الولايات المتحدة تفرض عقوبات على الجماعة اليمينية المتطرفة المسؤولة عن الهجمات على قوافل المساعدات المتجهة إلى غزة
إدراج "تساف 9" على القائمة السوداء لعرقلتها إيصال المساعدات، وزارة الخارجية الأمريكية تتعهد بعدم التسامح مع "أعمال التخريب والعنف التي تستهدف هذه المساعدة الإنسانية الأساسية"

أعلنت إدارة بايدن يوم الجمعة فرض عقوبات على جماعة إسرائيلية يمينية متطرفة تقف وراء الهجمات على قوافل المساعدات الإنسانية في طريقها إلى قطاع غزة.
وتستهدف العقوبات مجموعة “تساف 9” التي لها صلات بجنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي والمستوطنين اليهود في الضفة الغربية ، وذلك بسبب أنشطة تشمل عرقلة شحنات المساعدات وإتلافها.
وسيتم فرض العقوبات المالية بموجب أمر تنفيذي بشأن أعمال العنف في الضفة الغربية وقعه بايدن في فبراير، والذي تم استخدامه سابقًا لفرض عقوبات مالية على المستوطنين العنيفين المتورطين في هجمات على الفلسطينيين ونشطاء السلام الإسرائيليين. والعقوبات التي أُعلن عنها يوم الجمعة هي الدفعة الرابعة التي صدرت بموجب الأمر التنفيذي.
وقال آرون فورسبرج مدير مكتب وزارة الخارجية لسياسة العقوبات وتنفيذها لرويترز “نستخدم السلطة لفرض عقوبات على مجموعة متزايدة باستمرار من أطراف وتستهدف الأفراد والكيانات التي تهدد السلام والأمن والاستقرار في الضفة الغربية بغض النظر عن الدين أو العرق أو الموقع”.
وفي 13 مايو أيار، استولى أعضاء من مجموعة “تساف 9” على شاحنتين للمساعدات ثم أشعلوا النيران فيهما بالقرب من مدينة الخليل بالضفة الغربية.
وقالت “تساف 9″، وهي كلمة عبرية تعني الأمر 9 في إشارة إلى أوامر استدعاء جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، بعد واقعة 13 مايو أيار إنها تحركت لمنع وصول الإمدادات إلى حماس واتهمت الحكومة الإسرائيلية بتقديم “هدايا” للحركة.

وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان اطلعت عليه رويترز “على مدى أشهر، دأب أفراد من تساف 9 على السعي لعرقلة تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك إغلاق الطرق، أحيانا باستخدام العنف، على طول الطريق من الأردن إلى غزة، وأيضا في أثناء عبورها الضفة الغربية”.
وأضاف: “أتلفوا أيضا شاحنات مساعدات وألقوا بالمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة على الطريق”.
وقال أيضا إن إسرائيل مسؤولة عن ضمان سلامة قوافل المساعدات.
“لن نتسامح مع أعمال التخريب والعنف التي تستهدف هذه المساعدات الإنسانية الأساسية. سنواصل استخدام جميع الأدوات المتاحة لنا لتعزيز مساءلة أولئك الذين يحاولون أو يرتكبون مثل هذه الأعمال الشنيعة، ونتوقع ونحث السلطات الإسرائيلية على أن تفعل الشيء نفسه”.
وتجمد هذه الخطوة أي أصول خاضعة للولاية القضائية الأمريكية تمتلكها المجموعة وتمنع الأمريكيين من التعامل معها.
ولطالما اتهم الفلسطينيون وجماعات لحقوق الإنسان الجيش والشرطة الإسرائيليين بالتقاعس عمدا عن التدخل حين يهاجم مستوطنون الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وقال محامون إن إسرائيل قبضت على أربعة من الضالعين في هجوم 13 مايو أيار، من بينهم قاصر. ولكن لم ترد تقارير عن تقديم لوائح اتهام.
وقال فورسبرج: “سنواصل استخدام كل ما في أيدينا من أدوات لتعزيز مساءلة الذين يحاولون تنفيذ أو يرتكبون مثل هذه الأعمال الشنيعة… أثرنا هذا الأمر على جميع مستويات الحكومة الإسرائيلية ونتوقع من السلطات الإسرائيلية فعل الشيء نفسه”.

وأبلغت “تايمز أوف إسرائيل” عن المداولات حول الإجراء ضد “تساف 9” لأول مرة في الشهر الماضي.
وبدأت الهجمات في الضفة الغربية إلى حد كبير في أبريل عندما وافقت إسرائيل على توسيع طريق المساعدات القادمة من الأردن لضمان وصول المزيد من المساعدات إلى غزة، وسط الحرب التي أشعلتها الفظائع التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر.
ويُعتقد أن أفرادا من القوات الإسرائيلية يبلغون نشطاء اليمين المتطرف بموقع شاحنات المساعدات عندما تكون في طريقها إلى غزة، مما يتيح اعتراضها ونهب محتوياتها.
وفي وقت مبكر من الحرب، عندما كانت الاحتجاجات لعرقلة مرور المساعدات تحدث بانتظام بالقرب من معبري كرم أبو سالم ونيتسانا الإسرائيليين إلى غزة، طلب وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير من الشرطة، الخاضعة لسلطته، التساهل في التعامل معها، حسبما قال مسؤول إسرائيلي.
وفي رسالة إلى المستشارة القضائية للحكومة من الشهر الماضي تم تداولها يوم الخميس، كشف مفوض الشرطة المنتهية ولايته كوبي شبتاي أن بن غفير حاول منع دوريات الشرطة من حراسة قوافل المساعدات، وهدده بـ”عواقب” لهذا. وقد انتقد بن غفير الهجمات، لكنه أشار أيضًا إلى أنه يتفق مع مطلب النشطاء بعدم نقل الإمدادات إلى الفلسطينيين في القطاع.