الولايات المتحدة تسلم بيروت مقترحا لوقف إطلاق النار، بعد مقتل ضابط إسرائيلي في جنوب لبنان
نقل جنديين إلى المستشفى بعد اصطدام طائرة مسيّرة في إلياكيم، بعدما قال الجيش الإسرائيلي إن هجمات حزب الله الصاروخية تراجعت مؤخرًا إلى حد ما
أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط وإصابة آخر بجروح خطيرة خلال اشتباكات في جنوب لبنان اليوم الخميس، إضافة إلى إصابة جنديين في شمال إسرائيل بطائرة مسيرة أطلقها حزب الله.
ووقعت هذه الخسائر في الوقت الذي واصلت فيه إسرائيل قصف أهداف لحزب الله في لبنان – وكذلك في سوريا – وبينما تتطلع الأطراف إلى وقف إطلاق نار محتمل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الملازم عيفري ديكشتاين (21 عاما) من عيلاي قُتل خلال تبادل لإطلاق النار مع عناصر من حزب الله اليوم الخميس.
وكان ديكشتاين، وهو قائد فصيلة في الكتيبة 51 في لواء غولاني، قد قاد فصيلته في هجوم في قرية في جنوب لبنان. وفي خضم العملية، دخلت القوات مبنى حيث واجهت ما لا يقل عن خمسة مسلحين من حزب الله. وقُتل قائد الفصيل وأصيب ضابط آخر بجروح خطيرة خلال تبادل إطلاق النار. كما أصيب جندي آخر بجروح متوسطة في الحادث. وقُتل جميع عناصر حزب الله الخمسة في تبادل إطلاق النار وفقًا للتحقيق.
وفي إسرائيل، سقطت طائرة مسيّرة أطلقت من لبنان بالقرب من بلدة إلياكيم الشمالية، على بعد نحو 50 كيلومترا من الحدود الشمالية، ما أدى إلى إصابة جنديين.
وأدت المسيّرة إلى إنطلاق صفارات الإنذار لأكثر من نصف ساعة على طول الساحل الشمالي لإسرائيل، بما في ذلك في حيفا.
ونقل الجنديان إلى مستشفى رامبام في حيفا بعد إصابتهما بشظايا، ووصفت حالتهما بالمتوسطة، بحسب المستشفى.
في غضون ذلك، أفادت وكالة رويترز للأنباء بأن السفيرة الأمريكية لدى لبنان سلمت مسودة مقترح هدنة إلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.
وذكر مصدران سياسيان لبنانيان كبيران إن السفيرة الأمريكية ليزا جونسون التقت بري، الحليف السياسي لحزب الله والذي أيده الحزب للتفاوض، اليوم الخميس لتقديم أول مقترح مكتوب من واشنطن منذ عدة أسابيع على الأقل.
وقال أحدهما لرويترز “هي مسودة لجلب الملاحظات من الجانب اللبناني”. ولم يتمكن أي من المصدرين من تقديم تفاصيل عن بنود المقترح.
وتحدث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الخميس مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، وأبلغه أن هناك “تقدما” في محاولات التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان يسمح للإسرائيليين بالعودة إلى ديارهم بأمان.
وبحسب وزارة الخارجية، شدد ساعر على ضرورة ضمان تنفيذ أي اتفاق، بما في ذلك إبعاد حزب الله عن الحدود ومنع إعادة تسليحه عبر سوريا.
وأكد ساعر أن “المجتمع الدولي لديه دور ليعمل حتى يعود لبنان مرة أخرى للشعب اللبناني وليس للنظام الإيراني”.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين يوم الخميس إن إسرائيل أقرب إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقارنة بما كانت عليه منذ بداية الحرب، لكنها يجب أن تحتفظ بحرية العمل داخل لبنان في حالة انتهاك أي اتفاق.
ويقول مسؤولون لبنانيون إن “التطبيق الإنفرادي” من جانب إسرائيل لم يطرح رسميا على لبنان، ولكن بيروت سترفضه.
وقال أحد المصدرين اليوم الخميس “فكرة أنه إسرائيل ممكن تنفذ عندما تريد هي غير معقولة”.
أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا الخميس أنّ إعادة انتشار الجيش اللبناني في جنوب البلاد هو أمر “محوري تماما” لأي حل دائم يؤدي إلى وقف الحرب بين حزب الله وإسرائيل.
وقال لاكروا، الذي يشرف على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، إن الأمم المتحدة تعتزم تعزيز بعثتها لحفظ السلام في لبنان لدعم الجيش اللبناني بشكل أفضل بمجرد الاتفاق على هدنة لكنها لن تفرض مباشرة وقفا لإطلاق النار.
وقال لاكروا للصحفيين خلال زيارة للبنان تستمر ثلاثة أيام “أعتقد أنه يتعين أن يكون هذا الأمر واضحا جدا. تنفيذ القرار 1701 هو مسؤولية الأطراف… تلعب قوات يونيفيل دورا داعما، وهناك الكثير من الأمور الجوهرية في هذا الدور الداعم”.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الخميس إنه لاحظ انخفاضا في عدد الصواريخ التي أطلقها حزب الله على إسرائيل خلال الأسبوع الماضي، إلى أقل من 100 صاروخ يوميا في المتوسط، مقارنة بنحو 150-200 صاروخ يوميا في الشهر الماضي والأشهر التي سبقته.
ويعتقد الجيش أن حزب الله يواجه صعوبة في تنفيذ هجمات كبيرة، حيث تم استهداف معظم مخزوناته من الصواريخ وقتل العشرات من قادته. وقبل الحرب، كان الجيش الإسرائيلي قد قدر أن حزب الله سوف يطلق آلاف الصواريخ يوميا في حالة التصعيد.
وقالت وسائل إعلام رسمية لبنانية يوم الخميس إن غارة جوية إسرائيلية قتلت تسعة أشخاص على الأقل وأصابت خمسة آخرين في مدينة بعلبك شمال شرقي لبنان.
وعلى مدار اليوم، استهدفت غارات جوية متفرقة الضاحية الجنوبية لبيروت، في تصعيد واضح للهجمات على المنطقة خلال اليومين الماضيين، حيث أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات بإخلاء العديد من المواقع والمباني في الضاحية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته المقاتلة قصفت عدة مستودعات أسلحة تابعة لحزب الله في معقله بجنوب لبنان، بعد تحذيرات بالإخلاء.
وأشار الجيش إلى أن المواقع تقع “في قلب منطقة سكنية مدنية”، متهماً الحركة باستخدام الأبرياء كدروع بشرية.
وأعربت الولايات المتحدة يوم الخميس عن قلقها إزاء القتال في منطقة بيروت.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل عندما سئل عن الضربات “لقد سمعتمونا نقول مرارا وتكرارا إننا لا نريد أن نرى هذا النوع من العمليات [العسكرية] في بيروت، خاصة فيما يتعلق بالمناطق ذات الكثافة السكانية العالية”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري مساء الخميس إن إسرائيل ضربت أكثر من 300 هدف لحزب الله في لبنان خلال الأسبوع الماضي، بما في ذلك 40 هدفا في بيروت.
وقال في مؤتمر صحافي “نحن نضرب… من الضاحية الجنوبية إلى دمشق”، في إشارة إلى الضاحية الجنوبية لبيروت والعاصمة السورية.
وأضاف هاغاري أن الأهداف في لبنان شملت مستودعات أسلحة ومراكز قيادة ومنصات لإطلاق الصواريخ.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “لقد حددنا أن هناك صواريخ وأسلحة أخرى يطلقها حزب الله على إسرائيل تم تصنيعها في سوريا، وتم نقلها إلى حزب الله من سوريا”.
وتعهد هاغاري بأن يستهدف الجيش “كل محاولات نقل الأسلحة من سوريا إلى حزب الله، وضرب أي بنية تحتية نحددها في سوريا تُستخدم لتصنيع الأسلحة لحزب الله”.
وذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا” الخميس أن غارات إسرائيلية جديدة شنت على منطقة القصير قرب الحدود مع لبنان.
قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) اليوم الخميس إن شخصين أو ثلاثة أشخاص مجهولين أطلقوا نحو 30 رصاصة تجاه جنود حفظ السلام الذين ردوا بإطلاق النار و”من ثم تابعوا سيرهم الى الأمان”.
وأضافت اليونيفيل في بيان أنه لم يتعرض أحد لإصابات وأنها فتحت تحقيقا. ويشير البيان إلى أن مطلقي النار كانوا لبنانيين.
وأضافت قوة الأمم المتحدة “نذكّر السلطات اللبنانية بمسؤوليتها عن ضمان سلامة وأمن قوات حفظ السلام التي تنفذ أعمالاً حساسة ومهمة على الأراضي اللبنانية. لقد طلبنا من السلطات اللبنانية إجراء تحقيق كامل وشامل في هذا الحادث وتقديم الجناة إلى العدالة”.
منذ الثامن من أكتوبر، تهاجم قوات حزب الله البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود بشكل شبه يومي، حيث قالت الجماعة إنها تفعل ذلك إسنادا لغزة وسط الحرب هناك.
وتم إخلاء حوالي 60 ألف شخص من البلدات الشمالية على الحدود اللبنانية بعد وقت قصير من هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وسط مخاوف من أن ينفذ حزب الله هجوما مماثلا، والزيادة في إطلاق الصواريخ من قبل الجماعة.
أسفرت الهجمات على شمال إسرائيل منذ أكتوبر 2023 عن مقتل 43 مدنيا، بالإضافة إلى 69 جنديا إسرائيليا في مناوشات عبر الحدود وفي العملية البرية التي أعقبت ذلك والتي شنتها إسرائيل في جنوب لبنان في أواخر سبتمبر.
كما قُتل جنديان في هجوم بمسيّرة من العراق، وكانت هناك أيضا عدة هجمات من سوريا، دون وقوع أي إصابات.
وقُتل ما يقارب من 3000 من أعضاء حزب الله في الصراع، وفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي. كما تحدثت تقارير عن مقتل نحو 100 من عناصر الجماعات المسلحة الأخرى، بالإضافة إلى مئات المدنيين.