائيلي
ورد أن الحركة سلمت الوسطاء مسودة جديدة، وتزعم أنه يمكنها تحرير 20 رهينة "إنسانية" فقط، وتطالب بوقف دائم للحرب، وعودة المدنيين النازحين إلى شمال غزة
قالت الولايات المتحدة يوم الاثنين أن حركة حماس هي العائق أمام التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت في غزة، وأضافت أن إسرائيل قامت بخطوات “مهمة” لتقديم اقتراح معقول في محادثات الرهائن الجارية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي “هناك صفقة مطروحة على الطاولة من شأنها أن تحقق الكثير مما تدعي حماس أنها تريد تحقيقه، وهم لم يقبلوا تلك الصفقة”.
وجاءت هذه التصريحات بعد أن رفضت حماس شروط اقتراح القاهرة الأسبوع الماضي بشأن اتفاق هدنة مقابل رهائن، ثم قدمت للوسطاء الأمريكيين والقطريين والمصريين اقتراحًا خاصًا بها. ولم يتم نشر اقتراح القاهرة الذي صاغته الولايات المتحدة ولا رد حماس، وكانت هناك تقارير متعددة، ومتناقضة في بعض الأحيان، حول محتواها.
وقال ميلر إن “خلاصة الأمر هي أنهم رفضوها، وإن كانوا قبلوها، لكانت ستسمح بوقف فوري لإطلاق النار في غزة لمدة ستة أسابيع على الأقل، الأمر الذي سيفيد الشعب الفلسطيني الذي يزعمون أنهم يمثلونه. كانت ستسمح لنا ذلك أيضا بمواصلة التحسينات في تقديم المساعدات الإنسانية”.
وأضاف: “خلاصة الأمر هي أن على حماس قبول تلك الصفقة، وعليهم أن يشرحوا للعالم وللشعب الفلسطيني سبب رفضها لأن حماس الآن هي الحاجز والعقبة أمام وقف إطلاق النار في غزة”.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير لتايمز أوف إسرائيل إن رد حماس على اقتراح صفقة الرهائن الأخير رفض جميع بنود الاقتراح الذي تمت صياغته في القاهرة في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن رد حماس يطالب بأن يكون إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في المرحلة الأولى من الصفقة مشروطاً بتقديم المفاوضين ضمانات بأن توافق إسرائيل في المرحلة الثانية على وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من غزة، وعودة الفلسطينيين إلى شمال القطاع دون عائق. والمطالب الثلاثة الأخيرة كلها مرفوضة تماما بالنسبة لإسرائيل.
كما يشمل اقتراح حماس زيادة كبيرة في عدد الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الذين تطالب بإطلاق سراحهم مقابل كل رهينة، فضلا عن عدد المدانين بالقتل الذين تريد إطلاق سراحهم.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن حماس مستعدة الآن للإفراج في المرحلة الأولى فقط عن حوالي 20 رهينة يندرجون من النساء والرجال فوق سن 50 والرهائن المرضى. وينص الاقتراح الذي صاغه الوسطاء في القاهرة على إطلاق حماس سراح 40 رهينة من تلك الفئات.
وزعمت الحركة أنه لم يعد لديها 40 رهينة من تلك الفئات على قيد الحياة. ونُقل عن مسؤول إسرائيلي قوله لموقع “واللا” الإخباري إن حماس استخدمت “أعذارا سخيفة” لتفسير رفضها إطلاق سراح 40 رهينة “إنسانية”، بدعوى أن العديد منهم إما ماتوا أو ليسوا محتجزين لديها.
وتطالب حماس أيضا بأن توافق إسرائيل على وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع قبل أن تطلق الحركة سراح أول 20 رهينة.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن “السنوار لا يريد التوصل إلى اتفاق. استمرار معاناة سكان غزة لا يهمه، حتى بعد المرونة الإسرائيلية الاستثنائية فيما يتعلق بجميع جوانب الاقتراح الأمريكي”.
ويُعتقد أن حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى تحتجز 129 من أصل 253 رهينة تم اختطافهم خلال هجوم 7 أكتوبر في جنوب إسرائيل، وليس جميعهم على قيد الحياة، بعد إطلاق سراح 105 مدنيين من أسر حماس خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر.
وتؤكد تعليقات المسؤول الإسرائيلي على بيان نادر من الموساد أصدره مكتب رئيس الوزراء يوم الأحد، قال فيه إن رفض حماس للاقتراح الأخير يثبت أن السنوار “غير مهتم بالتوصل إلى اتفاق إنساني وعودة الرهائن، ويواصل استغلال التوترات مع إيران لمحاولة توحيد الجبهخات وتحقيق تصعيد عام في المنطقة”.
وأفادت قناة “الجزيرة” أن حماس قدمت الاقتراح إلى الوسطاء. ولم تقدم إسرائيل تعليق علني على الإقتراح حتى نشر المقال.
وأفادت كل من الجزيرة وهآرتس أن حماس تطالب بوقف دائم لإطلاق النار في بداية أي عملية إطلاق سراح الرهائن، خلال هدنة أولية مدتها 42 يومًا، وأنها لن تطلق سراح أي رهائن حتى بداية مرحلة ثانية مدتها 42 يومًا.
بالإفراج عن 30 أسيرا أمنيا فلسطينيا مقابل كل رهينة مدنية – وهي زيادة بمقدار عشرة أضعاف عن الأسرى الأمنيين الثلاثة الذين تم إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة مدنية في صفقة نوفمبر. كما ورد أن الحركة تطلب من إسرائيل إطلاق سراح 50 أسيرا فلسطينيا مقابل كل مجندة محتجزة، منهم 30 أسيرا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد.
ويُعتقد أيضًا أن الاقتراح يطالب بالسماح للفلسطينيين النازحين بالعودة دون عوائق إلى شمال غزة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من جميع المراكز الحضرية في القطاع، خلال المرحلة الأولية التي تستغرق ستة أسابيع.
كما ذكرت الجزيرة وصحيفة هآرتس إن حماس تدعي أنها أنها ستحتاج إلى المرحلة الأولية التي تستغرق ستة أسابيع لتحديد مكان جميع الرهائن والتأكد من حالتهم. وكانت المقترحات السابقة منذ انتهاء الهدنة التي استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر تنص على إطلاق سراح نحو 40 رهينة “إنسانية”.
وقد رفضت حماس جميع هذه المقترحات واشترطت إطلاق سراح أي رهائن على إنهاء إسرائيل للحرب، وسحب جميع قوات الجيش الإسرائيلي والسماح للنازحين بالعودة إلى شمال غزة – وهي مطالب رفضتها إسرائيل ووصفتها بأنها وهمية.
ووفقاً لبعض التقارير، ستقوم حماس بموجب اقتراحها الجديد بإطلاق سراح الرهائن المسنين والمرضى والنساء المدنيات والمجندات خلال المرحلة الثانية التي تستمر 42 يومًا. ولم تحدد التقارير عدد هؤلاء الرهائن، ولكن يبدو أن التصنيف يشمل حوالي 45 رهينة.
وسيُطلب من إسرائيل استكمال انسحاب جميع قوات الجيش الإسرائيلي من غزة ضمن هذه المرحلة الثانية. ولم تحدد التقارير ما إذا كان الانسحاب الكامل سيكون مطلوبا في بداية هذه المرحلة أو أثناءها.
وفي المرحلة الثالثة والأخيرة من صفقة حماس المقترحة، ستبدأ عملية إعادة إعمار قطاع غزة الذي مزقته الحرب، وسيتم إطلاق سراح جميع الجنود والرجال في سن الخدمة العسكرية، بالإضافة إلى جثث الذين قتلوا في فترة الأسر أو في 7 أكتوبر.
ولم تحدد التقارير عدد الأسرى الأمنيين الفلسطينيين الذين سيُطلب من إسرائيل إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة في المرحلة النهائية من الصفقة.
واندلعت الحرب في اعقاب هجوم حركة حماس الفلسطينية المدمر على إسرائيل الذي أدى إلى مقتل 1200 شخص واختطاف 253 آخرين.
وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 34 من بين 129 رهينة ما زالوا محتجزين لدى حماس، مستشهدا بمعلومات استخباراتية جديدة ومعلومات حصلت عليها القوات العاملة في غزة. كما تم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولاً.
وتحتجز حماس أيضا رفات الجنديين الإسرائيلين أورون شاؤول وهدار غولدين منذ عام 2014، بالإضافة إلى مواطنيّن إسرائيلييّن، هما أفيرا منغيستو وهشام السيد، اللذين يُعتقد أنهما على قيد الحياة بعد دخولهما القطاع بمحض إرادتهما في عامي 2014 و2015 تباعا.