الولايات المتحدة تشيد بتطبيق الجيش اللبناني للهدنة رغم اعتبار إسرائيل أنه غير كاف
تقرير يقول إن قائد القيادة الشمالية في الجيش يشك في احتمالات تنفيذ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار على الإطلاق؛ مصادر في مجلس الوزراء تقول إن الجيش قد لا يغادر لبنان "لسنوات عديدة"
أشاد مسؤول أميركي كبير بالجيش اللبناني لسرعة عملية توليه السيطرة على جنوب لبنان وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، حتى مع تزايد المؤشرات على أن القدس تنظر إلى التقدم على أنه غير كاف وتهدد بتأخير انسحابها بعد فترة الستين يوما المنصوص عليها في الاتفاق.
أشاد الجنرال الأميركي الذي يرأس اللجنة المكلفة تطبيق الهدنة بجهود القوات المسلحة اللبنانية في تنفيذ المراحل الأولى من الاتفاق الثلاثاء، عقب زيارة لإحدى قواعدها في جنوب لبنان.
وزار اللواء الأميركي جاسبر جيفرز والعميد الفرنسي غيوم بونشين مقر اللواء الخامس في الجيش اللبناني على بعد خمسة كيلومترات شمال شرق الناقورة – إحدى البلدتين اللتين انسحبت منهما القوات الإسرائيلية كجزء من وقف إطلاق النار.
وجاء في بيان صادر عن السفارة الأميركية في بيروت: “كجزء من عملية الانتقال التي تتيحها الآلية، نشرت القوات المسلحة اللبنانية على الفور قوات في المنطقة لتطهير الطرق وإزالة الذخائر غير المصرح بها وتوفير الأمن للشعب اللبناني”.
وجاء في البيان الأميركي أن “جيفرز وبونشين اطلعا على مخزونات الأسلحة التي سيتم تدميرها في الأيام المقبلة، والتي صادرتها القوات المسلحة اللبنانية من مجموعات مسلحة غير مرخص لها”.
وقال جيفيرز في بيانه إن “القوات المسلحة اللبنانية هي الجهة الشرعية المسؤولة عن الأمن في لبنان، وتستمر في إثبات لي ولبقية أعضاء الآلية أنها تمتلك القدرة والنية والقيادة اللازمة لتأمين لبنان والدفاع عنه. لقد تصرفت بحزم وسرعة وبخبرة واضحة”.
وأضاف جيفيرز: “لقد رأينا اليوم مثالاً على ذلك مع جنود اللواء الخامس. سلاح المهندسين على وجه الخصوص مليء بالمحترفين الحقيقيين، الذين يقومون بإزالة مئات القطع من الذخائر غير المنفجرة كل أسبوع”.
U.S. Major General Jasper Jeffers, the Co-Chairman of the Cessation of Hostilities Implementation Mechanism, and French Brigadier General Guillaume Ponchin visited the Lebanese Armed Forces (LAF) 5th Brigade headquarters in southwest Lebanon, Jan. 7. Generals Jeffers and Ponchin… pic.twitter.com/btcsJUWeS9
— U.S. Central Command (@CENTCOM) January 7, 2025
وبموجب شروط وقف إطلاق النار، من المقرر أن ينتشر الجيش اللبناني إلى جانب مراقبي الأمم المتحدة في الجنوب مع انسحاب الجيش الإسرائيلي خلال فترة 60 يوماً. ومن المقرر أن يسحب حزب الله قواته شمال نهر الليطاني ـ على بعد نحو 30 كيلومترا من الحدود ـ ويفكك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي المقدم ناداف شوشاني إن انسحاب إسرائيل من البلدات اللبنانية كان أبطأ مما كان متوقعا بسبب عدم جاهزية قوات الجيش اللبناني لتولي السيطرة.
كان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اتهم حزب الله الأحد بعدم الانسحاب إلى “أبعد من نهر الليطاني” وبعدم تنفيذ بنود أخرى يتضمّنها الاتفاق، بعد أن اتهم حزب الله إسرائيل بانتهاكه، وأضاف أن إسرائيل “ستضطر إلى التحرك” إذا لم ينسحب حزب الله.
وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل الأحد إن إسرائيل أشارت مؤخرا إلى أنها قد تبقى في لبنان بعد انتهاء وقف إطلاق النار الأولي الذي يستمر 60 يوما للضغط على الجيش اللبناني للوفاء بالتزاماته قبل انتهاء الفترة.
وأوضح المسؤول أن إسرائيل تفضل أن ينتشر الجيش اللبناني في أنحاء جنوب لبنان وضمان انسحاب حزب الله بشكل كامل من المنطقة.
وبحسب القناة 12، يعمل قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي اللواء أوري غوردين على افتراض عدم تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار على الإطلاق.
ونقلت الصحيفة عن غوردين قوله يوم الثلاثاء: “هناك تساؤل حول ما إذا كان الجيش اللبناني سيفي بالتزاماته خلال 60 يوما، وأعتقد أن الاحتمالات ليست عالية. لكن هذا هو الاتفاق. سنصر على أننا لن نتراجع قبل استيفاء الشروط من الجانب الآخر. يجب أن يحدث هذا في وقت واحد”.
وفي حديث مع سكان شمال إسرائيل، سُجِّل لغوردين قوله إنه على الرغم من التحسن في سلوك الجيش اللبناني، إلا أنه لا يزال هناك تعاون بين عناصره وبين عناصر حزب الله.
وقال: “نرى الجيش اللبناني يتقدم، ويزيل الأسلحة، ويجمع المعدات، ويزيل المعدات. هذا يحدث. هل يحدث بالوتيرة التي نرغبها؟ كلا. هل لا يوجد تعاون بين الجيش اللبناني وحزب الله؟ نعم. نحن نرى ذلك، ونستجيب له، ونفعل ما بوسعنا لتحسين هذه الآلية”.
وحرص غوردين على توضيح أن جنوب لبنان “ليس أرض دولة إسرائيل”، لكنه أضاف أن إسرائيل ستفعل كل شيء “للحفاظ على حرية العمل الكاملة وفرض عدم قيام حزب الله بعمل عسكري جنوب الليطاني”.
وأضاف غوردين: “نريد تعميق المنطقة العازلة للتأكد من عدم اقتراب حزب الله منها. وسنفعل ذلك باستخدام أدوات الاتفاق. فكرة عدم وجود سكان في جنوب لبنان ليست ما سيحدث أو ما تسعى إليه إسرائيل”.
وبحسب تقرير منفصل لقناة 12، قال بعض أعضاء مجلس الوزراء مؤخرا إن الجيش الإسرائيلي سيبقى في جنوب لبنان لفترة أطول بكثير من الستين يوما التي تم الاتفاق عليها، حيث قال البعض إن هناك أماكن “لن تنسحب منها القوات الإسرائيلية لسنوات عديدة”.
ومع تنامي مخاوف لبنان من بقاء الجيش الإسرائيلي بعد انتهاء الاتفاق، تلقى مسؤولون في الجيش اللبناني “إشارات جدية” مفادها أن إسرائيل قد تمدد وجودها في لبنان لمدة 30 يوما إضافية.
وبحسب صحيفة الأخبار، أرسل مسؤولون عسكريون أميركيون مؤخرا رسالة إلى القوات المسلحة اللبنانية مفادها أن الجيش الإسرائيلي سيقرر ما إذا كان سيطلب التمديد اعتمادا على ما إذا كان قادرا على “تحقيق أهدافه في ضمان نهاية قدرة حزب الله على تنفيذ هجوم استباقي”.
لكن تقرير القناة 12 أضاف أن مصادر في لبنان قالت أنه إذا بقي الجيش الإسرائيلي بعد هذه المدة “فسيواجه تعقيدات ومشاكل كبيرة”.
وفي غضون ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي شد غارات ضد عناصر حزب الله والبنية التحتية التابعة للحزب في جنوب لبنان. ونفى الجيش انتهاك شروط الاتفاق، قائلاً إن الضربات استهدفت انتهاكات حزب الله.
وفي كلمة ألقاها يوم السبت، هدد الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم بأن صبر الحزب “قد ينفد” إزاء السلوك الإسرائيلي حتى قبل نهاية مهلة الانسحاب البالغة 60 يوما.
اندلعت الحرب في لبنان عندما بدأ حزب الله في إطلاق النار على إسرائيل بشكل يومي تقريبا في 8 أكتوبر 2023، بعد يوم من اقتحام حركة حماس لجنوب إسرائيل في هجوم أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، وأشعل فتيل الحرب في غزة.
وصعدت إسرائيل حملتها ضد الحزب اللبناني في سبتمبر 2024، وقصت على قيادته ومعظم قدراته، من أجل وقف إطلاق الصواريخ المستمر الذي أدى إلى نزوح نحو 60 ألف شخص من سكان الشمال.