إسرائيل في حالة حرب - اليوم 493

بحث

الولايات المتحدة تصف لأول مرة رد حماس على عرض وقف إطلاق النار الإسرائيلي بأنه “رفض”

المتحدث باسم وزارة الخارجية يقول إن رد الحركة باقتراح مضاد يرقى إلى مستوى "الرفض الخطي" للصفقة التي حظيت بدعم دولي قوي

امرأة وأطفالها يسيرون أمام جدار يحمل صور الرهائن الذين تم اختطافهم خلال هجوم حماس عبر الحدود في إسرائيل في 7 أكتوبر، 2023، في القدس، 26 فبراير، 2024. (Leo Correa/AP)
امرأة وأطفالها يسيرون أمام جدار يحمل صور الرهائن الذين تم اختطافهم خلال هجوم حماس عبر الحدود في إسرائيل في 7 أكتوبر، 2023، في القدس، 26 فبراير، 2024. (Leo Correa/AP)

واشنطن – وصفت الولايات المتحدة رد حركة حماس الأخير على الاقتراح الإسرائيلي لصفقة وقف إطلاق نار ورهائن في غزة في وقت سابق من هذا الشهر بأنها رفض لهذا العرض لأول مرة يوم الثلاثاء، حيث بدا أن واشنطن تشدد من حدة لهجتها ضد الحركة.

في 11 يونيو، قالت حماس إن اقتراحا طرحه الرئيس الأمريكي جو بايدن وحظي بدعم إسرائيل لا يلبي مطلبها بانهاء كامل للحرب في غزة، وردت على العرض بتعديلات كبيرة واجه الوسطاء صعوبة في تجاوزها. وتصر إسرائيل على أنها ستواصل القتال حتى يتم تدمير حماس بسبب هجومها في 7 أكتوبر على البلاد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر خلال مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء إن الحركة “عادت قبل عدة أسابيع ورفضت الاقتراح الذي كان مطروحا على الطاولة”.

وأضاف: “لقد قدموا لنا ردا مكتوبا يرفض الاقتراح الذي قدمته إسرائيل، والذي طرحه الرئيس بايدن، وأيده مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ودول في جميع أنحاء العالم”، واصفا إياه بأنه “رفض خطي واقتراح مضاد صدر عن حماس”.

ويعد هذا التعليق المرة الأولى التي يذهب فيها مسؤول أميركي علنا إلى هذا الحد في وصف رد الحركة. حتى الآن، فإن القدس وحدها هي التي وصفت رد حماس بأنه رفض. وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن انتقد اقتراح حماس المضاد باعتباره يتضمن تغييرات “غير قابلة للتنفيذ”، لكنه أصر على أن الفجوات لا تزال قابلة للسد.

وأجرى وسطاء مصريون وقطريون اتصالات مع حماس خلال الأسبوعين الماضيين في محاولة لسد الفجوات مع إسرائيل.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر خلال مؤتمر صحفي في وزارة الخارجية، 18 يوليو، 2023، في واشنطن. (AP/Nathan Howard)

وأشار مسؤول إسرائيلي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لـ”تايمز أوف إسرائيل”، إلى أن التحول في لهجة الخطاب الصادر عن واشنطن هو جزء من الجهد لزيادة عزلة حماس وتزويد حزب الله المدعوم من إيران بـ“مخرج” لتقليص هجماته العابرة للحدود على شمال إسرائيل التي تهدد بإشعال حرب شاملة.

ولقد وضعت الولايات المتحدة تركيزا كبيرا على منع تصاعد التوترات على الحدود الشمالية لإسرائيل إلى حرب شاملة، وهي تعمل على التوسط في اتفاق دبلوماسي طويل الأمد بينما تعلق آمالها على أن يؤدي وقف لإطلاق النار في غزة إلى استعادة الهدوء بين إسرائيل ومنظمة حزب الله اللبنانية.

شن الجيش الإسرائيلي هجومه على غزة بعد أن اجتاح الآلاف من المسلحين بقيادة حماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واختطاف 251 آخرين. وتقول الحكومة إن الحرب ستستمر حتى يتم تدمير حماس بالكامل وتحرير أو إطلاق سراح الرهائن.

بدأ حزب الله المدعوم من إيران إطلاق الصواريخ والمسيّرات على شمال إسرائيل في 8 أكتوبر، بهدف الضغط على الجيش الإسرائيلي دعما لحماس، لكنه أشار إلى أن الهجمات ستتوقف إذا انتهى القتال في غزة. وتوقفت المناوشات شبه اليومية وإطلاق النار عبر الحدود على الحدود الشمالية خلال هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر، لكن الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق جديد لم تؤت ثمارها بعد.

وسيزور وفد إسرائيلي واشنطن قريبا لحضور اجتماع المجموعة الاستشارية الاستراتيجية بشأن إيران، حيث يخطط الجانبان للمحادثات بعد تأجيل المداولات التي كان من المقرر إجراؤها الأسبوع الماضي، وفقا لتقارير إعلامية عبرية.

وقال البيت الأبيض إن الاجتماع الذي كان مقررا الأسبوع الماضي تم تأجيله بسبب تضارب في الجدول الزمني، ونفى بشدة أنه تم إلغاؤه بدافع الغضب بعد أن اتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علنا ​​​​إدارة بايدن بتعليق ارسال شحنات أسلحة إلى إسرائيل.

تصاعد الحرائق والدخان في المنازل في بلدة المطلة الحدودية الشمالية بعد تعرضها لقصف حزب الله، كما يُرى من بلدة مرجعيون اللبنانية، 22 يونيو، 2024. (AP Photo/Hussein Malla)

ولم تتم في الواقع إعادة جدولة موعد جديد للاجتماع، لكن الجانبين اتفقا على الاجتماع في الأسابيع المقبلة، حسبما قال مسؤول أمريكي لـ”تايمز أوف إسرائيل”. وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون كبار إنه من المتوقع تحديد موعد في يوليو قبل وصول نتنياهو إلى واشنطن حيث سيلقي كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس في 24 يوليو، حسبما ذكر موقع “أكسيوس“.

وسيرأس الوفد الإسرائيلي مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، بحسب موقع أكسيوس. وكان كلاهما في واشنطن الأسبوع الماضي لإجراء محادثات حول الوضع مع حزب الله.

حتى الآن، أدت المناوشات شبه اليومية على الحدود إلى مقتل 10 مدنيين على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى مقتل 15 جنديا واحتياطيا في الجيش الإسرائيلي. كما وقعت عدة هجمات من سوريا دون وقوع إصابات. ولقد أدت هجمات حزب الله إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان من البلدات والمجتمعات المحلية، وتسببت في أضرار جسيمة للمنازل والمتنزهات الوطنية.

وقد أعلن حزب الله أسماء 349 عضوا قُتلوا على يد إسرائيل خلال المناوشات المستمرة، معظمهم في لبنان ولكن بعضهم أيضا في سوريا. وفي لبنان، قُتل 64 مسلحا من جماعات مسلحة أخرى وجندي لبناني وعشرات المدنيين.

طائرة مسيّرة تابعة لحزب الله يتم إسقاطها بواسطة الدفاعات الجوية فوق شمال إسرائيل، 23 يونيو، 2024. (Israel Defense Forces)

كما تشعر إسرائيل بالقلق إزاء الأنشطة النووية الإيرانية.

وكثفت إيران تخصيب اليورانيوم في الأشهر الأخيرة ومنعت مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من زيارة مواقعها النووية، مما أثار انتقادات من مجموعة السبع ومجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة.

وكان وزير الدفاع يوآف غالانت أبلغ نظيره الأمريكي لويد أوستن، الثلاثاء، خلال اجتماع في واشنطن، أن “الوقت ينفد” لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.

اقرأ المزيد عن