الولايات المتحدة تعتقد أن إسرائيل لن تضرب إيران مباشرة، وستركز على الوكلاء بدلا من ذلك
رئيسي يحذر من أن "أصغر عمل ضد المصالح الإيرانية" سيقابل "برد قاس وواسع النطاق ومؤلم"؛ الضغوط تتزايد على إسرائيل وإيران لتجنب التصعيد

أفادت وسائل إعلام أمريكية يوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة تعتقد أن رد إسرائيل على الهجوم الإيراني غير المسبوق في وقت مبكر من صباح الأحد سيكون على الأرجح محدودا، وقد يركز على ضرب أهداف رئيسية خارج إيران في محاولة لتجنب تصعيد الأوضاع.
وقال أربعة مسؤولين أمريكيين لقناة NBC أن تقييم الولايات المتحدة يستند إلى محادثات مع مسؤولين إسرائيليين قبل الهجوم، وأن النهج الإسرائيلي ربما تغير منذ ذلك الحين، كما أن عدم وقوع أضرار جسيمة في الهجوم قد يدفع اسرائيل إلى الرد بشكل أقل عدواني.
وبدلا من ضرب إيران بشكل مباشر – وهو ما حذر حلفاء إسرائيل أنه قد يؤدي إلى نشوب حرب إقليمية شاملة – قال المسؤولون للقناة إن إسرائيل قد تضرب وكلاء إيران، مثل جماعاتها في سوريا أو حزب الله في لبنان.
وأضاف التقرير أن الولايات المتحدة تتوقع من إسرائيل ابلاغها بالقرارات التي تتخذها، لكنها لا تنوي المشاركة في أي رد.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي يوم الإثنين إن الهجوم الإيراني على إسرائيل – والذي جاء ردًا على قصف مجمع السفارة الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل نسب لإسرائيل – “سيقابل برد”.
وزعم تقرير لم يشر إلى مصدر للقناة 12 يوم الاثنين أن كابينت الحرب الإسرائيلي قرر الرد “بشكل واضح وقوي” على إيران بهدف إرسال رسالة مفادها أن إسرائيل “لن تسمح لهجوم بهذا الحجم ضدها بالمرور دون رد فعل”.

ولكن أضاف تقرير القناة 12 أن إسرائيل لا تريد أن يؤدي ردها إلى إشعال حرب إقليمية، أو تحطيم التحالف المتعدد الجنسيات الذي ساعدها في صد الهجوم الإيراني. كما أشارت إلى أن إسرائيل تعتزم تنسيق خطواتها مع الولايات المتحدة.
لكن طهران أشارت إلى أن أي هجوم على مصالحها خارج إيران قد يؤدي أيضًا إلى تصعيد.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن الرئيس إبراهيم رئيسي قوله يوم الثلاثاء إن إيران سترد على أي تحرك يستهدف مصالحها.
وقال رئيسي لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: “نعلن بشكل قاطع أن أصغر عمل ضد المصالح الإيرانية سيقابل بالتأكيد برد قاس وواسع النطاق ومؤلم ضد أي مرتكب له”.
وكرر رئيسي الادعاء بأن الهجوم الإيراني غير المسبوق كان “دفاعا عن النفس”، قائلا إن العملية استهدفت القواعد الإسرائيلية المستخدمة لتنفيذ ضربة الأول من أبريل في دمشق والتي تحمل طهران إسرائيل مسؤوليتها، حسبما جاء في بيان صادر عن مكتبه.
كما انتقد دعم بعض الحكومات الغربية لإسرائيل.

وذكر علي باقري كني مساعد وزير الخارجية الإيراني للتلفزيون الرسمي مساء أمس الاثنين أن الهجوم المضاد الذي ستشنه طهران في أعقاب أي انتقام إسرائيلي سيكون “في غضون ثوان لأن إيران لن تنتظر 12 يوما أخرى للرد”.
في غضون ذلك، طمأنت إسرائيل الدول العربية في المنطقة بأن ردها على الهجوم الإيراني لن يعرضها للخطر، حسبما ذكرت هيئة البث العامة “كان”، وسط مخاوف من عدة دول من أن طهران ستنتقم منها في حالة وقوع ضربة انتقامية إسرائيلية.
وبحسب التقرير، أبلغت إسرائيل الدول الحليفة مثل الأردن ومصر ودول الخليج أن ردها، عندما يأتي، سيتم بطريقة لا تستطيع إيران توريطها في الرد الانتقامي.
وعلى وجه الخصوص، أثارت تصريحات طهران القلق في الأردن بعد أن حذرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية من أن الأردن سيكون الهدف التالي في حالة تعاونه مع إسرائيل في مواجهة مع إيران.
وشارك الأردن في إسقاط الطائرات المسيّرة التي دخلت مجاله الجوي، كما سمح للطائرات الإسرائيلية والأمريكية بالتحليق في أجوائه. وبحسب ما ورد، قامت دول عربية أخرى بتبادل المعلومات مع القوات الإسرائيلية والقوات المتحالفة معها لمواجهة الهجوم الإيراني غير المسبوق.

وأطلقت إيران أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخًا هجوميا على إسرائيل يوم السبت، ردًا على الغارة الجوية في الأول من أبريل على ما قالت إنه مبنى في مجمع سفارة طهران في سوريا، والتي قُتل فيها عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني، وتتهم إسرائيل في تنفيذه.
وفقا للجيش الإسرائيلي، شمل الهجوم الإيراني 170 طائرة مسيّرة، و30 صاروخ كروز، و120 صاروخا بالستيا – اعترضت الدفاعات الجوية 99% منها.
وتم اعتراض معظم القذائف قبل وصولها إلى إسرائيل، بمساعدة الولايات المتحدة والأردن وحلفاء آخرين، وكانت الإصابة الوحيدة لفتاة بدوية أصيبت بجروح خطيرة جراء إصابتها بشظايا في صحراء النقب. وقال الجيش الإسرائيلي إن قاعدة نيفاتيم الجنوبية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي تعرضت لأضرار طفيفة، لكنها استمرت في العمل خلال الهجوم.
وفي أعقاب الهجوم، بعث وزير الخارجية يسرائيل كاتس برسالة إلى 32 دولة حول العالم لحثها على فرض عقوبات على برنامج الصواريخ الإيراني وتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية.
وأعلن كاتس في منشور على موقع إكس، تويتر سابقا، يوم الثلاثاء أنه يقود “هجوما دبلوماسيا على إيران”.
وكتب كاتس أن فرض العقوبات على البرنامج الصاروخي والإعلان عن الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية سيساعد في “احتواء وإضعاف إيران”، مضيفًا أنه “يجب إيقافها الآن – قبل فوات الأوان”.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى تعكف على إعداد حزمة من الإجراءات المنسقة ضد إيران.
وأثار الهجوم الإيراني والمخاوف من الرد الإسرائيلي موجة من الجهود الدبلوماسية لحث كل من ايران واسرائيل على ممارسة ضبط النفس.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي، إن الصين تعتقد أن إيران ستكون قادرة على “التعامل مع الوضع بشكل جيد وتجنيب المنطقة المزيد من الاضطراب” مع الحفاظ على سيادتها وكرامتها، وفقا لوسائل إعلام صينية رسمية.
وبعد إطلاع وانغ على موقف إيران، أخبره أمير عبد اللهيان بأن طهران تدرك التوتر في المنطقة، وترغب في ممارسة ضبط النفس وليس لديها أي نية لمزيد من التصعيد.
وكرر وانغ تأكيد إيران أن إطلاقها لنحو 350 صاروخا وطائرة مسيّرة ضد إسرائيل الأحد كان إجراء “محدودا” وتم تنفيذه دفاعا عن النفس.

كما أدان وانغ الضربة الإسرائيلية المزعومة في دمشق وشكر إيران على عدم استهداف الدول المجاورة أثناء قصفها لإسرائيل.
وذكرت وكالة شينخوا أن وانغ تحدث أيضا مع وزير الخارجية السعودي في نفس اليوم، موضحا أن الصين مستعدة للعمل مع الرياض لتجنب المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط.
وأفادت وسائل الإعلام الصينية الرسمية بأن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قال إن المملكة “تتوقع بشدة” أن تلعب الصين دورا بناء ومهما في هذا الصدد، وإن بلاده مستعدة لتعزيز التواصل والتنسيق مع بكين للدفع من أجل وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة.
قالت وزارة الخارجية اليابانية اليوم الثلاثاء إن اليابان حثت إيران على ممارسة ضبط النفس، وذلك خلال اتصال هاتفي بين وزيري خارجية البلدين.
وأضافت أن وزيرة الخارجية يوكو كاميكاوا طالبت في الاتصال مع نظيرها الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بضمان سلامة الملاحة في مياه المنطقة.
كما واجهت إسرائيل ضغوطًا من الحكومات الغربية، بما في ذلك تلك التي دعمت إسرائيل في دفاعها، والتي حذرت من التصعيد.
وأبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن نتنياهو أن واشنطن لن تقدم دعما عسكريا لأي رد انتقامي ضد إيران، وفقا لمسؤول أمريكي كبير.
كما حث وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضبط النفس.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن واشنطن “لا تسعى إلى التصعيد، لكننا سنواصل دعم الدفاع عن إسرائيل”.