إسرائيل في حالة حرب - اليوم 588

بحث
من وراء الكواليس

الولايات المتحدة تضغط على المنظمات الإنسانية لدعم خطة المساعدات لقطاع غزة

إدارة ترامب تشير إلى منظمات، مثل برنامج الأغذية العالمي، بأن تمويلها الأمريكي قد يتم خفضه إذا لم تشارك في المبادرة التي تعارضها الولايات المتحدة

فلسطينيون يبحثون بين الأنقاض بعد غارة إسرائيلية على مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة، 7 مايو 2025.  (Eyad BABA / AFP)
فلسطينيون يبحثون بين الأنقاض بعد غارة إسرائيلية على مخيم البريج للاجئين في وسط قطاع غزة، 7 مايو 2025. (Eyad BABA / AFP)

تضغط إدارة ترامب على المنظمات الإنسانية الدولية للتعاون مع خطة إسرائيل الجديدة لاستئناف توزيع المساعدات في قطاع غزة بعد حصار استمر أكثر من شهرين يفرضه الجيش الإسرائيلي، حسبما أفادت ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر لـ”تايمز أوف إسرائيل“ هذا الأسبوع.

وأعربت المنظمات التي أُطلعت على المبادرة عن شكوكها الشديدة، بدعوى أن المبادرة لا تعالج بشكل كاف الأزمة الإنسانية في القطاع الذي دمرته الحرب، وتطالبها بالتواطؤ في ”تسليح“ المساعدات من قبل إسرائيل.

وسط هذا الرفض، أشارت إدارة ترامب إلى هذه المنظمات – بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي – بأن تمويلها الأمريكي قد يتم خفضه إذا لم تتعاون، وفقا لما صرح به موظف في منظمة إغاثة دولية ودبلوماسي غربي رفيع المستوى ومسؤول إسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل“.

في إطار جهوده لضم برنامج الأغذية العالمي إلى هذه المبادرة، قال الدبلوماسي الغربي إن مسؤولين أمريكيين عقدوا اجتماعا في وقت سابق من هذا الأسبوع مع المديرة التنفيذية للمنظمة سيندي ماكين، إلى جانب ممثلين عن مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، التي تأسست في يناير من أجل التوصل إلى حل جديد لتوزيع المساعدات يمنع تحويلها عن طريق حماس وجماعات مسلحة أخرى. كما شارك في الاجتماع ممثلون عن شركتي Safe Reach Solutions و UG Solutions، وهما شركتان أمريكيتان تم التعاقد معهما لتأمين المراكز الإنسانية التي يتم إنشاؤها في جنوب غزة لتوزيع المساعدات.

وردا على سؤال حول هذا الموضوع، لم ينف متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن هناك ضغوطا تمارس على المنظمات الدولية.

وقال المتحدث ”على الرغم من أنه ليس لدينا ما نعلنه ولن نتحدث نيابة عن المؤسسة، فإننا نرحب بالخطوات الرامية إلى إيصال المساعدات الغذائية العاجلة إلى غزة بسرعة وبطريقة تمنع وقوعها في أيدي الإرهابيين. لقد دعونا منذ فترة طويلة إلى إيجاد حلول مبتكرة وتفكير جديد يضمن أمن إسرائيل ويساعد سكان غزة“.

فلسطينيون يصطفون للحصول على وجبة ساخنة في مطبخ خيري يديره برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة في 26 أبريل 2025. (Eyad BABA / AFP)

وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع، والتي أكد فيها أن ”الولايات المتحدة ستساعد سكان غزة لأنهم يتعرضون لمعاملة سيئة للغاية من قبل حماس“.

وقال المتحدث: ”لقد قال ترامب قبل أسابيع ’نحن نتعامل مع الأمر‘، وكان يعني ما يقوله“.

ولم يرد برنامج الأغذية العالمي على طلبات للتعليق.

لا تزال GHF تحاول تأمين تمويل من مختلف الحكومات للمبادرة، وبينما كان هناك أمل في أن تكون الإمارات العربية المتحدة من بين أكبر الداعمين، قال مصدران مطلعان على الأمر إن أبو ظبي لم تتعهد بعد بتقديم مثل هذا الدعم بسبب مخاوفها بشأن جدوى الخطة.

ومع ذلك، لا تزال GHF تخطط للكشف عن المبادرة علنا في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حسبما صرح المسؤول الإسرائيلي لـ”تايمز أوف إسرائيل”. ويبدو أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس أشارت إلى هذا الإعلان خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الثلاثاء عندما قالت للصحفيين: ”سيصدر إعلان هام بشأن دخول المساعدات إلى غزة في الأيام القليلة المقبلة، وهناك أخبار جيدة جدا“.

وأشار ترامب نفسه يوم الأربعاء إلى أنه سيكون هناك إعلان بشأن غزة في غضون الـ 24 ساعة المقبلة.

فلسطينيون نازحون يسيرون في مخيم مؤقت في منطقة المواصي في خان يونس، في قطاع غزة، في 5 مايو 2025. (AP Photo/Abdel Kareem Hana)

لكن إسرائيل لا تنتظر، فقد بدأ الجيش الإسرائيلي بالفعل في بناء أول مركز من عدة مراكز إنسانية في جنوب غزة، يخطط من خلالها لتوزيع المساعدات على المدنيين في الأسابيع المقبلة، مع اعتراف مسؤول إسرائيلي بأن بعض سكان غزة ”على شفا المجاعة“.

تتحمل إسرائيل تكاليف هذه المراكز، لكن القدس تسعى إلى قيام حكومات أجنبية ومنظمات دولية بتمويل أجزاء أخرى من المشروع.

وأعرب المسؤول الإسرائيلي عن تفاؤله بأن بعض المنظمات ستوافق على الخطة، على الرغم من أن المنظمات المشاركة حاليا في العملية الإنسانية في غزة أصدرت بيانا مشتركا في وقت سابق من هذا الأسبوع أكدت فيه أنها لن تتعاون بعد أن أطلعتها القدس على ما تخطط له.

وستنشئ المبادرة الإسرائيلية منطقة إنسانية جديدة بين محور فيلادلفيا على طول الحدود الجنوبية لغزة مع مصر ومحور موراغ الذي أنشئ حديثا على بعد حوالي خمسة كيلومترات شمالا. وتشكل هذه المنطقة إلى حد كبير مدينة رفح جنوب غزة. وسيمر الدخول إلى الممر عبر نقاط تفتيش للجيش، في خطوة يأمل الجيش الإسرائيلي أن تمنع مقاتلي حماس من الوصول إلى المنطقة.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن المنطقة الإنسانية – التي تشكل حوالي 10٪ من قطاع غزة – كبيرة بما يكفي لاستيعاب جميع سكان غزة البالغ عددهم حوالي 2 مليون نسمة، على الرغم من أن القدس تأمل أيضا أن يتمكن بعضهم من مغادرة القطاع.

ومع ذلك، لم تتقدم أي دولة حتى الآن بعرض لاستقبال لاجئي غزة، في حين ترفض إسرائيل الالتزام علنا بالسماح لمن يغادرون بالعودة. ويقول بعض كبار أعضاء ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن خطة الحكومة تتمثل في إعادة احتلال الأراضي بشكل دائم وإقامة مستوطنات فيها.

وفي غضون ذلك، وافق الوزراء يوم الأحد على إنشاء آلية إنسانية جديدة تديرها مؤسسة غزة الإنسانية.

قوات من اللواء المدرع 188 تعمل في جنوب غزة في رفح، في صورة نشرت في 6 مايو 2025. (Israel Defense Forces)

لا يمتلك أي من الأشخاص الثلاثة المدرجين في استمارة تسجيل GHF في سويسرا خبرة في مجال الإغاثة الإنسانية، لكن المؤسسة تعمل على توظيف خبراء في هذا المجال للعمل في مجلسها الاستشاري، وفقا لما ذكره الدبلوماسي الغربي.

وتتصور الآلية أن تقوم شركات أمنية أمريكية خاصة بتأمين مراكز الإغاثة، التي ستقع داخل المنطقة الإنسانية ولكن بعيدا عن مخيمات الخيام حيث من المتوقع أن يحتمي المدنيون. وقال مسؤولون مطلعون على الخطة إن خمسة إلى ستة آلاف ممثل تم فحصهم سيُسمح لهم بالتوجه إلى مراكز الإغاثة سيرا على الأقدام مرة كل أسبوعين للحصول على صندوق من الطعام يزن حوالي 18 كيلوغراما لعائلاتهم.

وقال موظف في منظمة إغاثة دولية إن الخطة لا تأخذ في الاعتبار الواقع الحالي في القطاع، حيث من المرجح أن يقتحم سكان غزة الجائعون والمستميتون للحصول على الطعام مراكز الإغاثة فور فتحها.

كما انتقد الموظف خطة الآلية التي تقضي بتسهيل دخول 60 شاحنة فقط إلى غزة يوميا من معبر واحد، قائلا إن هذا العدد لا يقترب من الكمية اللازمة لإطعام سكان غزة الذين يعانون بالفعل من سوء التغذية.

وأكد المسؤول الإسرائيلي أن عدد الشاحنات البالغ 60 شاحنة سيكون كافيا لمنع مجاعة سكان غزة.

اقرأ المزيد عن