إسرائيل في حالة حرب - اليوم 345

بحث

الولايات المتحدة تعتقد أن الجيش الإسرائيلي لا يمكنه تحقيق المزيد من المكاسب ضد حماس “المتقلصة” في غزة – تقرير

مسؤولون حاليون وسابقون يقولون إن انجازات الجيش فاقت التوقعات الأصلية، لكن السبيل الوحيد لتحرير الرهائن يبقى التوصل إلى اتفاق مع حماس

جنود إسرائيليون يعملون في رفح، جنوب قطاع غزة، في 22 يوليو، 2024. (Oren Cohen/Flash90)
جنود إسرائيليون يعملون في رفح، جنوب قطاع غزة، في 22 يوليو، 2024. (Oren Cohen/Flash90)

قال مسؤولون أميركيون لصحيفة “نيويورك تايمز” في مقال نُشر الخميس إن إسرائيل حققت كل ما في وسعها في حملتها العسكرية ضد حماس في غزة، قائلين إن الجيش الإسرائيلي لن يكون قادرا على القضاء على الحركة بشكل تام.

وذكر التقرير، نقلا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين حاليين وسابقين، إن اتفاقا فقط، وليس الضغط العسكري، يمكن أن يضمن إطلاق سراح 115 رهينة حيا وميتا ما زالوا في غزة منذ أن اختُطفوا في 7 أكتوبر. ومع ذلك، أضاف التقرير أن هجوم إسرائيل على غزة حقق ضد حماس أكثر بكثير مما توقعه المسؤولون الأمريكيون في أكتوبر.

وقال رئيس القيادة المركزية الأمريكية سابقا، الجنرال جوزيف إل فوتيل، لنيويورك تايمز: “لقد تمكنت إسرائيل من تعطيل حماس وقتل عدد من قادتها والحد إلى حد كبير من التهديد الذي كانت تشكله لإسرائيل قبل 7 أكتوبر”، مضيفا أن الحركة “تقلصت”.

وردا على نيويورك تايمز، قال الجيش الإسرائيلي إن “جيش الدفاع وقادته ملتزمون بتحقيق أهداف الحرب المتمثلة في تفكيك حماس وإعادة رهائننا إلى الوطن، وسوف يستمرون في العمل بعزم لتحقيق هذه الأهداف”.

جاء التقرير في الوقت الذي كان من المقرر أن يصل فيه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز إلى قطر يوم الخميس لاستئناف المحادثات بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وقال عاموس هوكستين، المستشار الخاص للبيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، في بيروت يوم الأربعاء إن الاتفاق “سيمنع اندلاع حرب أوسع نطاقا”. ومن المتوقع أن ينقل المسؤولان الرسالة التي مفادها أن إسرائيل لا تستطيع أن تفعل أي شيء أكثر ضد حماس عسكريا.

وأفادت تقارير أن إيران ومنظمة حزب الله اللبنانية المدعومة منها تنتظران نتائج المفاوضات قبل الرد على اغتيال قياديين بارزين في بيروت وطهران في أواخر يوليو.

المبعوث الأمريكي الخاص عاموس هوكستين يدلي ببيان بعد اجتماعه مع رئيس مجلس النواب اللبناني (لا يظهر في الصورة) في بيروت في 14 أغسطس، 2024. (ا ف ب)

ويبدو أن التقييم الأمريكي يعكس تقييم وزير الدفاع يوآف غالانت الذي أشار في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن “انتصار كامل” ضد حماس باعتباره “هراء”.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الذي تحدث مع غالانت يوم الثلاثاء بشأن التهديد من إيران وحزب الله، يشاطر وزير الدفاع تقييمه بأن الاتفاق هو في مصلحة إسرائيل.

وتتوافق التقييمات التي استشهدت بها الصحيفة أيضا مع رسالة الرئيس الأمريكي جو بايدن عندما كشف عن العرض الإسرائيلي في خطاب ألقاه في 31 مايو. وقال بايدن في خطابه أنه “في هذه المرحلة، لم تعد حماس قادرة على تنفيذ هجوم آخر مثل السابع من أكتوبر”، وحذر من المستنقع الذي تفرضه “الحرب اللانهائية في ملاحقة فكرة غير محددة عن نصر كامل”.

“ضرب الخلد”

قال مسؤولون أمريكيون إن حماس تلقت ضربة قوية عندما اجتاحت إسرائيل مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع في مايو، مما أدى إلى إغلاق طريق تهريب الأسلحة الرئيسي للحركة.

ووفقا للصحيفة، فإن حماس مقيدة إلى الحد الذي يجعلها مستعدة للتنازل عن السيطرة المدنية على غزة بعد وقف إطلاق النار كجزء من الاتفاق.

وقال المسؤولون الأمريكيون إن المدة التي قد تكون الحركة بها مستعدة للقيام بذلك تعتمد على كيفية تطور الأحداث وما تتنازل عنه إسرائيل. كما قال مسؤولون أمريكيون وغربيون آخرون إن ما سيأتي بعد حماس يظل “أكبر مجهول لكل من إسرائيل والفلسطينيين”.

الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، 31 مايو، 2024، في واشنطن. (Chip Somodevilla/Getty Images/AFP)

وقد وصف محللون استشهدت بهم “نيويورك تايمز” استراتيجية إسرائيل ضد ما تبقى من حماس بأنها لعبة “ضرب الخلد”. وكان المسؤولون الأمريكيون متشككين في أن هذه الاستراتيجية ستحقق الكثير، قائلين إن الحركة التزمت باستراتيجية الصمود منذ بدء الحرب.

وقالت دانا سترول، وهي مسؤولة كبيرة سابقة في شؤون الشرق الأوسط في البنتاغون، “حماس هي منظمة إرهابية – بالنسبة لهم فإن مجرد النجاح في الصمود هو انتصار. سوف يستمرون في إعادة تشكيل أنفسهم والظهور بعد أن يقول الجيش الإسرائيلي إنه قام بتطهير منطقة ما دون خطط متابعة للأمن والحكم في غزة”.

يعكس هذا الانتقاد الأمريكي خلافا مستمرا منذ فترة طويلة بين الجيشين الأمريكي والإسرائيلي بشأن أفضل السبل للتعامل مع حماس.

يرى الجيش الإسرائيلي إن استهداف الجماعات المسلحة في غارات دقيقة أكثر فعالية من محاولة السيطرة على مساحات كبيرة من القطاع واحتلالها.

وقد وجهت حماس عناصرها للاختباء في شبكة الأنفاق الضخمة تحت الأرض، أو الاختباء بين المدنيين، لتجنب استهدافهم. وقد أجبرت قدرة الحركة على إعادة تجميع صفوفها الجيش الإسرائيلي على العودة إلى المناطق التي اعتبرها خالية من العناصر. يوم الجمعة، شن الجيش هجوما جديدا في خان يونس جنوب غزة، بسبب ما قال إنه وجود مسلحين هناك بعد شهر من انسحاب الجيش الأخير.

وقال رالف غوف، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والذي خدم في الشرق الأوسط، لنيويورك تايمز: “حماس استُنزفت إلى حد كبير ولكن لم يتم القضاء عليها تماما، وقد لا يتمكن الإسرائيليون أبدا من تحقيق الإبادة الكاملة لحماس”.

صورة منشورة تظهر وزير الدفاع يوآف غالانت وهو يجتمع مع جنود في مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة في 23 يوليو، 2024. (Ariel Hermoni/Defense Ministry)

لكن يعكوف عميدرور، مستشار الأمن القومي السابق واللواء في الجيش الإسرائيلي، يختلف مع هذا الرأي، وقال للصحيفة إن إسرائيل لا تزال لديها مكاسب لتحقيقها في غزة.

وقال: “إذا أخلت إسرائيل قواتها الآن، فستعود حماس قوية مرة أخرى خلال عام”، مضيفا أن الجيش يحتاج إلى شهرين أو ثلاثة أشهر أخرى في جنوب ووسط غزة قبل التحول إلى “مداهمات وضربات استخباراتية” تستمر لمدة عام للقضاء على بقايا الحركة.

وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 15 ألف مسلح في غزة حتى مايو، بالإضافة إلى نحو ألف مسلح داخل إسرائيل خلال هجوم السابع من أكتوبر. كما تقول إنها قتلت نحو نصف قادة كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، بمن فيهم محمد الضيف، القائد الغامض للكتائب.

ويعتبر الضيف مهندس هجوم السابع من أكتوبر، عندما اقتحم آلاف المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص واحتجزوا 251 آخرين كرهائن، الأمر الذي أشعل فتيل الحرب في غزة.

اقرأ المزيد عن