الولايات المتحدة تدعم المزاعم الإسرائيلية بشأن استخدام حماس للمستشفيات بما في ذلك مستشفى الشفاء في العمليات العسكرية
البيت الأبيض يوضح أنه لن يدعم الغارات الجوية على المنشأة، ويشدد على عدم تعريض الأبرياء في الداخل للأذى؛ الجيش الإسرائيلي: المستشفيات معرضة لخطر فقدان مكانتها المحمية بسبب استخدامها من قبل حماس
أكدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الثلاثاء الادعاءات الإسرائيلية بأن حماس تستخدم المرافق الطبية لأغراض عسكرية، مع اقتراب الجيش من مستشفى الشفاء في مدينة غزة، الذي يعتقد أنه يشمل مركز القيادة الرئيسي للحركة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي خلال مؤتمر صحفي: “لدينا معلومات تفيد بأن حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني يستخدمان بعض المستشفيات في قطاع غزة، بما في ذلك مستشفى الشفاء، والأنفاق تحتها لإخفاء ودعم عملياتهما العسكرية واحتجاز الرهائن”.
“أعضاء حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني يشغلون [مركز] قيادة وسيطرة من [مستشفى] الشفاء في مدينة غزة. لقد خزنوا أسلحة هناك وهم مستعدون للرد على عملية عسكرية إسرائيلية ضد المنشأة”، قال كيربي، مشيرا إلى تقييمات المخابرات الأمريكية.
وأوضح أن الولايات المتحدة لا تدعم قيام إسرائيل بقصف المركز الطبي من الجو، بينما تواصل قوات الجيش الإسرائيلي تطويق المركز الطبي.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض: “يجب حماية المستشفيات والمرضى”، مشدداً على أن الأبرياء يحتمون بالداخل ولا “يستحقون الوقوع في مرمى النيران”.
وقال كيربي إن السيناريو يسلط الضوء على العملية العسكرية الصعبة التي تحاول إسرائيل تنفيذها، نظرا لاندماج عناصر حماس بين السكان المدنيين.
وأكد أن سلوك حماس لا يقلل من مسؤولية إسرائيل في حماية المدنيين.
وردا على ذلك، انتقدت حماس البيت الأبيض قائلة إن تصريحات كيربي أعطت “الضوء الأخضر” لإسرائيل لارتكاب “مجازر وحشية” تستهدف المستشفيات في غزة.
وقالت الحركة في بيان صدر باللغة الإنجليزية إن “هذه التصريحات تعطي الضوء الأخضر للاحتلال الإسرائيلي لارتكاب المزيد من المجازر الوحشية التي تستهدف المستشفيات، بهدف تدمير نظام الرعاية الصحية في غزة وتهجير الفلسطينيين”.
وأضافت أن “الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية المباشرة عن تمكين حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة”.
وتركز القتال في الأيام الأخيرة حول مستشفى الشفاء في مدينة غزة، والذي تقول القدس إنه يشمل مركز العمليات الرئيسي لحماس في مخبأ تحت الأرض. ونفى الجيش الإسرائيلي مرارا قيام إسرائيل بمحاصرة المركز الطبي، قائلا إن أحد المداخل لا يزال مفتوحا وأنه يعمل بالتعاون مع طاقمه لتمكين المرضى والمدنيين مغادرة المنشأة بأمان.
وقد أدى التركيز على مستشفى الشفاء وغيره من المستشفيات، التي تشتكي من نفاذ الإمدادات ووفاة مرضى بسبب القتال، إلى زيادة الضغوط على إسرائيل لبذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين المحاصرين في غزة وسط تبادل إطلاق النار. وقد دعا المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون إسرائيل إلى حماية المجمع الطبي، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي في تقديم أدلة تثبت أن حماس تعمل داخل المستشفيات وتحتها.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما لا يقل عن 2300 شخص – من المرضى والموظفين والمدنيين النازحين – موجودون داخل المستشفى وقد لا يتمكنون من الفرار بسبب القتال العنيف في المنطقة.
وفي مقطع من بث قناة الجزيرة انتشر مؤخرا على نطاق واسع، يظهر مراسل الشبكة القطرية وهو يجري مقابلة مع مريض في مستشفى بغزة يشكو أمام الكاميرا من أن مقاتلي حماس يختبئون بين المرضى في المركز الطبي.
وابتعد مراسل الجزيرة قبل أن يتمكن المريض المسن من مواصلة حديثه، حتى لا يمكن سماع تصريحاته على الهواء.
واتهم مؤيدو إسرائيل قناة الجزيرة الممولة قطريا بتأجيج الصراع. وتعتبر قطر من الداعمين الرئيسيين لحركة حماس، وتعمل كوسيط في المحادثات بشأن عودة الرهائن الإسرائيليين الذين تم أسرهم خلال هجوم 7 أكتوبر.
Al-Jazeera TV was asking this poor wounded old Palestinian man to give his eyewitness testimony; he said: what’s happening is criminal! Why is the resistance (Hamas) hiding among us? Why don’t they go to hell and hide there? They are not resistance!!
The journalist cut him off! pic.twitter.com/evrVfpCfj5
— Aimen Dean (@AimenDean) November 14, 2023
وفي مؤتمره الصحفي المسائي، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال دانييل هجاري إن المستشفيات في قطاع غزة معرضة لخطر فقدان مكانتها المحمية بموجب القانون الدولي بسبب استخدام حماس لها للأنشطة العسكرية.
وقال هجاري: “لقد أكدنا مرارا وتكرارا في الأسابيع الأخيرة أنه نظرا استخدام حماس للمستشفيات لأغراض عسكرية، فإنها ستفقد الحماية الخاصة التي تتمتع بها بموجب القانون المتعمد”.
“نحن مضطرون إلى العمل بطريقة مركزة ودقيقة ضد البنية التحتية الإرهابية لحماس في المستشفيات. ندعو عناصر حماس المختبئين في المستشفيات إلى الاستسلام حتى لا يعرضوا المتواجدين في المستشفيات للخطر”.
وقال هجاري أيضا أنه قد تم إخلاء مستشفى القدس في مدينة غزة بالكامل يوم الثلاثاء. وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني اكتمال عملية الإخلاء، وقال إنه يتم نقل الجرحى لتلقي العلاج في مستشفيات جنوب غزة.
وقبل بضعة أيام، أطلق نشطاء حماس قذائف “آر بي جي” وأطلقوا النار على جنود من مستشفى القدس.
وبالإضافة إلى استخدام مستشفى الشفاء، يعتقد الجيش أن حركة حماس احتجزت رهائن تحت مستشفى الرنتيسي؛ لديها شبكة أنفاق تحت المستشفى الإندونيسي؛ وعناصرها أطلقوا النار على جنود من مستشفى الشيخ حمد.
وقال هجاري إن “حماس تستخدم المستشفى كدرع بشري للإرهاب، وعلى العالم أن يعرف ماذا تفعل في المستشفيات، وسنواصل فضح جرائمها”.
The IDF is in the process of coordinating the transfer of incubators from a hospital in Israel to #Gaza.
We remain committed to upholding the moral and professional responsibilities to distinguish between civilians and Hamas terrorists. #HumanitarianEfforts https://t.co/p2bUm8sk5J
— COGAT (@cogatonline) November 14, 2023
وأضاف المتحدث العسكري أن العرض الذي تم تقديمه في وقت سابق من اليوم لتوفير 37 حاضنة لحديثي الولادة وغيرها من الإمدادات لمستشفى الشفاء لا يزال قائما.
“تم ترتيب المعدات وهي جاهزة للتسليم”، قال.
لكن لم يكن من الواضح كيف سيتم نقل المعدات، وما إذا كان النقص المزعوم في الوقود سيسمح باستخدام الحاضنات الإسرائيلية إذا كانت الحاضنات الأصلية في المستشفى معطلة.
ونشر الجيش يوم الثلاثاء تسجيلا لمحادثة بين ضابط اتصال في الجيش الإسرائيلي ومدير مستشفى الشفاء بخصوص نقل الحاضنات إلى جانب أربع أجهزة تنفس وغيرها من المعدات الطبية الحيوية.
???? ????????????????????????????????: Israel releases a call recording between a senior officer to Gaza Coordination and Liaison Administration (CLA) & the Director General of the Shifa Hospital regarding the transfer of the incubators for the children's ward there & additional medical assistance pic.twitter.com/V0yE1BnwZQ
— Lounge Digest (@loungedigest) November 14, 2023
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأحد أنه قام بتزويد مستشفى الشفاء بـ 300 لتر من الوقود، بالتنسيق مع طاقمه، لكن حماس منعت المركز الطبي المحاصر من قبولها.
وفي غضون ذلك، أفيد يوم الثلاثاء أن إسرائيل ستسمح لشاحنات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة بالتزود بالوقود في معبر رفح المصري لأول مرة منذ اندلاع الحرب ضد حماس.
وقال مسؤول أمريكي لموقع “واللا” الإخباري إن الأونروا وفرت الوقود للأغراض الإنسانية في غزة خلال الأسبوعين الماضيين بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، لكن الوقود بدأ ينفذ في الأيام الأخيرة.
وقد عارضت إسرائيل حتى الآن الجهود الرامية إلى السماح بدخول الوقود إلى غزة، بحجة أن حماس سوف تستولي عليه. وتقول إسرائيل إنها حاولت إدخال 300 لتر من الوقود إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، لكن إدارة المستشفى رفضته.
ولكن بعد أسابيع من الضغط من إدارة بايدن، وافقت إسرائيل الآن على خطة تسمح بدخول الوقود إلى غزة عبر شاحنات الأونروا.
وقال مصدر إسرائيلي لموقع “واللا” إن الاتفاق سيشهد تزويد شاحنات الأونروا يوم الأربعاء بإمدادات وقود تكفي لمدة 48 ساعة وستتلقى إمدادات إضافية تكفي ليومين بمجرد نفاد الكمية الأولى.
ونقلت وكالة “رويترز” عن عامل إنساني قوله إن الشاحنات ستتلقى 24 ألف لتر من وقود الديزل، ولن يذهب أي منها إلى المستشفيات. وقال المصدر أيضًا إن الولايات المتحدة ضغطت على الأمم المتحدة لتلقي الوقود.
وقال متحدث باسم الأونروا أنه ليس لديهم معلومات يمكن تقديمها، ردا على طلب للتعليق.
وأشار المتحدث إلى بيان المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني في وقت سابق من اليوم والذي دعا فيه إلى السماح بدخول الوقود إلى غزة.
وقال لازاريني في البيان: “دقت الأونروا ناقوس الخطر بشأن وضع الوقود قبل ثلاثة أسابيع، محذرة من استنفاد إمداداتها بسرعة، وتأثير ذلك على العمليات الضرورية لإنقاذ الأرواح. ومنذ ذلك الحين، قمنا بتقنين استخدام الوقود بشكل مكثف واستخدمنا الكميات المحدودة الموجودة مسبقًا والمخزنة في مستودع داخل قطاع غزة، من خلال التنسيق الوثيق مع السلطات الإسرائيلية. المستودع فارغ الآن”.
“من غير المعقول أن تضطر الوكالات الإنسانية إلى التسول للحصول على الوقود… منذ بداية الحرب، تم استخدام الوقود كسلاح حرب ويجب أن يتوقف ذلك فورا”.
ويوم الثلاثاء أيضا، قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن الجيش الإسرائيلي اخترق دفاعات حماس حول مدينة غزة من الشمال والجنوب.
وقال إن الجيش يسيطر على المنطقة الواقعة فوق الأرض في شمال غزة، وخاصة في مدينة غزة.
وأضاف: “لقد سمحت للجيش بمواصلة التقدم، اليوم وفي الأيام المقبلة، لاستكمال المهام. لن يكون هناك مكان آمن [لحماس] حتى نكمل مهمتنا ونعيد الرهائن”.
وقال وزير الدفاع إن القتال في غزة سيستمر لأشهر، وأن إسرائيل تخطط أيضا لتنفيذ عمليات في جنوب القطاع.
“سنضرب حماس في كل مكان. سنقوم بتفكيك قدراتها القيادية”، قال.
وبالنسبة لهجمات حزب الله المتكررة من لبنان على شمال إسرائيل، قال غالانت إن “سلامة سكان الشمال وسكان الجنوب لهما نفس القدر من الأهمية. سنعرف ما يجب فعله ضد أي تهديد”.
واندلعت الحرب بعد أن شن مسلحو حماس هجوما مدمرا في 7 أكتوبر، حيث اجتاحوا البلدات الجنوبية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 اسرائيلي، واختطاف حوالي 240 آخرين إلى غزة. وأعلنت إسرائيل بعد ذلك الحرب بهدف الإطاحة بنظام الحركة في قطاع غزة، والذي تحكمه منذ سيطرتها عليه في عام 2007.
وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الثلاثاء أن 11,240 فلسطينيا قتلوا في غزة منذ بداية الحرب، وهي أعداد لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل، ولا تميز بين المدنيين والمسلحين، وتشمل أيضا الذين قتلوا نتيجة سقوط صواريخ فلسطينية طائشة.
ساهم طاقم تايمز أوف إسرائيل ووكالات في إعداد هذا التقرير