إسرائيل في حالة حرب - اليوم 430

بحث

الولايات المتحدة تقود الإدانات الدولية لـ”استفزازات” بن غفير في الحرم القدسي

وزارة الخارجية الأمريكية تقول إن إعلان الوزير السماح بالصلاة في الموقع يساهم في "زيادة انعدام الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة"؛ الأمم المتحدة تصف الخطوة بأنها "استفزازية بشكل مفرط"

تظهر هذه الصورة المأخوذة من مقطع فيديو UGC في 13 أغسطس 2024 وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير (الثاني من اليمين) وهو يهتف بشعار "شعب إسرائيل حي" أثناء زيارة للحرم القدسي. (UGC/AFP)
تظهر هذه الصورة المأخوذة من مقطع فيديو UGC في 13 أغسطس 2024 وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير (الثاني من اليمين) وهو يهتف بشعار "شعب إسرائيل حي" أثناء زيارة للحرم القدسي. (UGC/AFP)

قاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الانتقادات الواسعة لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يوم الثلاثاء لإعلان الأخير أن الصلاة اليهودية مسموح بها في الحرم القدسي، وانتقد إعلان الزعيم السياسي اليميني المتطرف وزيارته للموقع المضطرب باعتباره استفزازا من شأنه أن يشعل المنطقة.

وقد أثارت تحركات بن غفير – التي تنتهك الوضع الراهن الذي يحكم الموقع المقدس الحساس وتتناقض بشكل مباشر مع توجيهات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو – إدانة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وفرنسا والأردن ومصر وقطر والمملكة العربية السعودية وغيرها.

وقال بلينكن في بيان في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إن جولة بن غفير “أظهرت تجاهلا صارخا للوضع الراهن التاريخي فيما يتعلق بالمواقع المقدسة في القدس”.

وأضاف أن “هذه الأعمال الاستفزازية لا تؤدي إلا إلى تفاقم التوترات في لحظة محورية حيث يجب أن ينصب كل التركيز على الجهود الدبلوماسية الجارية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن وخلق الظروف لاستقرار إقليمي أوسع”، مشيرا إلى دعم واشنطن لترتيب الوضع الراهن، والذي بموجبه يمكن لليهود زيارة الحرم القدسي ولكن ليس الصلاة فيه.

وجاءت إدانة بلينكن بعد أن قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل إن خطوات بن غفير تمس بالأمن الإسرائيلي وسط توترات عالية أصلا في المنطقة.

وقال باتيل في إفادة صحفية: “إننا نولي اهتماما كبيرا بالتأكيد للأفعال والأنشطة التي نجد أنها تنتقص من أمن إسرائيل، وتساهم في زيادة انعدام الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة. ومن المؤكد أن هذه هي الأفعال التي رأيناها اليوم والتي شارك فيها السيد بن غفير”.

وأشار باتيل إلى أن “مكتب رئيس الوزراء أوضح أن أحداث هذا الصباح تشكل انحرافا عن السياسة الإسرائيلية وانحرافا عن الوضع الراهن”.

وقال إن الولايات المتحدة “تؤيد بثبات الحفاظ على الوضع الراهن التاريخي فيما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس، وأي عمل أحادي الجانب مثل هذا يعرض الوضع الراهن للخطر هو أمر غير مقبول”.

وفي إشارة إلى حساسيات التوقيت، حيث تستعد إسرائيل لضربات انتقامية من إيران وحزب الله قبل أيام من استئناف محادثات وقف إطلاق النار في غزة، قال باتيل إن زيارة بن غفير “تنتقص مما نعتقد أنه وقت حيوي، حيث نعمل على إتمام اتفاق وقف إطلاق النار هذا، كما أنها تنتقص من هدفنا المعلن للمنطقة، وهو حل الدولتين”.

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يظهر عند الحائط الغربي في البلدة القديمة بالقدس، بعد زيارته للحرم القدسي، 13 أغسطس، 2024. (Chaim Goldberg/Flash90)

ويدعو بن غفير، الذي يرأس حزب “عوتسما يهوديت” القومي المتطرف، منذ فترة طويلة إلى فرض سيطرة إسرائيلية أكبر على الحرم القدسي ورفع القيود المفروضة على صلاة اليهود هناك. وفي يوم الثلاثاء، وفي خضم صيام اليهود لإحياء ذكرى خراب الهيكل (تشعاه بآف) زار الوزير الموقع برفقة مجموعة كبيرة من الرجال الذين صلوا وسجدوا علانية في الموقع، وشارك بن غفير مقطع فيديو أعلن فيه أن “سياستنا هي السماح بالصلاة”.

وقد أثارت هذه الخطوة رفضا آخر من مكتب نتنياهو، الذي قال إن السياسة في الموقع “تخضع بشكل مباشر للحكومة ورئيس الوزراء. لا توجد سياسة خاصة من قبل وزير معين في جبل الهيكل – لا من قبل وزير الأمن القومي ولا من قبل أي وزير آخر”، مؤكدا أن “سياسة إسرائيل في جبل الهيكل لم تتغير”، مستخدما الاسم اليهودي للحرم القدسي.

كما أدان الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء ما أسماه “استفزازات” بن غفير في الموقع.

وكتب منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على منصة “اكس”، “يدين الاتحاد الأوروبي بشدة الاستفزازات التي قام بها الوزير الإسرائيلي بن غفير، الذي دعا خلال زيارته للأماكن المقدسة إلى انتهاك الوضع الراهن”.

وانضمت الأمم المتحدة إلى الإدانات، ووصفت زيارة الوزير وتصريحاته بأنها “استفزازية بشكل مفرط”.

وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق: “نحن ضد أي جهود لتغيير الوضع الراهن داخل الأماكن المقدسة (…) يجب ترك المسجد الأقصى، مثل الأماكن المقدسة الأخرى في القدس، على حاله ويجب أن يخضع لسيطرة السلطات الدينية القائمة على هذه الأماكن. هذا النوع من السلوك غير مفيد وهو استفزازي بشكل مفرط”.

يظهر المصلون اليهود وهم ينبطحون على الأرض أثناء الصلاة في الحرم القدسي في القدس، 13 أغسطس، 2024. (Video screenshot)

في غضون ذلك، حضت وزارة الخارجية الفرنسية إسرائيل على احترام الوضع الراهن في الموقع، مضيفة “هذا الاستفزاز الجديد غير مقبول”.

وأدانت قطر “بأشد العبارات” الزيارة إلى الحرم القدسي، ووصفتها بأنها “استفزاز وانتهاك صارخ للقانون الدولي” قد يؤثر سلبا على الجهود الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وانتقدت وزارة الخارجية السعودية “الاقتحامات السافرة والمتكررة” من قبل المسؤولين والمواطنين الإسرائيليين للموقع، في حين حث الأردن المجتمع الدولي على “إدانة الزيارة بشدة” وطالبت مصر القوى العالمية “بلعب دور فعال في مواجهة هذه الانتهاكات التي تثير المشاعر وتعيق الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”.

في الوقت نفسه، قالت مصادر أمنية لم تكشف عن هويتها لأخبار القناة 12 إنها لاحظت ارتفاعا في التهديدات بوقوع هجمات منذ زيارة بن غفير للحرم القدسي، واتهمت الوزير باللعب بالنار والمخاطرة بجر مواطني إسرائيل العرب إلى الصراع المستمر. وعلى نحو مماثل، نقلت صحيفة “هآرتس” عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنها تخشى أن يؤدي تعامل إسرائيل مع القضية إلى تعميق الشعور بين مواطني إسرائيل العرب بأن وضع الأقصى في خطر بالفعل، ودفعهم إلى الانخراط في اضطرابات عامة – على وجه التحديد كما حاولت حماس أن تفعل حتى الآن دون جدوى.

إن الوضع الراهن المبهم الذي يحكم الحرم القدسي، لا يمكن لغير المسلمين، بما في ذلك اليهود، دخوله إلا خلال فترات زمنية محدودة عبر مدخل واحد، ولا يُسمح لليهود المتدينين بالسير فيه إلا على طريق محدد مسبق وبرفقة الشرطة.

غالبا ما يزعم الفلسطينيون أن إسرائيل ترغب في فرض سيطرة أكبر على الحرم القدسي، ويُنظر إلى القضية على أنها قضية حساسة بشكل خاص، مع احتمالية أن تؤدي إي توترات فيها إلى اشتعال المنطقة. ويرى المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون أن انتهاك الوضع الراهن من شأنه أن يؤدي إلى إثارة اضطرابات كبيرة. وكان الحرم القدسي مسرحا لمواجهات متكررة بين المتظاهرين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، وقد أدت التوترات في الموقع المتنازع عليه إلى تأجيج جولات سابقة من العنف.

اقرأ المزيد عن