الولايات المتحدة تفرض عقوبات على شركة برامج تجسس ومؤسسها لاستخدام تكنولوجياتها ضد صحفيين ومسؤولين
انتقدت وزارة الخزانة الأمريكية Intellexa Consortium، التي أسسها تال ديليان في عام 2019، بسبب برنامج بريداتور الذي يسمح باستخراج البيانات بشكل غير مصرح به
أعلنت السلطات الأمريكية الثلاثاء فرض عقوبات على شخصين وشركة تجسس تجارية مقرها اليونان ويرأسها ضابط عسكري إسرائيلي سابق، قامت بتطوير وتشغيل وتوزيع تكنولوجيا استخدمت لاستهداف مسؤولين حكوميين وصحفيين وخبراء سياسيين أمريكيين.
وتستهدف العقوبات مجموعة Intellexa Consortium، التي تقول الولايات المتحدة إنها باعت ووزعت برامج تجسس وأدوات مراقبة تجارية لحملات مراقبة مستهدفة وجماعية. وتم فرض عقوبات على كيانات أخرى مرتبطة بالمجموعة، بما في ذلك Cytrox AD ومقرها شمال مقدونيا، وCytrox Holdings ZRT ومقرها المجر، وThalestris Limited ومقرها إيرلندا، بسبب دورها في تطوير وتوزيع حزمة من الأدوات المعروفة باسم “بريداتور”.
ويسمح برنامج “بريداتور” للمستخدم بالتسلل إلى الأجهزة الإلكترونية من خلال هجمات لا تتطلب أي تدخل من المستخدم قبل أن تتمكن برامج التجسس من اختراق الجهاز. وقد سمحت برامج التجسس، التي تم استخدامها في عشرات البلدان، باستخراج البيانات بشكل غير مصرح به وتتبع الموقع الجغرافي والوصول إلى المعلومات الشخصية على الأجهزة المخترقة.
وقال مسؤولو إدارة بايدن إن هذه هي المرة الأولى التي تفرض فيها وزارة الخزانة عقوبات على أشخاص أو كيانات بسبب إساءة استخدام برامج التجسس.
وقالت وزارة الخزانة أنه “تم استخدام برنامج التجسس بريداتور من قبل جهات أجنبية في محاولة لمراقبة مسؤولين حكوميين وصحفيين وخبراء سياسة أمريكيين سرا”.
وقال بريان نيلسون، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية: “تمثل إجراءات اليوم تطورا ملموسا في مكافحة إساءة استخدام أدوات المراقبة التجارية، التي تشكل خطراً أمنياً متزايداً على الولايات المتحدة ومواطنينا”.
وقال نيلسون: “لا تزال الولايات المتحدة تركز على إنشاء قيود واضحة لتطوير واستخدام هذه التقنيات بشكل مسؤول وضمان حماية حقوق الإنسان والحريات المدنية للأفراد في جميع أنحاء العالم”.
وتم إنشاء مجموعة Intellexa في عام 2019 على يد الضابط العسكري الإسرائيلي السابق تال يونتان ديليان.
كما تم فرض عقوبات على ديليان وشريكته سارة ألكسندرا فيصل حمو، المتخصصة في نقل الشركات إلى الخارج والتي قدمت خدمات إدارية للمجموعة، كأفراد.
وارتبط ديليان في السابق بمجموعة NSO، التي ابتكرت برنامج التجسس الشهير “بيغاسوس” والذي واهت إسرائيل بسببه بعض المشاحنات الدبلوماسية الحساسة في السنوات الأخيرة. واتُهمت مجموعة NSO ببيع برامج تجسس إلى دول لديها سجلات سيئة في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك المملكة السعودية والمكسيك وباكستان والمجر وأذربيجان وغيرها.
وذكرت صحيفة “فوربس” سابقا أن ديليان استحوذ على شركة Cytrox في عام 2019 لجعل Intellexa “متجرا شاملا” لخدمات ومنتجات القرصنة والمراقبة الإلكترونية.
ووفقا للمواد التسويقية، قدمت Intellexa للعملاء القدرة على اختراق أنظمة التشغيل Android وiOS.
ونشر مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية تقريرا في شهر أكتوبر الماضي قال فيه إن برنامج بريداتور قد استُخدم لاستهداف، ولكن ليس بالضرورة اختراق، أجهزة مرتبطة برئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، ورئيسة تايوان تساي إنغ وين، إضافة إلى النائب مايكل ماكول، الجمهوري عن ولاية تكساس، والسيناتور جون هوفن، الجمهوري عن ولاية إنديانا.
وفي ديسمبر 2021، اكتشف المحققون الرقميون في Citizen Lab التابعة لجامعة تورنتو برنامج بريداتور للتجسس على هاتف آيفون تابع لمعارض مصري بارز في المنفى. وفي تحقيق مشترك مع فيسبوك، اكتشفت Citizen Lab أن Cytrox لديها عملاء في دول من بينها أرمينيا واليونان وإندونيسيا ومدغشقر وعمان والسعودية وصربيا.
وفي يوليو من العام الماضي، أدرجت واشنطن وحدات Intellexa المسجلة في اليونان وإيرلندا على القائمة السوداء. وقد تم إدراجها على قائمة الكيانات التابعة لوزارة التجارة، مما يقيد بشدة قدرة الأمريكيين على العمل معها.
وذكرت صحيفة “هآرتس” في يونيو العام الماضي أن شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية الحكومية كانت من أوائل المستثمرين في Cytrox، لكنها باعت أسهمها في أوائل عام 2019 تقريبا إلى Intellexa.
وتأتي العقوبات الجديدة بعد أن كشفت إدارة بايدن الشهر الماضي عن سياسة جديدة تسمح لها بفرض قيود على التأشيرة على الأجانب المتورطين في إساءة استخدام برامج التجسس التجارية.
كما تم فرض عقوبات على خمس شركات إضافية، وفقا للإعلان الصادر يوم الثلاثاء، بسبب أنشطة مثل تصدير أدوات شركة Intellexa للمراقبة إلى أنظمة استبدادية والمساهمة في تطوير برنامج بريداتور.